بتول فواز – ليبانون تايمز
خرجت الولايات المتحدة الأميركية عن طَورِها، فأيقظت العالم فجر الجمعة، على ضربةٍ غير متوقّعة من حيث التنفيذ، إستهدفت فيها قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.
ضربة أميركية تجاوزت الخطوط الحُمر، ورفعت حالة التأهب لأقصى درجاتها في صفوف الحرس الثوري الايراني على وجه الخصوص، وفي محور المقاومة في الشرق الأوسط عامةً.
الصحافي والكاتب السياسي طارق ابراهيم في حديث خاص لموقع “ليبانون تايمز”، أكد إستمرارية المواجهة في صفوف المقاومة، باعتبار أن استشهاد اللواء سليماني والمهندس، ما هو إلا جزء من العملية الشاملة، وبالتالي محور المقاومة لم ولن يسقط. ووصف ابراهيم السياسات الايرانية في شتى المجالات بالـ”ولّادة، اي أنها قادرة على المواجهة، فهي تستيقظ من رحم المعاناة، وتنهض من بين الركام. وأضاف: “فقدان القائد يؤثر على المنظومة لكن ايران دولة مؤسساتية، قادرة على إنتاج القادة والشخصيات، فإحالة منصب فيلق القدس إلى إسماعيل قآني سيكون أكثر فعالية نظراً للخبرة التي يتمتع بها لنحو عقدين من الزمن، بعدما تدرج في عدة مناصب داخل الحرس الثوري، أبرزها قيادة العمليات في أفغانستان وباكستان، ويقال عنه: ظِل سليماني الأكثر تشدداً”.
ولفت إلى أن عملية الإستهداف لم تكن أمنية-إستخباراتية، بل سياسية موجّهة إلى طهران. وقال: “العملية ليست وليدة الساعة، بل مخطط لها مسبقاً، والذي سرّع التنفيذ هو تحركات اللواء سليماني العلانية، وغير المغطاة أمنياً، وهي تستهدف نفوذ ايران في المنطقة”.
وتوقّع ابراهيم أن يكون الرد أوسع وأشمل، خاصةً بعد الحذر الأميركي من الهدوء الايراني الذي يسبق العاصفة، وأردف: “نحن أمام جغرافيا واسعة (أفغانستان-بحر العرب- البحر الأحمر- العراق- سوريا)”، مشدداً على ضرورة أخذ العراقيين زمام المبادرة في الرد، خاصة بعد إستهداف نائب رئيس الحشد الشعبي، وعدم ترك الأراضي العراقية مباحة امام الأميركيين الذين يعتبرونها اليوم ساحةً للحرب.
وأشار إلى أن هذه العملية تؤكد أن من قام بها، يدرك كل الإدراك أن الأمور ستأخذ منحى الحرب، وستوصل الإقليم إلى شفير الهاوية. وعن مدى تأثير الضربة الأميركية على المشهد السياسي اللبناني علّق ابراهيم: كان البارز أن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هو أول رئيس عربي أبرق معزّياً بالشهيدين وخرج بموقفٍ وطني موحّد، مما يعني أن لبنان في قلب العاصفة، مرجّحاً أن يتم إبعاد لبنان عن التأثيرات السلبية التي ممكن أن تعيق ولادة الحكومة العتيدة.
قلقٌ في الأوساط الأميركية، يقابله صمت ايراني حذر، فالولايات المتحدة الأميركية باتت تتابع عن كثب الأوضاع وتدعم نقاطها عسكرياً تحسّباً لأي طارىء، من المؤكد أن الإنتقام الثنائي لن يكون على قدر توقعاتها، وأي حديث عن مشهد إقليمي يتعلّق بحيثيات الرد الإيراني.