كتب زياد الزين
- لا يجرؤ أي لبناني من حيث القيم الأخلاقية والانتماء اللبناني العميق، أن ينكر أن غياب الإمام الصدر هو فعل تغييب قسري عن إدارة الحلول للأزمات اللبنانية الآسنة، وتداعياتها المرضية على كل الوقائع والأحداث ، المتراكمة ، المرتبطة حكما بالدور الجيو سياسي للبنان ، مرورا بالحمل الكبير للقضية الفلسطينية، وصولا الى الانفتاح على العالم العربي ، ودون أي خجل من أن يكون لبنان حاضر أيضا في قلب القرارات للمنظمات الدولية ، التي تقرأ بمسح مزاجي توصيف الحالة اللبنانية من جميع جوانب التأثير ذات الصلة.
- اذن التغييب ، عمليا ، فراغ لحضور شيعي تنويري، منفتح على جميع القضايا والأطراف ذات التأثير محليا ، عربيا ، ودوليا ، وجعل قضية الطائفة الشيعية ، فعل لارادة تحقيق مطالب كانت مخطوفة ومرهونة ومرتهنة، كالقدر المنزل ، فوبيا سياسية ، لكل من تجرأ أن يتنازل ولو عرضيا عن كل هذه التراكمات على مدى تقصير الدولة وإهمالها لحقوق، أسقطوها بكراهية عنوة من كل دفاتر شروط اعادة انتظام الحالة السياسية في لبنان ، في مواجتهم لموجة الخروج من العقم الطائفي الى رحاب الرقي الوطني في المشاركة باتخاذ القرارات ذات البعد الاستراتيجي لوطن منقسم على نفسه؛
- ليس سهلا بالمطلق، والكلام هنا بتجرد، بحكمة ، وواقعية، دون استبعاد حالة الانتماء الفكري والعقائدي والسياسي، لحركة أريد منها كسر الجمود والاقطاع ، والتأهب نحو استراتيجية دفاعية بعيدة الأمد ، ان كل ذلك يحتاج حكما الى رجل لا يحمل التوقيع غب الطلب ولا يتنازل قيد أنملة عن حقوق أي محروم على مساحة الجغرافيا اللبنانية. يحمل جرأة متقدمة في العمل السياسي ، وقبل كل ذلك فكرا مقاوما يرتكز الى مخزون متراكم قد جيره الإمام الصدر ، بكفالة مبرمة ،لا تقبل الاستئناف أو التمييز؛
- هو نبيه مصطفى بري ، ابن الاغتراب ، المتطلع الى قبلة الجنوب ، المدرك للعصب المركزي ، المتمثل بالبقاع ، الذي طالما اعتبره العامود الفقري ، لأي حالة مقاومة ، متمردة على واقع مأزوم ،
- المرحلة كانت تقتضي ، رجلا غير عادي ، خاصة أن الأمور مفتوحة على عقود من التعقيد في الأزمات، والتي لا يمكن التعامل معها ، الا بروحية الصبر الاستراتيجي ، المواجهة المتقنة في أدواتها، وإلغاء الفكرة الحاكمة كان وأخواتها؛
- لقد كتبت الأحداث نفسها قيمة النتائج المحققة على مستوى المقاومة كمشروع وفكر وثقافة وارادة عمل ، كما في تغيير المصطلحات المتداولة المبتذلة التي كانت سائدة في الآداء السياسي الاقطاعي من جهة والتمذهب من جهة ثانية، دون أن نهمل حالة الهلع والتسارع نحو الهروب ، والتسابق نحو السلم المبتور في المعادلة؛
- مبروك ٤ نيسان ١٩٨٠ ، لقد هطل مطر نيسان المنعش للخير والزرع والإنسانية، مبروك لطائفة أدركت الحاجة التصاعدية لرجل المواقف ، مبروك للمقاومة قائدا موجها. وأولا وأخيرا تهنئة وطنية للبنان أن أضيف الى ثرواته ، رجل يحمل ثروة الفكر والحوار وعدم الاقصاء، وليسجل التاريخ ، لبنان لن ينهزم او يقسم او تترسخ فيه أي حالة توطين، لبنان لن يتخلى عن موقعه ، وليطمئن الخصم قبل الحليف، لا مشروع لدينا سوى أن يعيش جميع اللبنانيين بكرامة، وقطع اليد التي تمتد للعدو ، وبالتأكيد غياب المتربصين بتغييب أدوارهم المشبوهة، بعد سحب أدوات اللعبة الشيطانية والتقسيمية من التداول.
- مبارك لنا ، ان الله منحنا دولة القائد نبيه بري ، سلام إليك كيفما كان طيف حراكك ، نحن مؤمنون بك حتى علامات الظهور…