كتب زياد الزين
- لا شك ، أن الملف اللبناني أصغر التفاصيل ، في عالم الرؤية على طول خط صناعة السياسات من الصين إلى الولايات المتحدة مرورا بتمهل أمام الازمة الاوكرانية وصولا إلى المنافسة الخليجية الصامتة؛
- ان تشحيل يباس العامل الخارجي والحد من تداعياته وتأثيراته على صياغة الحلول اللبنانية والقرارات البناءة ذات الصلة ، يتطلب سياسة حياد إيجابي صادقة وصامتة ، وليس تلبس الجن في من يسوقون لشعار المعارضة ، التي يمكن نعتها بأي توصيف سياسي الا الحيادية والوسطية ، لأن المنطلقات الدافعة لآدائها تتطابق مع أجندة معد لها سلفا ، مع تبني برنامج من الغباء فارغ المضمون ، يصيبه الاختلال في التوازن ، وعدم مراعاة الوزن الثنائي لفريق حاضر بقوة ولا يسمح لأحد تدجين إنجازاته، على كامل الخريطة اللبنانية ، سواء في آداء توازن الردع في الجنوب ، أو في الانحياز الكامل لاعادة هيكلة السلطة السياسية في لبنان انطلاقا من التطبيق الكامل لاتفاق الطائف؛
- وعليه ، فإن تبني أطفال الأنبوب المتطفلين على العمل السياسي ، الذين جاؤا بالصدفة إلى مرحلة الضباب وانعدام الرؤية التي يعيشها لبنان حاليا ؛ لعناوين صفراء في صناعة انتخاب رئيس للجمهورية، بعيدا عن دراسة الواقع ، والاختلال البنيوي والهيكلي، والروماتيزم المزمن في مفاصل الدولة ، لا يدل الا على غباء في الآداء. أو الاستغناء والاستغباء لشريحة واسعة من اللبنانيين ، دفعت بمئات الشهداء إلى ساحات نصرة لبنان وفلسطين ؛ تمسكا نهائيا ، بلبنان المحرر عمليا، دون ادعاء لحرية باطلة ، فارغة من الانجازات ؛
- ان تصويب هؤلاء المراهقين على الدور البرلماني لدولة الرئيس نبيه بري ، نقرأ فيه تعاط خبيث مع المرحلة الحالية الحرجة ، ويراد منه النيل من الدور السياسي الوطني لهذا الرجل ، الذي وحده يمنع انهيار الهيكل الطائفي والمذهبي والحزبي والبرلماني وحتى الحكومي ، في حماية التوازنات التي لولا آدائه الحكيم المتقن ، لكان لبنان اليوم من دون أجهزة أمنية وقضائية ورقابية ، لاعبا محوريا متقدما على كل هذا التسويف الذي لا معنى له ، سوى إضاعة الوقت ، وهدر الفرص ، والا ما معنى التنكر المطلق ليس لفكرة الحوار ، إنما لمبدأ الحوار ، ونفخ الأنفاس الايجابية في اللقاء والتشاور، الذي يختزل تعدد الخيارات المفتوحة ، ويظهر صورة المواقف النهائية ، قبل الحسم النهائي لتأمين الثلثين، بعيدا عن كل الضجيج الخارجي المغذي للأذى الداخلي ، وهو ما يعد أرقى مظاهر الديمقراطية ، لتنكشف النوايا وتطفو على سطح الشعارات التي أصبحت دون جدوى؛
- ان حراك البعض ، كالحراك الموتور الذي شهده الشارع لفترة ضياع وخسائر اقتصادية متراكمة ، وأزمة اجتماعية جاءت نتيجة تعطيل كل مرافق الدولة ، وتخوين كل من في السلطة ، دون معايير ، بل غب الطلب ،
- كل ذلك لن يعفي الرئيس نبيه بري ، بالدفع الحكيم نحو آلية حلول ليست آنية ، مرتكزا إلى تاريخ من الحضارة العميقة والفكر السياسي والوعي الوطني ، والتألق المقاوم، ودائما التمسك بالحوار صيغة حتى لو كان نتيجة…