لفت رئيس مجلس النّواب نبيه بري، إلى “أنّنا لو أردنا تكرار سيناريو جلسات انتخاب رئيس الجمهوريّة السّابقة، لدعوت إلى جلسة كلّ أسبوع. لكن مع غياب الجديّة، واحتراماً للمجلس الّذي أصبح موضع سخرية الكثيرين، لن أفعل. وبعض “الوشاة” في الداخل والخارج لن يجعلوني أفعل”.
وأشار، في حديث إلى صحيفة “الشّرق الأوسط”، إلى أنّه عادةً لا يعطي أذناً صاغية لـ”مزايدات بعض السّياسيّين”، حتّى لو استفزّوه بأنّه لن يعقد جلسة ولو بعد 300 سنة، فهي “تدخل من أذن وتخرج من أخرى”. وعن الكلام الأميركي عن عقوبات على معرقلي الانتخابات ومحاولة بعض اللّبنانيّين الإيحاء بأنّ برّي هو المقصود بها، أوضح أنّ هذا الأمر دفعه إلى إصدار بيان “يضع النّقاط على الحروف”.
وركّز برّي على “أنّه لا يعدّ أنّ عدم الدّعوة إلى جسلة عرقلة، بل عدم الجديّة في خوض هذا الاستحقاق العائق الأكبر”، مؤكّدًا “أنّني سأدعو إلى جلسة فور توفّر التّرشيح الجدّي، وليس فقط من أجل مرشّحنا الّذي ما زلنا نرى فيه الخيار الأفضل للخروج من الأزمة، بل لأيّ مرشّح آخر، حتّى لو كان خصمًا لنا؛ علمًا بأنّي لا أرى بين المطروحة أسماؤهم خصومًا”.
واستذكر تصريحات معلنة لرئيس حزب “القوّات اللّبنانيّة” سمير جعجع ورئيس حزب “الكتائب اللّبنانيّة” النّائب سامي الجميل، “اللّذين جاهرا بنيّتهما مقاطعة الجلسة، لمنع وصول “مرشّح الممانعة” على حدّ وصفهما الحرفي، أمّا نحن، فكنّا نقول دائمًا إنّ موازين القوى في البرلمان لا تسمح بحصول مرشّح ما على الأصوات اللّازمة لانتخابه، وبالتّالي مع استعصاء الانتخاب دعونا إلى التّفاهم، وهو ما يرفضونه ويضعون الانتخابات في حال من المراوحة المميتة والمؤذية”.
وتساءل: “في ظلّ هذا الواقع، ما الّذي يمكن أن نفعله؟ هل نستمرّ في إرهاق النّاس بإجراءات الأمن حول البرلمان وجعل أنفسنا محطّ سخرية القريب والبعيد، بعقد جلسات لا جدوى منها ولا هدف؟ أم السّعي إلى الوصول إلى حلول؟ وهو ما نفعله يوميًّا”.
كما شدّد برّي، على أنّ “رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجية هو مرشّح تبنّينا ترشيحه في فريقنا السّياسي، ولديه خيارات معلَنة، واستعداد للتّعاون مع الجميع. أمّا ترشيح الوزير السّابق جهاد أزعور فلا يزال أسير النّوايا. وعندما يصبح ترشيحه جديًّا، سأدعو إلى جلسة فورًا”.
وذكر أنّه يرتاح إلى الموقف الفرنسي، “فباريس لا تزال متمسّكة بترشيح فرنجيّة، وتعمل من أجل تأمين تفاهم إقليمي ومحلّي. أمّا السعودية فهي لا تمانع وصول فرنجيّة، ولا تضع “فيتو” على أحد، وتدعو إلى انتخاب رئيس وبرنامج إصلاحي، وستحكم -كما بقيّة الدّول- على هذا البرنامج وتطبيقه. الدول الخمس، تقول إنّها تريد الخير للبنان وتعمل من أجل مساعدته في الوصول إلى طريق الخلاص، وهذا يستوجب تعاونًا لبنانيًّا داخليًّا وجديّةً في مقاربة الملفّات”.
وكشف “أنّني قلت لسفراء هذه الدول عندما زاروني، إنّنا نريد منهم لا أن يختاروا لنا رئيسًا، بل أن يساعدوا من سنختاره. هناك أمور توافقنا عليها، ومسارات تفاهمنا عليها، ونحن لا نزال ننتظر تنفيذ هذه التّفاهمات الّتي تأخّر بعضها لأسباب لا أعرفها”.
سياسة