توصل بحث جديد إلى طريقة يمكن من خلالها جعل المريخ صالحا للسكن، وذلك عن طريق بناء “جزر صغيرة” من أخف المواد على الأرض.
ويشير البحث إلى أن طبقة سميكة من “الصفائح” مصنوعة من “إيروغل السيليكا”، وهو مسحوق أبيض رقيق معظمه هواء، من أكثر الأنواع الشائعة للهلام الهوائي، ستكون كافية لعزل العالم المتجمد.
وهذا ما من شأنه أن يسخن سطح الكوكب الأحمر، على غرار الطريقة التي تعمل بها الغازات الدفيئة على الأرض، وبالتالي فإن هذه الوسيلة ستفتح الباب أمام استيطان المريخ مع وجود مياه على مدار السنة، أو حتى محيطات حيوية قائمة بذاتها، وسيكون البشر محميين من أشعة الشمس الضارة.
وسيتم وضع “الصفائح” في المناطق المعتدلة الغنية بالجليد في الكوكب، حيث أن كل المياه الموجودة على المريخ توجد على شكل ثلج.
ويمكن تنفيذ الخطة الطموحة التي اقترحها فريق أميركي وبريطاني مشترك، خلال العقود القليلة القادمة، حيث تنطوي الفكرة على اتباع نهج إقليمي بدلا من محاولة تغيير الكوكب بأسره.
وأظهرت نماذج الكمبيوتر والتجارب المعملية أن الصفائح السميكة التي يتراوح سمكها بين 2 و3 سم من مادة “إيروغل السيليكا” يمكن أن تنقل ما يكفي من الضوء المرئي المطلوب في التمثيل الضوئي، ما من شأنه أن يحجب الأشعة فوق البنفسجية الخطرة ويرفع درجات الحرارة بشكل دائم فوق نقطة ذوبان الجليد، دون الحاجة إلى مصدر حرارة داخلي.
وقالت المؤلفة المشاركة في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة “ناسا” في كاليفورنيا الدكتورة لورا كيربر أن “المريخ هو الكوكب الأكثر قابلية للسكن في نظامنا الشمسي إلى جانب الأرض، لكنه يظل عالما معاديا لأنواع كثيرة من الحياة”، وأضافت “إن نظام إنشاء جزر صغيرة سوف يسمح لنا بتحويل المريخ بطريقة قابلة للتحكم والتطوير”.