نشرت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية تقريرا تحدّثت فيه عن الضغط الذي يفرضه فيروس كورونا على أسعار النفط.
وقالت الصحيفة، في تقريرها إن أحد التفسيرات التي قدّمها واحد من متداولي الطاقة لانخفاض أسعار النفط بسبب تفشي فيروس كورونا في الصين، هو أن الناس إذا خافوا توقّفوا عن السفر.
وأضافت الصحيفة أنه مع وجود مدينة “ووهان” تحت الحجر الصحي وتزايد الهلع من انتشار الفيروس، من المتوقع أن تتراجع نسبة السفر والطلب على النفط، حيث ينزل عدد قليل من الناس إلى الطرقات أو محطات القطارات.
وفي الواقع، انخفض خام برنت حوالي 6 بالمئة هذا الأسبوع ليصل سعر البرميل الواحد إلى 62 دولارًا، وهو أدنى مستوى له منذ أوائل كانون الأول/ ديسمبر.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر معظم المتداولين أن فيروس كورونا هو الدافع الأساسي وراء بيع النفط بثمن رخيص.
وحسب أوليفييه جاكوب من شركة بتروماتريكس الاستشارية، فإنه بالنسبة لأسواق الطاقة، وصل تفشي المرض إلى حدّ تعريفه بحدث “البجعة السوداء”، وهو أمر بعيد الاحتمال ومن الصعب للغاية التنبؤ به.
وأفادت الصحيفة بأنه ينبغي للمتداولين أن يبقوا متيقظين لانقطاع الإمدادات مثل التهديدات الإيرانية لمضيق هرمز، أو فقدان الصادرات من ليبيا.
لكن من الصعب توقّع تسبب فيروس بتعطيل القدرة على السفر في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم.
وأوردت الصحيفة أن السيد جاكوب قارن بين استجابة السوق الآن وكيفية تفاعل التجار ذات مرة مع التهديدات الجيوسياسية للإمدادات، قبل أن يطوروا طرقًا معقدة لتتبع التأثيرات الفعلية للأوضاع المحتقنة في الشرق الأوسط على تدفق النفط.
وأوضح جاكوب أن “صور القمر الصناعي لا تساعد في تقييم خطورة فيروس كورونا بسرعة، وهذا يترك السوق للتكهنات بشأن تأثيراته المحتملة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن المحللين في مؤسسة غولدمان ساكس حاولوا تحديد أرقام الخسائر. ومن خلال دراسة تفشي المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة في سنة 2003 وضبط الطلب على النفط في الصين لتعادل النسب المرتفعة اليوم، فإنهم يقدّرون أن التأثير قد يكون أقل من 300 ألف برميل يوميًا، وهو جزء صغير نسبيًا من السوق العالمية البالغة 100 مليون برميل في اليوم.
وإذا اقتصرت الضربة الموجَّهة إلى الطلب على النفط على هذه النسبة، فإن النماذج الداخلية لشركة غولدمان تشير إلى أن السعر قد ينخفض بمقدار 3 دولارات فقط للبرميل، أو تقريبًا نفس القيمة التي تراجع بها خام برنت هذا الأسبوع.
وذكرت الصحيفة أن هناك أسبابا مجهولة أخرى يمكن أن تؤثر على سعر النفط. ومن جهتهم، يقول تجار النفط إنهم قلقون بشأن التأثيرات المباشرة لشركات الطيران على سبيل المثال.
وفي الواقع، تقدر شركة “إنرجي أسبكتس” أن الطلب على وقود الطائرات لن ينخفض بشكل كبير، حيث من المرجح أن تستمر غالبية الرحلات حتى لو كانت تُقلّ عددا صغيرا من الركاب.
لكن قد يكون للمشاكل في هذا القطاع تأثير كبير على أسعار النفط، إذا اضطر المشترون إلى حلّ صفقات مختلفة.