كتب زياد الزين مقالاً بعنوان:
▪اليوم، وفي عناء مع الزمن أدركت وبعد عدة أشهر، على دراسة طرح اللامركزية الإدارية الموسعة، انها تمهيد متسلق لقرار سياسي ومالي لامركزي، وهو طرح جاد يتم الدفع به بقوة، واستخدامه ورقة ضغط بل ومساومة مقابل ما يتم اقتراحه من تسويات سياسية، خصوصا على مستوى التبني المشروط لانتخاب رئيس للجمهورية، لبناني أولا في معاييرنا، وتبقى المواصفات المسقطة، مكملة وغير محورية.
يبقى ان نبحر في المضمون، ان التأخر الحاصل في فرض المشروع، يحتاج قبل الآليات التشريعية التي ستكون حادة في ارتداداتها على أصحاب هذا الفكر، أدوات ترويج وتسويق في البيئة نفسها، المترددة لانها فاقدة ” للاجراءات التصادمية ” في ظل وعي متنام عند كل الطوائف، أن الحرب هي مجرد شبح ، يتم التلويح باطلالته عند الاختناقات السياسية، ثم يختفي بانتفاء الأسباب والموجبات، كل ذلك قبل عبورها الى بيئات أخرى، هي بالتأكيد لن تكون مشابهة أو متلقفة، وستكون حائلا دون تحول هذا الطرح عمليا الى مشروع سياسي، والسعي ان يتحول الى صدى منابر بين جدران التيار السياسي، وصراخا عابرا لآذان اللبنانيين ، الذين سئموا خطابات التشنج والتقوقع ، فكيف بالفدرلة المطلقة التي تطيح كل عناصر الاتصال والتواصل؛ قد نسأل، لماذا اليوم يتم تظهير هذه الأطروحة الفارغة، رغم رداءتها، وعنصريتها، ونقول انه من البديهي ونحن أمام مشهد مؤلم، فيما يصيب لبنان من جنوبه، الذي تتربص له البوارج الدولية، والذي قدم انطلاقا من طوفان الأقصى، اكثر من ١٠٠ شهيد من المقاومة والجيش والمواطنين، متكافلين متضامنين، نراقب حركة سعي ان يقابل هذا التدهور المرعب، صحوة متأخرة، وتوجيه رؤوس الأموال النائمة، لاستنهاض مباشر لقطاعات محددة على مساحة كتف من لبنان، ليؤكد مهندسو السياسات المشار إليها اعلاه، ان ما هو مطلوب ، تقسيم مبطن، ولا خجل من الشريك الآخر في الوطن، بل تجرؤ، أولى أسبابه، ان هذا الشريك لديه حساسية كبيرة، تجاه اي توافق حتى لو كان في مرحلة ” مسودة قرار” يشتم منه منازلة سياسية لخدمة المشروع قيد النضوج، في تحديد توقيته الذي يناسب التحولات الإقليمية والدولية.
طبعا نحن وفي كل المواقع، نعمل على تحول لبنان الى اقتصاد منتج غير ريعي، وبلد غير مخطوف من منظمات التمويل الدولية، لكننا لا نقبل انماء مجتزء، وتطوير مقتطع في القطاعات، وخيارات مبنية على الالتحاق بالمصالح الملحقة بدورها بكينونة الكونتونات المؤسس لها عنوة.
في كل ما تقدم ، اتذكرك إمامي وقائدي وملهمي؛ ” لا نقبل ان يبتسم لبنان ويبقى جنوبه متألما”.
ان منظومة أيهما ” أقل خسارة” سقطت مع ولادة مشروع المقاومة، وتم نعيها قبل نشاطها في أروقة مشاريع السلام المفرطة.