نور رميتي – ليبانون تايمز
اختار القائم بأعمال وزير خارجية إيران علي باقري كني لبنان كوجهة أولى له في أول زيارة خارجية يقوم بها عقب توليه المنصب، بعد استشهاد الوزير السابق حسين أمير عبد اللهيان في حادث تحطم طائرة الرئيس إبراهيم رئيسي، مؤكدا دعم طهران لـ “المقاومة الإسلامية” حيث اعتبرها ركيزة الاستقرار والسلام في المنطقة.
وبحسب ما تشير الأوساط الاعلامية فإن زيارة كني تأتي في ظل المساعي الإقليمية للوصول الى وقف دائم لإطلاق النار في غزة لاسيّما استكمال مسار المفاوضات الدولية خصوصا أن كني هو الموكل بالتفاوض مع واشنطن.
وعلى وقع تصاعد ملحوظ في الجبهة الجنوبية وفيما لا تزال حرب غزة مفتوحة ومتشعبة، اختارت طهران أن يحضر كني الى بيروت التي تعيش راهنا مخاوف جدية من اندلاع حرب شاملة حيث تبعث هذه الزيارة برسالة للدول الخارجية مفادها أن ايران مستمرة في دعم “محور المقاومة” ومطالبتهم بالصمود أمام أعمال تصعيد العدو إن كان في الداخل الفلسطيني أو على الجبهة الجنوبية للبنان.
ويصف مدير مركز سونار الاعلامي حسين مرتضى أن الزيارة تأتي في إطار استكمال السياسات التي تنتهجها الجمهورية الاسلامية الايرانية وخصوصا الدور التي كانت ولا زالت تلعبه في السياسة الخارجية عبر دعم القضية الفلسطينية كما جاءت بتوقيت ما كان يُحكى عن مبادرة بايدن أو ما يسمى بالنود التي طرحها.
كما أشار في حديث لموقع “ليبانون تايمز” الى أن هذه الزيارة هي تأكيد على أن السياسات الايرانية وخصوصا الخارجية هي من الثوابت – بغض النظر من سيتولى المنصب – جاءت كذلك في إطار أن تستكمل نشاطها كالمعتاد لما يمثله لبنان ودمشق من دور أساسي في المقاومة.
ولفت مرتضى الى أن هناك سعياً ليس بالجديد من قبل الجمهورية الاسلامية الايرانية لوقف العدوان على قطاع غزة وبالمقابل تأكيد القضية الفلسطينية ودعم المقاومة بحيث أن تعاطي ايران اختلف بعد الرد الايراني على كيان الاحتلال وهو ما ترك أثرا اقليميا وعلى صعيد دورها في كثير من الملفات وعلى وجه الخصوص ما له علاقة بالكيان المحتل.
كذلك رأى أن الزيارة يمكن تصنيفها بـ”الممتازة” خصوصا اللقاءات التي عقدها باقري كني سواء كانت مع مسؤولي لبنان وعلى رأسهم رئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أو مع رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد وذلك بهدف تعزيز ما تم التوصل إليه وتأكيد طهران على وقوفها الى جانب كل حركات المقاومة.
ويعتبر باقري المرشح الأوفر حظا لتبؤ منصب وزير الخارجية الإيرانية مستقبلا، وهو ديبلوماسي من الطراز الأول في إيران وحاضر للعب هذا الدور، فيما قد لعب أدواراً عدة سابقة أبرزها أثناء توليه منصب المفاوض الإيراني في إعادة إحياء مفاوضات الملف النووي، وكمفاوض رئيسي في الوساطة بين إيران والولايات المتحدة لإتمام صفقة إطلاق سراح سجناء أميركيين.