خلود شحادة- ليبانون تايمز
بتوقيت الشهادة دقّت ساعة الرد الحاسم، وقبل دفن جثمان قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الشهيد قاسم سليماني، أطلق بدلاً من رصاصات الوداع ما يزيد عن ثلاثين صاروخ من الأراضي الإيرانية باتجاه قاعدة عين أسد الاميركية في العراق، كانوا بمثابة ردّ واضح وسريع على العدوان الذي شنّته الولايات المتحدة الأميركية على مطار بغداد.
أما أهمية الرد في قاعدة عين الأسد بالتحديد، فتتجلى بالأهمية الإستراتيجية الكبيرة التي تتمتع بها هذه القاعدة، حيث تُعدّ من أكبر القواعد الجوية غرب العراق، وثاني أكبر قاعدة فيه، وتحوي هذه القاعدة مركزاً للتدريب وعدداً من الطائرات التابعة للتحالف الأميركي ومستشارين أميركيين.
وعن دور الكيان الإسرائيلي في ظل هذه الأحداث، لفت العميد المتقاعد الياس فرحات الى أن “ايران اعتبرت في بيان الحرس الثوري الذي صدر عقب جريمة الاغتيال، أن “اسرائيل” شريكة في هذه الجريمة”، موضحاً أن هذا البيان أثار قلق القيادة “الإسرائيلية” من أن تتدحرج الأعمال الحربية في العراق الى المنطقة، مما دفع الكيان الإسرائيلي الى اتخاذ خطوات احترازية على الحدود اللبنانية والسورية، وأدى الى استنفار عام لجميع القوات داخل الأراضي المحتلة تحسباً لأي رد من الجانب الإيراني”.
واعتبر فرحات في حديث خاص لموقع ليبانون تايمز أنه ليس هناك “من إشارات توحي بإشعال جبهة لبنان وسوريا ضد “اسرائيل”، لافتاً الى أن “العمليات جرت في العراق ويبدو أنها ستتوسع ضمن أراضي العراق فقط، بمحاولة واضحة لعدم زج دول المحور في هذا النزاع”.
وشدد فرحات على أنه في “العلاقات الدولية السياسية لا يوجد قطيعة أو صداقة دائمة بل مصالح”، موضحاً أن العلاقة الايرانية- الأميركية تشهد تأزماً كبيراً حتى قبل 2 كانون الثاني 2020” مرجعاً ذلك الى “العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة على ايران وما تكبّدته من خسائر” شارحاً أن “العقوبات الأميركية على تصدير النفط الإيراني وتهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض عقوبات على الدول التي تستورد النفط من إيران اضافة الى المنتوجات البتروكيميائية والتي أدت بدورها الى تكبيد إيران خسائر اقتصادية كبيرة”
وأضاف فرحات: “الحديث عن تفاهمات بين الولايات المتحدة الأميركية وايران قد تحصل نتيجة أعمال القصف مبكر جداً، فاليوم نحن أمام مرحلة تبريد النزاع وليست مرحلة بناء العلاقات، وهذا يحصل بعد تبريد الأجواء لينطلق بعدها حوار سريّ أو علنيّ من أجل اعادة العلاقات”.
تشخص الأنظار اليوم نحو الرد والرد على الرد، وكيف ستكون نهاية ما يحدث، وأسئلة تطرح لا إجابة عليها، هل هناك حرب اقليمية أم عالمية؟ هل سيكون لبنان بقلب المعركة أم سيُترك على مسافة آمنة من ما يحصل في المنطقة؟ لكنّ الأكيد ان ما حصل منذ الثاني من الشهر الجاري وحتى اليوم، استطاعت إيران من خلاله أن تثبّت نفسها كقطب عالمي يشارك بحكم بمفاصل الحياة السياسية الدولية.