زياد الزين _ ليبانون تايمز
بعد مراقبة مجريات الجلسة الأخيرة لمجلس النواب، لانتخاب رئيس للجمهورية، وفي مشهد الآداء المتفوق على كل التناقضات العميقة لدولة رئيس المجلس، الذي ورغم كل الانقسام في البلد، والحدية في المواقف، بقي للمجلس هيبة في عدم السماح لأحد أن يسجل الا أهداف سياسية، وكسر القيود الطائفية اللامتناهية التي كانت سترسم حدا فاصلا بين الحياة والموت لبلد كتب له التعايش ولو بالاكراه؛
وفي اليوم التالي، كانت التحليلات السياسية والتغريدات تحاول ان تلملم جراحات فئاتها المستهدفة، التي تحولت هياكل عظمية، على ايقاع الربح المبين مقابل الخسارة الفاجعة، طبعا المحرك ليس واحدا، تعددت الفرق النرجسية وجمعت بين عنف التقليد و فشل “التجدد”، وقريبا الى المتاحف الدولية، حيث يصعب ايداع الأدمغة المتحللة محليا؛
في زمن حافة الموت تحولت حالة عدد ممن يجولون ويصولون ولا يفقهون ، الى ممحاة لأفكارهم بين ليلة وضحاها، فلا القلم ساهم في الترقيم، ولا الآلة الحاسبة نجحت في مجاراة الأوهام التي راكموها على شكل نتائج حاسمة، تفرض أمرا واقعا، في تحفيز القوى السياسية الى الاستثمار بالمزايدة، وكأنهم في بلد لا يبيع الا الخردة، بعد أن ادخلوا الى السياسة فنونا، يجب الاعتراف انهم نجحوا عنوة في تسويقها، بحملات نواتها لغات الحفاوة الطائفية المقيتة، علما أن الدماغ الذي خطط، أصيب بمرض “الصداع النصفي”، وأحيلت مخيلته الى الذاكرة الممهورة بشعار ” ذهب ولم يعد”،
وفي ظل هذه الانتكاسة التي لا يمكن تفسيرها الا بتبني مبدأ أن البلد “حق حصري” وان الضمانات ضرب للدستور، واعتبارها مثالثة مضمرة
وأن التنوع هو حكما منعوتا بالفساد، وان العروبة هي حصان أعرج، وان التعدد هو الإفلاس، وان التوازن هو نقيض الفدراليات، وان الانماء مفتاح للتمسك بالامتيازات،
تتقدم الأسئلة التي راودت مجموعة وازنة من اللبنانيين ، أليس الاكتشاف المبكر للورم، أنجع من دواء مكثف بعد تفشي الأعراض ، أليس المكتوب يقرأ من عنوانه، أليست الشعارات الاستهلاكية أبا روحيا للانتقام، ويبقى الجواب على لسان الطبيب الشافي، وحدك، نحن معك..