أشار الكاتب والمحلل السياسي محمد علوش، في حديث لـ “ليبانون ديبايت”، الى أن واشنطن تحاول أن يكون الاتفاق المرتقب بين حماس والعدو الإسرائيلي بمثابة المدخل لانتاج حلول بما يتعلق بالجبهة الجنوبية في لبنان من جهة أو بما يتعلق باليوم التالي للحرب في غزة من جهةٍ أخرى.
وفيما يخص انعكاس هدنة غزة على لبنان، رأى علوش أن أمام الهدنة تحديان أساسيان، الأول يتعلق بالمقاومة الفلسطينية التي تدرس “شبه اتفاق” حول المرحلة الأولى، ولكن لديها مخاوف من المرحلتين الثانية والثالثة، والتي من الممكن أن تشمل نهاية الحرب، ولذا فإن “حماس تطالب بضمانات جدية للمرحلتين الثانية والثالثة كي لا تقتصر الصفقة على 35 يوماً فقط مع تبادل 35 أسيراً ثم العودة إلى الحرب.
أمّا التحدي الثاني أمام الهدنة فيتمثل بالداخل الإسرائيلي نفسه، لأن “حكومة نتنياهو مهددة بالإنفراط في حال ذهبت إلى صفقة يجد فيها اليمين المتطرف، أنها تؤثر على انتصار إسرائيل، وعليه، فإن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، يسعى في زيارته لإسرائيل، إلى تذليل كل هذه التحديات للوصول إلى هدنة، مع العلم أن أي هدنة في غزة ستنعكس تلقائياً على عمليات المقاومة في جنوب لبنان، بمعنى أن ما حصل في الهدنة الأولى سيتكرر في الهدنة الثانية”.
كما كشف علوش اليوم عن “علامة فارقة” وهي التصريحات الإسرائيلية التي تتحدث عن أنه “حتى لو حصلت الهدنة في قطاع غزة، فلن نوقف إطلاق النار في لبنان”، لكنه استدرك بأن “استمرار التهديدات ورفع السقوف، يهدف للحصول على تنازلات من حزب الله بما يتعلق بالجبهة الجنوبية”، مشيرا الى أن “أي تهدئة جنوباً، سيكون الضابط الأساسي لها هو الأميركي، الذي سيسعى عبر زيارة آموس هوكستين، الذي سيصل إلى المنطقة في الأسبوع المقبل لمواكبة هذه التطورات، حيث أنه سيسعى لكي تنعكس الهدنة في غزة، في حال حصلت، على الواقع في جنوب لبنان، ليكون ذلك مقدمة لوقف إطلاق النار والبحث في ملف الحدود”.
وأكد علوش أن هوكستين سيحاول الإستفادة من هذه الهدنة ليعكسها على حركته في لبنان، فالتصعيد الإسرائيلي والتهديد بالحرب وبضربة للبنان الذي لم يتوقف منذ شهر ونصف، يتعلق بتحسين شروط المفاوضات.
كذلك أفاد بأن “الأميركي هو الضامن لموضوع السلم في المنطقة، فقرار الحرب بيد الإسرائيلي وقرار السلم بيد الأميركي، وعلينا أن نترقب مدى رغبة واشنطن بوقف التصعيد المتمادي في المنطقة، لأنه في حال فشلت الهدنة، ستتغير المعطيات بخصوص زيارة هوكستين، خصوصاً وأن مهمته ستنطلق بعد وقف إطلاق النار”.
وحول موعد الإتفاق على التهدئة في غزة، أشار علوش الى انه من خلال المصادر العربية، القطرية والمصرية، فإن ملامح الصفقة يفترض ان تتحدد خلال أيام بمعنى أن الأسبوع المقبل سيكون حاسماً.
ورداً على سؤال حول الضربات الأميركية وتأثيرها على مسار الصفقة، لاحظ أنها تشبه إلى حدٍ بعيد الضربات الأميركية والبريطانية في اليمن، إذ تمّ الإعلان عنها مسبقاً، كما عن استهدافات داخل سوريا والعراق بعيداً عن إيران، موضحا أنها “نوع من حفظ ماء الوجه الأميركي في المنطقة، بعد الضربة الكبيرة لقواتها في الأردن، ولكن، ورغم التصعيد الاميركي، فهذه الضربات لن تؤدي إلى الحرب، كما أنه ليس من الضروري أن ينتهي انتقام أميركا عند الغارات الأخيرة، ولكن حجم العمليات والمواقع المستهدفة بعد الإعلان عنها، تندرج في سياق عدم الرغبة بالحرب وليس العكس”.