آية أيوب_ خاص ليبانون تايمز
دخلت الأزمة الاقتصادية عامها الرابع في لبنان، حيث تتفاقمُ تدريجيًا منذ عام 2019 وتُرخي بظلالها على كافة فئات المجتمع لتثقل كاهلهم وتُشغل بالهم بالأعباء المعيشية في الخارج والمشاكل الأسرية في الداخل.
ولأن “دفع الفواتير” أصبح الهمّ الأوّل، والمسؤوليات ازدادت، كان لا بدّ من مشاركة أفراد الأسرة والأطفال منهم – في بعض الأحيان – بالعمل خارج المنزل لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
هؤلاء الأطفال الذين لم يسلموا من تداعيات الضائقة الاقتصادية، فقدوا الجزء الأجمل من طفولتهم، ورفاهيتهم وتعليمهم ما تسبب بازدياد تأثر العلاقات داخل الأسرة الواحدة.
انهيار العلاقات الأُسَرية وتراجُع صحّة الأطفال النفسية
الأخصائية في علم النفس العيادي التوافقي دلال جبلي، وفي حديث لها مع موقع “ليبانون تايمز”، وصفت واقع العلاقات الأسرية “بالصعب جداً”، حيث راكمت الأزمات التي تزامنت مع جائحة كوفيد 19، من الأعباء الملقاة على عاتق الأسر، وأدت لتغيير ديموغرافي واجتماعي وثقافي. وبالتالي، تفاقمت التوترات الأسرية بشكل كبير وتسببت بمشاكل نفسية وعصبية لدى الوالدين والأطفال على حد سواء”.
وعن مدى تأثير هذه التوترات على صحة الأطفال النفسية، قالت: “يُدرك الأطفال تماماً تأثير الأزمة على حياتهم وأحلامهم، فهم انفسهم اضطروا لدخول سوق العمل باكراً، حيث فقدوا الثقة بالوالدين نتيجة عدم قدرتهما على تلبية متطلباتهم الأساسية، ما أدى بطبيعة الحال إلى زيادة التوترات داخل الأسرة. وأصبحت العلاقة بين الطرفين هشّة ومعرّضة للانهيار”
والحلّ..؟
نبّهت جبلي من خطورة عدم الالتفات إلى سلوك الأطفال وصحّتهم النفسية، مشيرةً إلى أهمية دعم الاطفال نفسياً وتشجيعهم على المواجهة سوياً لتخطي كافة الصعوبات والتحديات، ما قد يعزّز من روح التعاون بين أفراد الأسرة الواحدة ويخفف من الاحتقان بينهم.
والى جانب دور الأسرة الأساسي، ترى جبلي أنه لا بدّ من تضافر الجهود بين مكونات المجتمع. فعلى البلديات مثلاً أن ترصد العائلات الفقيرة وتنظّم ورشاً تدريبية ومنتجة للوالدين حتى يتمكنوا من مواجهة الظروف الصعبة، وحملات ترفيهية وتوعوية للأطفال، دون أن ننسى دور الجمعيات الحقوقية، وكذلك دور وسائل الاعلام التوجيهي والأساسي في طرح قضايا الناس وهمومهم.
إذاً، على مبدأ “يد واحدة لا تصفّق”، يسير أفراد الأسرة اللبنانية اليوم، وما بين الحاجة والمتطلبات الأسرية، تزداد المشاكل. فإلى متى يستمر الوضع على هذا المنوال؟