كتبت صحيفة “الديار”: دوران الاستحقاق الرئاسي في حلقة مفرغة لا علاقة له بعطلة عيد الميلاد، فالملف الرئاسي يتقدم ببطء شديد، ويكاد لا يتحرك في ظل الحذر المفرط في تحرك القوى السياسية الداخلية، التي تخشى الاقدام على «دعسة» ناقصة، قد تكون مكلفة في الامتار الاخيرة للسباق.
في هذا الوقت، تواصل قوات الاحتلال خروقاتها الفظة للسيادة اللبنانية، ودون رادع جدي، حيث لا تزال المراوغة الاميركية سيدة الموقف. وتتجه الانظار اليوم الى اجتماع السراي الحكومي بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الذي جال بالامس على القرى الامامية مع قائد الجيش جوزاف عون، وبين لجنة مراقبة وقف النار، بانتظار زيارة مفترضة بين عيدي الميلاد وراس السنة للمبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين الى بيروت، «لصيانة» الاتفاق.
وفيما تغيب الضغوط الاميركية الجدية على «اسرائيل»، تتصاعد الضغوط على الدولة اللبنانية، وهذه المرة من «بوابة» المخيمات الفلسطينية، حيث تستعجل واشنطن الحكومة اتخاذ اجراءات عاجلة لنزع سلاح الفصائل الفلسطينية؟!
واشنطن تضغط بملف المخيمات
وعلمت «الديار» انه بعد نجاح الجيش في تسلم مواقع الجبهة الشعبية المنتشرة في اكثر من منطقة لبنانية، وآخرها بالامس في انفاق الناعمة، تضغط الولايات المتحدة الاميركية على الحكومة اللبنانية لفتح ملف سلاح المخيمات الفلسطينية، وتستعجل الحصول على اجوبة واضحة حيال كيفية معالجة هذا الملف دون «مراوغة». وهي طالبت السلطات اللبنانية البدء بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية للبدء بوضع «خارطة طريق» تبدأ بنزع سلاح حركة فتح والفصائل الاخرى في اسرع وقت، واعلان المخيمات الفلسطينية خالية من السلاح.
ووفقا للمعلومات، فان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي يميل الى التريث في فتح هذا الملف ، وتركه الى ما بعد الاستحقاق الرئاسي، ولا يرغب في خلق توترات قد لا تتحملها البلاد، اذا لم تتم معالجة الامر على نحو عقلاني ومسؤول.
لكن ثمة خشية جدية من حملة منظمة قد ترفع من حجم الضغوط على الحكومة، ليس من قبل المعارضة فحسب، وانما من شخصيات طامحة رئاسيا، وكذلك تزاحم ميقاتي على رئاسة حكومة العهد الاولى، وبعض هؤلاء بدأوا تقديم اوراق اعتمادهم لدى اكثر من جهة خارجية.
تسلم وتسليم
وكانت مديرية التوجيه قد اعلنت، انه استكمالًا لعملية تسلُّم الجيش مراكز عسكرية كانت تشغلها تنظيمات فلسطينية داخل الأراضي اللبنانية، تسلمت وحدة من الجيش مركز قوسايا – زحلة التابع سابقًا لـ «الجبهة الشعبية» لتحرير فلسطين – القيادة العامة، بالإضافة إلى الأنفاق العائدة له، وصادرت كمية من الأسلحة والذخائر، بالإضافة إلى أعتدة عسكرية. كما تعمل الوحدات المختصة على تفجير الألغام المزروعة في جوار المركز، وتفكيك الذخائر الخطرة غير المنفجرة ومعالجتها، وقد تسلم الجيش انفاق الناعمة من «الجبهة الشعبية» .
اجتماع حاسم في السراي؟
في ملف الخروقات «الاسرائيلية»، سيطالب الجانب اللبناني في اجتماع السراي الحكومي اليوم، بموقف واضح وغير ملتبس من رئيس اللجنة الاميركي من الخروقات «الاسرائيلية»، بعدما حصل لبنان على اشارات فرنسية مؤيدة لموقفه، ووفق مصادر مطلعة سيتم ابلاغ اللجنة، بانه لا يمكن القبول باي تبرير لهذه التعديات، تحت عناوين «الدفاع عن النفس»، وكذلك سيطالب ميقاتي بجدول زمني واضح لانسحاب جنود الاحتلال ،حيث يتم الامر ببطء مريب، وثمة خشية من انقضاء مدة الـ 60 يوما دون حصول ذلك، وهذا ما يعيد الامور الى «نقطة الصفر»، ويفتح الابواب على مخاطر كبيرة. لكن ثمة شكوك كبيرة لدى تلك الاوساط من خطوة اميركية فاعلة اتجاه «اسرائيل»، اقله قبل انقضاء مهلة الـ 60 يوما.