زياد الزين_ ليبانون تايمز
ان كنا من الصابرين، فذلك لا ينفي التمسك بالحقوق والواجبات، نراقب، نحاسب، نترقب، نتابع الى آخر خيط في رقعة التضليل، حيث تعمد بعض الجهات عن فعل قصد، على استخدام طرائقها السوداوية في مقاربة ملف كبير، بحجم أثقال ما يعانيه بلدنا اليوم، بسبب تغييب من هو أزلي في الحضور، ومن هو الجدير بأن يعافي لبنان من كل الأورام لا سيما هذا الإسراف في لعبة القمار الطائفية.
تن الترويج لمصطلح “غياب” ليس بريئا، نحن الضليعين بلغة القرآن، نتمسك بلغة قانونية تتبنى مسار “الاخفاء” و”التغييب” وما ينطوي عليها من مضامين، تدل على الفعل عمدا، وتبعات المسؤولية حكما.
ان مسؤوليتنا الوطنية في هذا الشهر الطويل المتكئ الى أربعينية الإمام الحسين، تدفع الى مجموعة نتائج يجدر تبنيها من مختلف الشركاء في الحد الأدنى وحتى الخصوم في حال انضمامهم الى موسوعة الدستور في ان لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه.
ان قضية الإمام الصدر مفتوحة على المعلوم ويمنع وضعها في اطار المستتر او المجهول، وأن لغات التعمية لا تفيد أحدا او ركنا او جهة او حزبا، استنادا الى الفكر الايماني للامام الصدر المنفتح على جميع المكونات بتعددها وتمايزها، وحقها في ممارسة النشاط السياسي حتى آخر رمق، شرط عدم الوقوع في الفخ الاسرائيلي، وهو الخطر الداهم والدائم.
ان المهرجان الدوري في ٣١ آب من كل عام، لا يصنف في اطار النمط الراسخ لأشكال التعبير السياسي والتجييش الذي تستخدمه القوى السياسية في مخاطبة جمهورها، بقدر ما هو فرصة “روحانية” لالتقاط الأنفاس والاستثمار في تحصين المواقف ورفع الإنتاجية والآداء المرتبطين بفقه عقائدي ومخزون فكري لا ينضبان، طالما كانت القناعة العقلية راسخة في ان هذه القضية لا تموت وان صاحبها عائد لأهله وجمهوره وبلده، يراقب أفعالنا، ويمد اليد البيضاء لمصافحة كل أبناء الوطن، الناطق بالشهادتين، مع قيمة “القسم” المضافة الى وجدانيات صادقة وصولا الى صرخات متناهية في الاخلاص.
يجب أن تكون وسائل التواصل في خدمة عمامة تظلل كل الوطن، والاقتباس هنا من مرجعية المواقف، ليس تكرارا بقدر ما هو ترسيخ إعادة تقييم الأثر الاجتماعي للقضية.
ان استحضار الذكرى بكل عناوينها، هو عمليا كسر القيود المتحكمة في أذهان التقليد السياسي اسلاميا ومسيحيا، حيث إقفال أبواب الحوار، وفتح النوافذ الضيقة التي لن تمد رئة الوطن بحاجتها من الأوكسجين الوطني.
أخيرا، إننا جميعا وفي أي موقع، ودون تدوير زوايا، لا يمكننا، ان نتطلع الى المستقبل دون العبور بمساحة سطور ومرادفات ورسائل كلمة حامل الأمانة، التي لطالما كانت المشروع الانقاذي لبلد وليس لطائفة، والتي ترسم في كل حين برنامجا لتفادي الوقوع في الأفخاخ لبنانيا وعربيا ودوليا، امتدادا لاعادة تأكيد نهجنا المقاوم المنفتح الحواري.
خطاب يريح كل من يقرأه بشفافية، دون مواقف مسبقة، يطمئن، يحسم، لا يكتفي بمؤشرات المشكلة، والحل متزامن في حال صفاء النوايا.
ننتظر خطابا فيه كل العشق وكل الصدق، وعلى مدار الأعوام، لا نستسلم، لك كل الأمانة..