كتب زياد الزين
لفتني مع ترقب كبير ، ما بادرت إليه بعض وسائل الإعلام والتواصل الإلكتروني، بأن آراء المواطن اللبناني جاء لمصلحة التصويت والاقرار للرئيس نبيه بري كرجل للعام ٢٠٢٤ ، ولا بد لي أن أسجل هنا النقاط المحورية التالية:
- ان المتغيرات الكبيرة والوازنة في أعبائها والمعقدة والتي يصعب تفكيك صواعكها المتفجرة، تلزم بالعقل وليس فقط بالعاطفة والانتماء ، أن تكون النتيجة المعلنة أعلاه ، بمثابة مفاجأة أو نتيجة عابرة ، لأن الإنجاز تغلب على كل المتغيرات ، وقع الالتزام على نتائج النهج الوطني وميزان الوحدة الوطنية المعرضة لخطر كيان الدولة بأسرها.
- إن التواصل الدبلوماسي والسياسي يقتضي حنكة إبداعية وحكمة متزنة ، لأن التفاوض مع الخارج له تبعات والتزامات وقوانين ومواثيق دولية واستخدام مصطلحات يصعب تأويلها أو اختزالها ، وهي ليست كادارة اللعبة الداخلية التي تتطلب تنازلات من هنا ورفع السقوف أحيانا.
- إن المرجعية نابعة من ثقة توفرت لدى المجتمع الدولي بأن العبور إلى لبنان غير المتفجر ، بحكم الأحداث من حوله تتطلب رجلا استثنائيا ، منحته المقاومة ثقة التفاوض المطلق من جهة ، وتعثر قيام أي مكون داخلي في محور آخر ، التنكر للقيمة المضافة لهذا الرجل على المستوى الوطني ، الضامن للتوزانات، والحريص على عدم الاقصاء ، والدعوة المفتوحة لحوار ومشاركة ، حسما لتثبيت معادلة العيش المشترك.
- إن إخراج التوافق على وقف الأعمال العدائية ثم وقف إطلاق النار ثم الالتزام التام بالقرار الدولي ١٧٠١ دون علامات ترشيح ودون تفخيخ البنود ، اقتضت حرصا على ضرورة إنهاء الحرب المدمرة من جهة والحفاظ على الحقوق اللبنانية من جهة موازية ، فالخسارة في قاموسه غير واردة امتدادا للنجاح المتفوق في حرب تموز ٢٠٠٦
- أدرك الاسرائيلي أن هذا الرجل الكبير استدرجه للقبول بحلول في توقيت يصعب على كل القرار في المستوى السياسي الاسرائيلي قبوله ، بهكذا إخراج يحرجه أمام المؤسسة العسكرية ويربك كل أهداف الحرب ويقزم صورته أمام نازحيه من المستوطنات.
- في الشأن اللبناني ، تعيين جلسة صريحة علنية لجلسة انتخاب رئيس للبلاد ، فيها مبادرة خلاقة لجهة آلية الدعوة ، التوقيت ، إشراك كل القوى السياسية ، رد الكرة إلى ملعب الخماسية ، اعلاء شأن القرار اللبناني في اتخاذ القرار. بعيدا عن منطق التسويات والتسميات الخارجية.
- إن كل مفاصل الدولة من الإدارة إلى الأمن إلى القضاء ، كان الصدأ سيلحق بها ، دون متابعته التشريعية في جلسات مجلس النواب لكل ما يصب في خانة إدارة شؤون العباد ولو بالحد الأدنى، وهو ما دفع به إلى دعم حركة الحكومة الحالية حتى لو كانت في شكل تصريف أعمال طالما لم تخالف الوجهة القانونية ، ومن الأمثلة الدامغة إنتاج القوانين الطارئة وفي مقدمها الموازنة ، التي تسير أعمال الدولة بكاملها.
- مركزية التواصل الأفقي والعامودي مع أركان الدولة وتخفيف التوترات وتدوير الزوايا وابتداع الحلول المنهجية التي يعلو فيها ربح الجميع.
- هذا غيض من فيض ،وما استحضرته الذاكرة، يختصر اليوميات الصعبة التي لا تتكئ على راحة فكرية وجسدية.
- الرئيس نبيه بري رجل العام ٢٠٢٤ ليس انتصار لنهج حركة أمل وحدها ، هو انتصار لكل لبنان ، هو محاكاة لما هو قادم.