بتول فواز – ليبانون تايمز
تيمُّناً بما هو مُشاع، يهرب جميع الأشخاص من ممارسة الرياضة في فصل الشتاء، خشيةً من إلتزام السرير جرّاء المرض، لكن بجُملة الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة الأميركية مؤخراً، إختلفت الحقائق، فالرياضة هي المساعد الأول والأساس في التغلب على الأمراض الشتوية، كنزلات البرد، الإنفلونزا وغيرها..
العديد من العوامل تساهم في عرقلة هذه الممارسات الصحية، وتحد من اللياقة البدنية، فهذا الفصل يفرض ظروفاً تضاريسية قاسية، لمن يمارس الرياضة في أماكن مفتوحة، كالأمطار، الطين، البرد، برك الماء، ما يُصعّب على المعنيين مهمة الحفاظ على اللياقة البدنية.
أيضاً الملابس تشكل عامل ثان في العرقلة، كوننا معتادون على إرتداء ملابس أكثر دفئاً، وخلال التمارين يتوجب التخفيف منها، ما يشكل عبئاً وعدم راحة، فعلى ماذا يجب التشديد؟ ولأي النواحي يجب التطرق؟
معلومات يجهلها كُثُر، أن ممارسة التمارين الرياضية في البرد، ترافقها ظاهرة إستنفاذ سريع لمخازن الجليكوجين، وإرتفاع في عملية أيض الدهون، إذ تشكل الدهون مصدر طاقة للتمارين الرياضية، ولكل من ينتابه حالة من التخبّط بين الخروج من البيت أو البقاء فيه، يجدر عليه التذكر ان فصل الشتاء هو فترة ممتازة لمن هدفه من التمارين خسارة الوزن، فالمناخ العام في هذا الفصل، ما هو إلا زيادة لمعدلات أيض الدهون في الجسم، حتى خلال الراحة.
لا بد من التذكير، ملاحظات عدة لا يخلو الأمر منها، لإتباع نظام صحي وسلس، لعدم الوقوع في آفات الأمراض المصحوبة بطقس لا يرحم:
أولاً، عملية الإحماء، فمن المهم اعتياد الجسم على هذه المرحلة، باعتبار أنها ترفع درجة حرارة المفاصل التي تعاني من انخفاض كبير في مدى الحركة في الطقس البارد، فانخفاض الليونة هو أحد أهم عوامل الخطر للإصابات ويزيد من مستوى تقلص العضلات.
ثانياً، السوائل، التي تبرز كمشكلة مركزية، لأننا لا نشعر بالعطش في هذا الطقس، لأن نقصها يؤثر سلباً على كفاءة التدريب وأداء الجسم، فالخلايا التي لا تتوفر لها كميات كافية من المياه، لا قدرة لها على تحرير الدهون، فضلاً عن أن ظروف البرد تساهم في زيادة معدلات البول، مما يزيد من خسارة السوائل.
تظهر الدراسات الأخيرة أن الإستمرار في ممارسة التمارين تساهم في تقليل إحتمال الإصابة بالأمراض المعدية التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي بنسبة 20%، مع الإلتفات إلى ضرورة تناول فاكهة مجففة أو وجبة خفيفة حتى لا يزداد الشعور بالجوع بعد التدريبات، فمستوى السكر في الدم يجب أن يكون سليماً قبل 3 ساعات من الرياضة.
بعض النصائح قدمتها المدرّبة ياسمين أبو جويد، في حديث خاص لموقع ليبانون تايمز، لعشاق الرياضة في شتى المواسم:
– ارتداء ملابس من السهل خلعها خلال التمارين.
– التشديد على التنفس من خلال الأنف لتوفير التدفئة للهواء قبل دخوله إلى الجهاز التنفسي والرئتين.
– ضرورة تناول الكربوهيدرات التي تشكل مصدر هام وأساس للطاقة.
– شرب السوائل قبل التمارين، خلالها، وبعدها.
– عدم الإحماء عن طريق تناول وجبات كبيرة من الطعام، الإكتفاء فقط بالإحماء عبر التمارين الرياضية.
– تجفيف الحذاء قبل 48 ساعة من البدء بالتمارين.
– اذا كان من الصعب الخروج لممارسة الرياضة بسبب سوء الأحوال الجوية، عليكم باستبدال ذلك بالآلات الرياضية الفعالة للجري، بما يتناسب مع رغبة الشخص المعني.
باتباع هذه الإرشادات، بات من الممكن التوفيق بين اللياقة البدنية والرغبة في تخفيض الوزن مع الظروف الجوية القهرية التي تحدّ من الحفاظ على الرشاقة والأسلوب الصحي في الحياة، جرّاء التغيرات المناخية، فالرياضة الشتوية هي نعمة، لا نقمة.