لفت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه اذا استمر المسار الحالي السائد والقائم على ما يسمّى بـ”صفقة القرن”، فلا سلام سيتحقق في الشرق الاوسط، اذا لم يكن سلاما عادلا، وعكس ذلك يصبح فرض امر واقع على الشعوب العربية التي لا يمكنها ان تنسجم مع شعب غريب استوطن ارضها، وهو لا يتعاطى مع الاخرين الا وفق منطق القوة، مؤكداً على “ان اي سلام بين الشعوب لا يقوم الا على مبدأ العدالة والقبول بالآخر، وهو ما لا يزال مفقودا اليوم.”
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا من المشاركين في “برنامج زمالة رواد الديمقراطية لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا World learning” في الجامعة الاميركية في بيروت برئاسة السيدة شانتال سعيد مشنتف.
ورحب الرئيس عون بالوفد في لبنان، املا ان يكون حضورهم ومشاركتهم في البرنامج ناجحين على مختلف المستويات سواء الثقافية منها او السياحية، مشدداً على “ان لبنان بلد مضياف ونحن نؤيد العمل الذي يقوم على اساسه البرنامج لجهة تشجيع الجيل الشاب لا سيما النساء على الانخراط في العمل العام”، لافتا الى “ان المرأة في لبنان تتمتع بكامل حقوقها المدنية والسياسية وذلك منذ خمسينات القرن الماضي، وقبل العديد من الدول حتى الاوروبية منها.”
وشدد الرئيس عون على “ان عالم الشباب وعالم المسؤولين متكاملين، وعلى الشباب ان يؤهلوا انفسهم للانخراط في العالم السياسي اكثر فاكثر”، لافتاً الى “اننا نعمل على ادخال قدرات كبيرة الى دوائر القرار والى مختلف سلطاته”، ومؤكدا “على اهمية تعزيز الكفاءات الشابة والاختيار منها في كافة ميادين العمل العام.”
وأكد الرئيس عون ضرورة ايلاء موضوع الهجرة الريفية الى المدن ولا سيما الى العاصمة بيروت اهمية اساسية، من خلال تشجيع مختلف قطاعات الانتاج وايجاد فروع للجامعات اللبنانية والمعاهد المهنية في القرى والبلدات البعيدة عن المدن الكبرى لتركيز الشباب في اماكن وجودهم والحد من نزوحهم.
وتطرق الرئيس عون الى موضوع النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين الذي يشكل عبئا كبيرا على لبنان الذي بات غير قادر على تحملّه، سواء لجهة مضاعفة الكثافة السكانية ام لجهة ارتفاع نسبة البطالة لدى الشباب اللبنانيين اضافة الى الشح في الموارد لدى لبنان، من دون ان نغفل ارتفاع نسبة الجرائم، نتيجة الظروف الاقتصادية التي نعاني منها، وزيادة مشاكل التعليم، وضعف البنى التحتية التي لا يمكنها مجتمعة استيعاب نتائج هذا العبء”، ولفت الى “ان هذا العبء بات مفروضا علينا لأن البعض يشترط مسبقا ايجاد الحل السياسي في سوريا قبل عودة النازحين”.
وفي رده على سؤال من احد اعضاء الوفد، استعاد رئيس الجمهورية الازمة القبرصية التي لا تزال دون حل بعد مرور 45 سنة على بدايتها، والقضية الفلسطينية التي تبقى دون حل بعد 71 سنة على حصولها، معتبراً ان لا حل لها في الافق، اذا ما استمرت السياسة الدولية في التوجه عينه، حيث وهبت الولايات المتحدة مدينة القدس الى اسرائيل، وهي اصلا لا تملكها، كما وهبتها الجولان، وهناك تصاريح تعد بضم غور الاردن والمستعمرات المبنية على اراض عربية الى اسرائيل”. مشيراً الى “ان كل ذلك هو ضد مبادىء الشرعية الدولية، لا سيما وان النازحين السوريين الى لبنان اتوا نتيجة تدهور الاوضاع الامنية التي استتبت اليوم في معظم اراضي سوريا، وبات بمقدورهم العودة الى ديارهم، لكن هناك من يمنعهم من العودة، وهذا يشكل بذاته احدى المظالم التي تصيبنا في لبنان من بعض المجتمع الدولي.”
وفي نشاط بعبدا استقبل الرئيس عون رئيس المجلس الدستوري القاضي طنوس مشلب، وعرض معه اوضاع المجلس وسبل تحسين وتفعيل عمله.
كما استقبل وفد من جمعية الهلال الاحمر الكويتي الذي زاره برئاسة رئيس الجمعية الدكتور هلال الساير في حضور السفير الكويتي لدى لبنان عبد العال سليمان القناعي، ورئيس الصليب الاحمر اللبناني الدكتور انطوان الزغبي.