ليبانون تايمز / فاطمة المولى
قال الامام زين العابدين: ” حق سائسك بالعلم التعظيم له والتوقير لمجلسه وحسن الاستماع اليه والاقبال عليه؛ وان لا ترفع صوتك عليه ولا تجيب احدا يساله عن شيء حتى يكون هو الذي يجيب؛ ولا تحدث في مجلسه احدا ولا تغتاب عنده احد.
التعليم: مهنة رسالية انسانية.
ان المعلّم هو صانع الفكر والحضارة وناقل للتاريخ والقيم ويمد يده للانسانية جمعاء، وهو أمل الأمة في أن تصل إلى التقدم والتطوّر؛ هو مربي الاجيال القادمة الذي يروي العقول بالمعرفة والثقافة لتُصبح عقولًا نيرةً مفكرةً تعرف هدفها وتسعى إلى تحقيقه.
يُشكل المعلم المتميز بسلوكه وأخلاقه القدوة الأولى في حياة تلاميذه؛ ويسعى التلميذ باحثاً عن مثال يقتدي به ويتطلع له في حياته في منصات الإعلام سواءً كان شخصيةً مشهورة،ً أو رياضيّاً معروفاً، أو سياسياً مخضرماً. ولكن يبقى المعلم ذو الاثر البالغ على الطلاب لانه يرافقهم منذ الصغر.وذلك ليس لتعليمهم فحسب، بل لمنحهم الحب وتقديم الرعاية لهم،ممّا يزيد المسؤولية على عاتق المعلم، ويدفعه للعمل بجدّ ليكون قدوةً حسنةً لطلابه.
ان دوره يتلخص باعداد قادة المستقبل، وليس من خلال الدروس الاكاديمية فقط وإنّما بتربيتهم على حب المشاركة، واحترام الآخر، وتقبل الاختلاف، واتخاذ القرارات الأخلاقية، فخلق بيئة صفية آمنة، تجعل الأطفال يتحلون بصفات القادة الذين سيكونون عليهم مستقبلاً، وتتمثّل مهمة المعلم في جعل الطالب يشعر أنّه جزء مهم في هذه العملية، إذ يعتمد مستقبل البشرية على قادة متعلمين يتحلون بالأخلاق والمسؤولية، ويمتلكون مهارات حل المشكلات، والتواصل مع مختلف الأفراد والثقافات.
فالمعلم يصبح بنقله للثقافة والمعلومات والقيم خبيراً أكاديمياً ومدرباً اخلاقياً من خلال دوره القيادي في إدارة الصف ، كما أن مسؤولية المعلم أصبحت أعظم من أي إنسان آخر لأن عمل المعلم إنما هو عمل روحي وإبداع للقوى الروحية التي هي أعظم أثراً في تقدم الحضارة في المجال التعليمي والتربوي .
ما دور المعلم في حياة الطلاب؟
ان للمعلم الدور الرئيسي في إرشاد الطلاب وتشجيعهم نحو استكمال تعليمهم، والمشاركة في الأنشطة والفعاليات التي من شأنها صقل شخصياتهم وتحسين أدائهم. و يُعتبر المعلم المكتشف الأول لمواهب الطالب وقدراته الخفية، وتشجيعهم على تنمية مهاراتهم، والاهتمام برغباتهم الشخصية، بالتالي يستطيع المعلم المُلهم تحويل الاختلاف الذي يجده في بعض الطلاب إلى سبب لتميزهم. وتكمن مهمة المعلم في تعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم، واحترامهم لذاتهم، وجعل المدرسة مصدر إلهام لهم للمضي قدماً في حياتهم العملية خارج حدودها.
كما يُشجع المعلم الناجح طلبته على التفاني والعمل بجد من اجل تحقيق أهدافهم،فيُدرك الطالب أنّ تحقيق الأهداف يتحقق بالعمل المتواصل. ينبغي تعليم الطالب المهارات اللازمة التي تغيّر نظرته للحياة وتجعله أكثر قدرةً على مواجهة التحديات.
ان مهام المعلم الناجح تكمن فيما يلي:
• بناء قادة المستقبل
• المعلم نموذج يحتذى به
• اكتشاف الطلاب الموهوبين
• خلق بيئة تعليمية مناسبة
• تقديم المساعدة الأنسب عند الحاجة
• دعم الطلبة والوقوف إلى جانبهم
• إرشاد الطلاب نحو الأفضل
• تقديم يد العون للتلاميذ
• تطوير مهاراته الشخصية باستمرار
أما أبرز مواصفات المعلم الفعال منها الآتي:
• امتلاك القدرة على بناء علاقات مع الطلاب
• الوعي الكافي بطبيعة المتعلمين واحتياجاتهم
• التحلي بخصال الصبر، والاهتمام، واللطف
• التفاني في التدريس
• تقديم المساعدة الأنسب عند الحاجة
• دعم الطلبة والوقوف إلى جانبهم
• إرشاد الطلاب نحو الأفضل
• تقديم يد العون للتلاميذ
• تطوير مهاراته الشخصية باستمرار
للمعلم قيمة سامية عظيمة ودور هام في المجتمع؛ إذ يجد المتعلم في معلمه طوق النجاة، والمخرج الوحيد من ظلام الجهل وقلة المعرفة إلى نور العلم والتنور. المعلم لتلاميذه كالأب لأبنائه الذي يحرص على مصلحتهم ويريد لهم العلم والفهم والمستقبل المشرق، فمن كالمعلم يحرص على وصول تلاميذه لأعلى الدرجات في التعلم والتثقف.