سلامة الركاب في الرحلات الجوية هي الأولوية الأولى، ولأن أي خطأ صغير قد يتسبب في هلاك عدد كبير من الناس، فإن الطائرات لها قواعد مختلفة تماماً عن قواعدنا على الأرض، والتي يصل فيها الأمر إلى نوع الطعام الذي يتناوله أفراد طاقم الطائرة، بل وحتى اختلاف وجبات الطيار والطيار المساعد، على الرغم من تشاركهما نفس الوظيفة!
وربما تبدو هذه القاعدة تعسفية، إلا أنه يوجد بالفعل سبب جيد للغاية وراءها، فعلى سبيل المثال، إذا حدث خطأ ما في وجبة واحدة قد تؤدي الى التسمم، لن يتأثر الطيار الآخر ويمكنه تولي المهام، وفي الواقع لا يتم فرض هذه القاعدة من قبل إدارة الطيران الفيدرالية، ولكن معظم شركات الطيران تطبقها، ويتم تشجيع الطيارين عمومًا على تجنب الأطعمة مثل الأسماك النيئة قبل وأثناء الرحلة.
والأمر لا يقصر فقط على اختلاف الوجبات، ولكن حتى في خيارات الطهي، فإن الأقدمية مهمة، ففي شركة طيران شرق الصين، يتلقى الطيار عادة وجبة من الدرجة الأولى، بينما يحصل الطيار المساعد على وجبة من درجة رجال الأعمال، ولكن في الغالب ما يسمح أحدهما للآخر باختيار وجبته أولاً.
الحقيقة أن التسمم الغذائي على متن الطائرات أمر نادر الحدوث، رغم أنه قد حدث في عام 1982، حيث تسببت بعض أنواع الحلوى في تسميم 10 من أفراد الطاقم بمن فيهم الطيار، ومساعد الطيار ومهندس طيران، في رحلة من بوسطن إلى لشبونة، ووفقًا لبيانات عام 2010، أصيب ما لا يقل عن طيارين في المملكة المتحدة بمرض التسمم الغذائي في ذلك العام، أثناء وجودهم في مقصورة القيادة، على الرغم من أن سبب التسمم الغذائي قد يكون من شيء يؤكل قبل الصعود إلى الطائرة.