فاطمة المولى – ليبانون تايمز
الصف: بيت ثان للطالب مهما إختلف سنه وحجمه وقدراته الذهنية والعاطفية والجسدية.
هو المكان الذي يتأسس فيه الطالب وينمو ويطور جميع جوانبه الأكاديمية والاجتماعية والنفسية، ويكون فيه الرفاق فضلا عن التراكمات المعرفية التي يجمعها طيلة ١٣ عاما في رحاب المدرسة.
تختلف البيئة الصفية من مرحلة لمرحلة وفي هذه المقالة سأتطرق لمراحل التعليم الاساسية (روضات – إبتدائي) وذلك لما تعكسه البيئة الصفية من آثار إيجابية على الطالب.
ولكن كيف للبيئة أن تؤثر ايجابا على أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتكون ذات صلة مباشرة في العملية التعليمية؟
تسهم البيئة الصفية في تشكيل شخصية التلميذ سواء كان عادياً او من ذوي الاحتياجات الخاصة من توحد وتأخر ذهني او من ذوي المشاكل السمعية، البصرية،
السلوكية، حيث إنها لا تكتفي بالجانب الأكاديمي فقط بل تتعداه إلى أبعد من ذلك، فهي تهتم بالجوانب التربوية والاجتماعية والنفسية والصحية وشتى الجوانب المحيطة بالتلميذ، وكما نعلم فإن البيئة المدرسية تتضمن نواحي مادية من حيث المباني والتجهيزات والأدوات التعليمية والمعامل والملاعب وغيرها من التجهيزات المادية، كما تتضمن نواحي اجتماعية كعلاقة المعلمين وإدارة
المدرسة بالتلاميذ وتقبلهم لهم، وعلاقة التلاميذ بعضهم البعض، هذا بالإضافة إلى الجانب الأكاديمي الذي هو أساس من أساسيات المدرسة وما تحتويه من أساليب وطرق تدريس مختلفة، بالإضافة
لبعض الجوانب الأخرى الهامة التي لا غنى عنها مثل الجوانب النفسية والترويحية التي تسهم في البناء النفسي للتلاميذ.
فإننا يجب أن نذكر دور البيئة المدرسية وما تحتويه من أبعاد مختلفة في تربية وتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة وصقل قدراتهم ووضعهم على الطريق الصحيح للتطور.
فهم يتسمون بخصائص تختلف عن أقرانهم من الناحية العقلية(توحد، تأخر) و الجوانب النفسية، حيث يعانى ذوي الاحتياجات الخاصة عدم القدرة على التوافق الشخصي والاجتماعي، وتظهر لديهم اضطرابات في التصرف بالمواقف الاجتماعية وأساليب التفاعل الاجتماعي، والتي منها اللامبالاة،
وأحياناً عدم اهتمام أو إعطاء أهمية لما يدور حوله في البيئة المحيطة، وعدم تقدير للمسؤولية والمشاركة الاجتماعية، بالإضافة إلى عدم وجود رغبة لديه للقيام بعمل علاقات وتفاعلات بل يتجه إلى اللعب وإنشاء علاقات مع الأطفال الأصغر منهم عمراً.
ولذلك نذكر بعض الطرق لتنظيم البيئة الصفية التي من دورها تطويرهم:
●أن يوزع الصف إلى زوايا لا تقل عن أربعة
●تقسيم اللوحات الجدارية على أن تحتوي: اشهر السنة، الفصول، ايام الاسبوع، الاعداد، بالإضافة إلى الدروس السابقة وذلك للمراجعة
●تنظيم المكان بحيث تسهل الحركة والتنقل داخل غرفة الصف
●وضع الالعاب والوسائل التربوية في خزانة جانبية مقفلة بعيدا عن متناول ايدي التلاميذ
●ترتيب زاوية الأشغال اليدوية في صفوف الروضات بحيث تكون الألوان، الاوراق، الأقلام بمختلف انواعها قريبة منظمة ومقسمة بين التلاميذ
●ترتيب الصفوف الابتدائية بحيث ان لكل تلميذ خزانة تحتوي على أغراضه من ملفات وكتب فتتيح له فرصة الاستقلالية والخصوصية وطرق المحافظة على أغراضه
●أن تعتمد المعلمة نمط صباحي متكرر وذلك لتعليم التلاميذ طرق الانضباط والنمطية الصحيحة
●تخصيص وقت للراحة بين كل حصة وحصة وذلك لاستعادة النشاط عند التلميذ
●تحديد طرق المكافأة والعقاب وذلك لتكون القوانين واضحة بين التلاميذ والمعلمة.
إن للمدرسة دوراً مهما في تحديد اتجاهات التلميذ ، ويبدأ احتكاك وتفاعل الطفل من خلال المدرسة بعناصر جديدة على حياته ممثلة بالمدرسين والتلاميذ والمنهاج الدراسي بجوانبه المختلفة.
فإن ممارسة التلاميذ لبعض الأنشطة يؤدي إلى تحسن الجوانب الأكاديمية لديهم، ويسهم في تقدير هؤلاء التلاميذ لذاتهم وفي نموهم النفسي.
وعليه يجب أن توفر المدرسة لتلاميذها الأنشطة الصفية واللاصفية ومنها الأنشطة الرياضية والثقافية والعلمية والرحلات وممارسة الهوايات والأعمال الفنية، بما يساعدهم في تحول طاقاتهم الزائدة إلى مجالات نافعة وإيجابية وبناءة تفيد في صقل ونمو شخصيتهم وفي اكتساب الخبرات والمهارات المتعددة.