أشار الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في كلمة متلفزة الى ان “الاميركيون يتدخلون باي تحرك يحصل في العالم، هم يسارعون الى محاولة استغلال التحركات الشعبية بما يخدم مصالحهم وليس بما يخدم مصالح المحتجين. الاميركيون يركبون موجة التظاهرات في العالم ويعلنون دعمهم لهذه الاحتجاجات، ولكن في الحقيقة تقديم العون يكون بما يخدم مصالح اميركا، وهذه قاعدة عامة ورأينا ذلك في الربيع العربي واميركا اللاتينية وشرق آسيا، وهذا سلوك اميركي عام”.
وتابع: “في لبنان، بعد 17 تشرين عندما حصلت التظاهرات في عدد من الميادين انطلاقا من القرار الخاطئ الذي اتخذته الحكومة في ما يتعلق بالرسوم والضرائب، قدم فيلتمان مطالعات واستدعي لبنانيين وقدم شرحا يعبر عن آرائهم، وسمعنا اعضاء في الكونغرس وبومبيو وكلهم تدخلوا، وكل ذلك كان يقابل بالسكوت وصولا الى ما قالته مندوبة اميركا في الامم المتحدة وما قاله بومبيو. في الحقيقة اريد ان اقف بشكل مباشر امام الكلامين الاخيرين، ما قالته المندوبة كرافت بان التظاهرات ستتواصل في لبنان واليمن وفي اي مكان توجد فيه ايران، وليس في اي مكان يوجد فيه فساد، واعتبرت ان الاضرابات ستستمر اذا لم تؤدي ادوات الضغط الى اي نتيجة، الاميركيون ينظرون للتظاهرات على انها ادوات للضعط على ايران”.
وقال “في لبنان الاميركي يريد توظيف التحركات وكأن مشكلة اللبنانين هي حزب الله، وان المأزق في لبنان هو حزب الله. بحسب بومبيو على اللبنانين ان يتخلصوا من هذه المشكلة التي اسمها حزب الله وان اميركا حاضرة لمساعدة اللبنانيين للتخلص من هذا الخطر”.
اضاف “وإذا توقفنا عند التصريحات الاسرائيلية ، رأينا تصريحات من نتانياهو ومسؤولين آخرين بان هذه الفرصة تاريخية لاضعاف حزب الله، او لنأخذ امتيازا من لبنان بشأن اتفاقية حول النفط والغاز” .
وأشار إلى أن “الأميركيين يستغلون الوضع المعيشي في لبنان ليعالجوا الخطر الذي يشكله حزب الله عليهم، فيقولون للبنانيين إذا تريدون المساعدة، فعليكم معالجة مشكلة اسرائيل”، وقال: “كل ما يستخدم في مواجهة المقاومة للتخلص منها عجزوا عن فعله، هم يبتزون الشعب اللبناني ولا يحرصون عليه”.
واعتبر أن “الادارة الاميركية، والحكومة الاسرائيلية من خلفها، تمارسان ابتزازا بحق الشعب اللبناني، والمعادلة واضحة بالتخلي عن قوة لبنان”، وقال: “لقد قد وضعنا بين خيارين بين الجوع الاكيد والنهوض المحتمل”.
ولفت إلى أن “التصريحات التي تنسب الى مسؤولين ايرانيين هي مخالفة للمنهجية المعتدمة في ايران”، وقال: “إن البعض يتصور أنه إذا اعتدي على ايران، فإن ايران ستعتمد على حلفائها لترد. أريد تقديم معلومة دقيقة، فمن يعتدي على ايران، فإن ايران نفسها سترد عليه، وهي لا تقبل بأن تسكت وتعتمد على حلفائها. واذا اعتدت اسرائيل على ايران فسترد بنفسها”.
ورأى أن “هناك جهات خارجية، وبعضها خليجية، تعمل على فبركة وتحريف تصريحات لمسؤولين ايرانيين، بهدف استفزاز وتحريض بعض اللبنانيين”، وقال: “إن البعض لا تستفزه تصريحات الاميركيين. واذا وجد تصريحا على احد المواقع لمسؤول ايراني يستنفر ويطالب رئيس الجمهورية والمسؤولين باتخاذ الموقف”.
وعن الشأن الحكومي، قال السيد نصر الله “منذ الايام الاولى، قلت كلاما واضحا أننا لا نوافق على استقالة الحكومة، وذكرت الأسباب، ومنها صعوبة تشكيل حكومة جديدة في لبنان، وأن ذلك ليس في مصلحة لبنان، نتيجة الوضع المعيشي والمالي، ولا يحتمل الفراغ.
ولفت إلى أن “كل من لديه مشكلة ما ويتظاهر ويحتج، عليه ألا يسمح للاميركي بأن يستغل تحركاته”، وقال: “بعد ايام من كلمتي استقال رئيس الحكومة، وبعد شهرين نرى ان هناك مشكلة تكليف وتأليف وهذا واقع الحال اليوم ، نأمل ان تحصل الاستشارات يوم الاثنين ونأمل ان يحصل تكليف من تختاره اكثر الاصوات، ولكن عملية التأليف لن تكون سهلة، وكل الوقت الذي ضاع ذهب من طريق اللبنانيين. كان من الافضل ان تبقى الحكومة وان تبقى التظاهرات، وهذه الوضعية الافضل، لان كان سيشكل عامل ضغط على الحكومة لتقوم باجراءات اصلاحية ولتحقق الكثير لمصلحة الشعب اللبناني”.
أضاف: “لو بقيت الحكومة وبقي الناس في الشارع، لما وصلنا الى كل ما وصلنا اليه اليوم. عندما استقالت الحكومة لم يعد الحديث الاول في لبنان عن الجوع، بل تحول الحديث الى الحكومة وشكلها واسم رئيسها ومطالب القوى المختلفة وذهب البلد الى مكان آخر لا صلة له بأسباب نزول الناس إلى الشارع. ومن يومها إلى الآن، بدأ غلاء الاسعار وتهديد الناس في الدواء والاستشفاء وازمة الودائع والسرقات والصدامات وإلقاء نفايات على ابواب المسؤولين وضرب موسم الاعياد، وتراجعت الثقة في البلاد”.
وتابع: “مع استقالة الحكومة، لم يعد هناك من يستجيب للمطالب ومن يستطيع اتخاذ الاجراءات. بعد استقالة رئيس الحكومة، اعتبر البعض في الحراك أنه إنجاز لهم، لكن ذلك كان ضياعا للوقت، فتم تعطيل المؤسسات التي يجب ان تقوم بالاصلاحات”.
وأردف: “إن البلد يريد حكومة. وأمام الأكثرية النيابية، ونحن جزء منها، مسؤولية كبيرة، إضافة الى ان رئيس الجمهورية والعهد أساس في هذه الاكثرية. لقد أصبحنا أمام خيارات، وكانت لدينا خيارات عدة وحصلت حولها نقاشات: الخيار الاول الذهاب الى تشكيل حكومة من لون واحد، والاكثرية قادرة على منحها الثقة في مجلس النواب، ففي الفريق الاخر، هناك من كان يدعو الى هذا الخيار ويحرض عليه. أما في فريقنا السياسي فهناك رأيان، الأول يخالف والآخر يؤيده، خيار حكومة اللون الواحد يتطلب شجاعة وفريقنا السياسي شجاع، لكن الموضوع يرتبط بتشخيص المخاطر على البلد. نحن موقفنا في حزب الله وحركة امل مخالف لتشكيل حكومة لون واحد”.
وقال: “لا أريد النقاش في الميثاقية، بل أريد النقاش في مصلحة البلد، فالاغلبية النيابية في السابق كانت للفريق الآخر، وكنا نحن نطالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية. وعندما كانوا هم اغلبية، كنا لا نقبل بحكومة من لون واحد. وعندما اصبحنا نحن اغلبية، لا يجوز الذهاب الى حكومة لون واحد، انسجاما مع مواقفنا. حكومة اللون الواحد ليست من مصلحة لبنان”.
وأشار إلى أن “أي حكومة كي تعالج الوضع تحتاج الى الاستقرار الداخلي، فكيف لحكومة اللون الواحد ان تعالج أزمة بهذه الخطورة، لافتا إلى أن “الازمة في حاجة الى تكاتف الجميع، وهذا لا ينسجم مع حكومة اللون الواحد”، وقال: “إن حكومة اللون الواحد من فريقنا او الفريق الاخر هي خيار غير مناسب ولا تساعد على انقاذ البلد”.
واعتبر أن “هناك مخاطر خارجية ايضا لحكومة اللون الواحد”.
أضاف: “الخياران الثالث والرابع يقومان على حكومة الشراكة الوطنية، وهناك من طرح ان يشارك الحراك في الحكومة، فلا مشكلة لنا في ذلك. النقطة المشتركة بين الخيارين الثالث والرابع، هي حكومة الشراكة وتنسجم مع تحمل الجميع للمسؤولية وتهدئة الشارع. والخيار الثالث: حكومة شراكة يرأسها الحريري، والقول اننا متمسكون بهذا الخيار غير صحيح والدليل ان الخيار الرابع هو حكومة برئاسة شخص غير الحريري.الخيار الثالث لم يتحقق لان الحريري طرح شروطا وجدها فريقنا السياسي غير صحيحة، وهي في بعضها شروطها الغائية ولهذا انتقلنا الى الخيار الرابع.
وعن اقتراح اسم سمير الخطيب، قال: “اتفق على الاسم والمبادىء الاساسية للحكومة، لكن الموضوع انتهى في الساعات الأخيرة، وتم تأجيل الاستشارات، بناء على رغبة الكتل النيابية بغالبيتها”.
وشدد على أهمية “تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الاصلاحات”، وقال: “كما رفضنا حكومة اللون الواحد وأصررنا على مشاركة تيار المستقبل، نصر على مشاركة التيار الوطني الحر”.
وأكد أن “حتى اللحظة لم يتم التوافق على أي اسم، فكتلة الوفاء للمقاومة ستعبر عن موقفها، آملا في “أن يحصل تكليف يوم الاثنين لأي شخصية تحصل على الاصوات اللازمة”، وقال: “بعد التكليف، نتحدث عن التأليف ونتفاوض مع الرئيس المكلف ونتعاون لتشكيل الحكومة، فهذا المطروح امامنا حتى اللحظة”.
وتحدث عن “الصدامات التي حصلت في الشارع”، لافتا إلى أن “القول إن عناصر أمل وحزب الله اعتدت وضربت هو غير صحيح”، وقال: “إن أمل وحزب الله شكلا لجانا لضبط الشارع. لقد مارسنا ضبطا كبيرا على شارعنا. الرئيس نبيه بري وأنا وقيادتا أمل وحزب الله متفقون على وجوب حفظ الهدوء وعدم الانجرار الى اي توتر”.
أضاف: “عندما يتخذ حزب الله وحلفاؤه قرارا بالنزول الى الشارع، فهم يعرفون كيف ينظمون تحركهم. إن جدية القوى الأمنية والجيش بفتح الطرق واضحة، ونطلب منها المسارعة الى ذلك وعدم انتظار لساعات. ويجب عدم التساهل في بعض الخلل الامني من سرقات وغيرها، فهذا موضوع خطير جدا”.
وتناول نصر الله الوضع المعيشي، وقال: “إلى حين تشكيل الحكومة، سنبقى ننادي حكومة تصريف الاعمال للقيام بواجبها في تحمل مسؤوليتها في المواضيع المالية والمعيشية، الناس يجب ان يحتملوا مسؤولية ايضا من خلال التكافل الاجتماعي”.
وإذ أشار إلى أن “هناك حديثا عن رفع الاسعار، نتيجة الاوضاع”، قال: “هناك من يعمل على رفع الارباح. ولا يجوز التلاعب بالاساسيات التي تخص حياة الناس ولا إدخال السلع الاساسية في اي عملية ضغط”.
وأمل في أن “تحصل استشارات الاثنين وان تتكلف شخصية تختارها الاصوات المناسبة”.