محمد بلوط – الديار
بدعوة كنسية، يصلي النواب المسيحيون يوم الاربعاء المقبل املا في تحقيق الانفراج، لكنهم يصعدون الى حريصا بخلافاتهم المستمرة حولالعديد من الملفات والاستحقاقات، وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي. ووفقا للمعلومات المتوافرة، فان المساعي التي بذلتها وتبذلها بكركيلعقد لقاء نيابي مسيحي موسع او على مستوى رؤساء وممثلي الكتل للاتفاق على هذا الاستحقاق، لم تسفر عن نتائج ايجابية ملموسة حتىالان.
ويقول مصدر نيابي مسيحي ان البطريرك الراعي توصل بعد جولة مشاورات تمهيدية الى وضع سلة من الاسماء المقترحة للرئاسة، وحرصعلى عدم حصرها باثنين او ثلاثة، مفسحا في المجال امام عملية غربلة هذه الاسماء في مرحلة ثانية من المشاورات او خلال اللقاء الذييسعى لعقده.
ويقول المصدر ان بكركي اخذت بعين الاعتبار عقد اكثر من جلسة لمثل هذا اللقاء، اذا وجدت ان هناك حاجة لعقدها، وانها لم تتطرق الىالآلية التي ستعتمد في مناقشة هذا الموضوع، وركزت على اهمية عقد اللقاء بالدرجة الاولى. ويكشف عن ان الجولة الاخيرة من المشاورات لمتسفر عن نتائج جديدة، لافتا الى ان الاسباب التي برزت منذ البداية وحالت دون انعقاد اللقاء لم تتغير، واهمها موقف القوات اللبنانيةالسلبي منه.
ويشير المصدر الى ان مساع بذلت لتقريب وجهات النظر بين «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر» واعادة تطبيع العلاقات في مابينهما، باعتبار ان مثل هذه الخطوة هي الكفيلة في فتح الباب امام عقد اللقاء النيابي المسيحي برعاية بكركي. ويلفت المصدر الى انجعجع ما زال يرفض فكرة عقد مثل هذا اللقاء، مبررا موقفه بان قضية الاستحقاق الرئاسي هي قضية وطنية، وان ازمة انتخاب رئيسالجمهورية ليست ازمة مسيحية بقدر ما هي ازمة سياسية وطنية.
لكن مصادر سياسية ترى ان هناك اسبابا مهمة غير معلنة هي التي تجعل جعجع متمسكا بهذا الموقف من مبادرة بكركي، مشيرة الى انهالمح الى بعضها خلال الاتصالات معه ويتكتم على بعضها الآخر. فجعجع لا يريد ان يتحول اللقاء المسيحي برعاية بكركي الى غطاء لخصمهجبران باسيل الذي مني بانتكاسة ملحوظة في الانتخابات النيابية، وتلقى ضربة قوية بقرار العقوبات الاميركية عليه شخصيا.
كما انه يرغب في الوقت نفسه ان يقطع الطريق على سليمان فرنجية لاعتقاده ان اللقاء المسيحي سيوفر له مساحة مفيدة في تعزيز ترشيحهكخيار رئاسي اساسي، لا سيما ان معظم الاسماء التي تسربت عن سلة بكركي تكاد تكون خارج المنافسة اصلا.
وبرأي المصادر ان جعجع لا يعتقد ان الوقت حان لحسم الخيارات حول الاسماء المرشحة، طالما ان الاجواء الخارجية ما زالت ضبابية. وهويعول بالدرجة الاولى على موقف المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، حيث يبدو انهما لم تحسما موقفهما لجهة تزكية اسم معين اودعم هذا المرشح او ذاك.
ويحرص جعجع، حسب المصادر، على استكمال محاولاته لزيادة رصيد المعارضة التي يطمح في قيادتها، مع العلم انه لم يتمكن منذ الجلسةالـ١١ لانتخاب الرئيس من احداث اي تغيير في المعادلة التي افرزتها جلسات الانتخاب، وفشل في ضم نواب «التغيير» الى هذه المعارضة،كما لم ينجح في رسم اتفاق جديد مع جنبلاط. من جهة ثانية، لم تنجح جهود بعض الوسطاء في عقد لقاء ثنائي بين «القوات» و»التيار» يمهد للقاء بين جعجع وباسيل، لكن هذه المحاولات لم تتوقف وهي مستمرة حتى الآن.
ووفقا لاحد الوسطاء، فان هناك عقبات حالت دون نجاح هذه المساعي، منها انعدام الثقة بين الطرفين، ومنها ما يتعلق بخلافهما على اختياراسم مرشح مشترك في وجه فرنجية.
ويسعى باسيل، كما هو معلوم حتى الآن، الى تسويق دعم ترشيح جهاد ازعور او زياد بارود، رافضا فكرة ترشيح قائد الجيش العمادجوزاف عون.
وفي المقابل، يرفض جعجع الخوض بترشيح اسماء غير ميشال معوض في الوقت الحاضر، ويبدي تحفظا يرتقي الى مستوى رفض ازعوروبارود، كما انه لا يستعجل حسم او اعلان تاييده لقائد الجيش بانتظار بلورة او تنضيج الموقف الخارجي منه.
ووفقا للمعلومات، فان بكركي لم تقطع الامل، وهي تستمر باتصالاتها ومساعيها. واذا كانت دعوتها للنواب المسيحيين من اجل الصلاة فيحريصا يوم الاربعاء المقبل هي دعوة روحية وغير سياسية، فانها في الوقت نفسه تأمل في ان يفتح يوم الصلاة هذا الباب امام تزخيممبادرتها في شان الاستحقاق الرئاسي. وتعتقد بكركي ان عقد اللقاء المسيحي له طابع وطني بامتياز، لانه يمكن ان يشكل عنصرا مهماوضاغطا باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية.
ويقول احد الوزراء المسيحيين السابقين، ان مبادرة بكركي في جمع النواب المسيحيين تحتاج الى الصلاة.