سليم محمد عياش- ليبانون تايمز
غزا تطبيقُ التيك توك أغلبَ الهواتفِ الذَّكيَّة ، حيثُ أصبحَ عادةّ من عاداتِ المواطنِ اللُّبناني، بل وصلَ به الأمرُ حدَّ إدمانِه.
وممَّا لا شكَّ فيهِ، أنَّه يُعتبَرُ من أقوى وأفضلِ التَّطبيقاتِ الَّتي تقومُ بإدخالِ مبالغَ ماليَّةٍ للمستخدمين، حيث يقومُ ما يُسمى بالتيكتوكر بعرضِ مقاطعَ فيديو، والمشاركة بالبثِّ المباشر والتحدِّياتِ والألعاب التي تدرُّ عليهم المال، حتى وصلتْ بالبعض لدرجة الإستغباء والمسِّ بالمقدَّساتِ الدِّينيَّةِ تحت مُسَمَّى: “التَّحدي والحُرِّيَّةِ الشَّخصيَّة”.
ولكنَّ هذه الحُرِّيَّة تقفُ عندَ هذا الحدِّ، حيثُ لم يعد هنالك احترام للقيم والأخلاق الاجتماعية والثقافية وكذلك الدينية، وعلى سبيل المثال أصبحت الكعبةُ المُشرَّفة ومكةَ المكرَّمة، والمقامات الدينيةِ المقدَّسة عبارة عن أدوات لجلبِ المتابعين، مما غفيت عنهم قيمتُها وقدسيتُها لدى المسلمين، وأصبح كلُّ تركيزهم، يصبُّ على المبالغ التي ينتجونها بعد دعمٍ كبيرٍ من المتابعين.
واللافتُ، أنَّ نسبةً كبيرةً من المتابعين ترى أنَّ هذا المحتوى جيد، ضاربين بعرض الحائط كلَّ الأخلاقِ والقيمِ الإجتماعية وغيرها، حتى أصبحَ التيكتوكر يظنُّ نفسَهُ قديسًا ولديه مناصرين….
توقَّفَ العقلُ عنِ العملِ بالقيمِ لدى المتابعين، وأصبحَ همهم الأكبر “المحتوى”، فكل ما يعنيه هو: التيكتكور الفلاني لديه محتوى جديد، أو أخرى قامت بخلع الحجاب على المباشر، أو تمايلت على أنغام الموالد الإسلامية في المقامات… وغيرها من الشواذات المتخصِّصة لفساد الأمَّة، فليس كل ما يأتي من الغرب يسرُّ القلب.
وبعد التفلُّتِ الحاصلِ على هذا التطبيق، وأخذ الإجراءات بحقِّ مُستخدميه في دول أخرى، لا بُدَّ من البدء بوضعِ حدٍّ لهذه الأمور في لبنان، لِما يَخِلُّ بالآدابِ العامَّةِ، وذلك عبر اتخاذِ إجراءاتٍ فوريَّةٍ من قِبَلِ الدَّولةِ، إضافة ً الى التَّوعيةِ العامَّة من قِبَلِ علماء الدِّين، كذلك القيام بحملاتٍ للتوعية من مخاطر هذه الآفَّةِ المستشرية، وتوعية الأطفال من قِبَل الأهل (علماً أن نسبة لا بأس بها من الأهل مدمنون على متابعة هذا التطبيق)، وأخيرًا ،التَّوعية عبر الجمعيَّات الأهليَّة والكشفيَّة للحدِّ من انتشار الآفات عمومًا و في مختلف الميادين.