زياد الزين – ليبانون تايمز
ليس جديدا على دولة الرئيس نبيه بري مبتدع مفهوم الحوار، المرتكز على الفكر المؤسس لمفهوم الاعتصام الشامل الذي أطلقه امام الوطن السيد موسى الصدر كسرا لأي احتقان تصل اليه البلاد دون مخرج أو متنفس خاصة اذا كان يدفع بالوطن الأم نحو تأزم وطني وتورم درني طائفي. طبعا في علم السياسة، القوة في المبادرة لأن قمة الجرأة ان لا ترتهن الى أجندة فيها عناوين متجذرة مكتوبة سلفا دون ابداعات متجددة، في المقابل قمة الجبن تكمن في الخضوع الى واقع تستعر فيه النعرات التي يريدها البعض وقودا لأهداف سقطت بحكم ان سياسات الاستهلاك ، هي نفسها أدوات الاجترار التي تعلك ألسنتها قصة عشق الذات الأنانية والنرجسية.
التدويل في مفهومه المطلق يعني فرض خوات سياسية على لوائح دولية ؛ وهذا لا يعني قطعا عدم التقاط الى مجموعة من التقاطعات الإقليمية ، التي في حال كتب لها ان تنضح باناء من لغة تواصل ، فانها قد تضفي جمالية وحصانة على الحوار الداخلي ، كما رددت حركة أمل دائما بشأن تقاطع المصطلحات الراقية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الايرانية ، او الاستثمار على المؤتمرات العالمية التي دفنت لغات التحجر وراحت باندفاعة مدروسة للارتقاء نحو المصالح الاستراتيجية. فلا شرق الا استغلال الشمس فيه ، ولا غرب الا استثمار الخبرات منه، وعلى هذا الإيقاع المنسجم الذي يحيطنا من طريق الحرير الى امكانات الخليج وبواطن ثرواته. أليس العاقل هو من يعيد انتاج الحياة السياسية اللبنانية الموضوعة في ثلاجة اصحاب الانانيات المتعفنة. قبة البرلمان لا تضم في عباءتها توازنات إسلامية ومسيحية. اصلا كان يفترض ان تنتفي هذه اللغة منذ اتفاق الطائف، وان اعادة تفعيلها اليوم لا براءة في منطقها. البرلمان توازن وكتل نيابية قامت على جسور احلاف متعددة ومتنوعة. لا حكر فيها لمزاعم او زعماء طوائف ، وعليه المطلوب عدم قياس السقوف بالأوهام او بالاحلام، بل بالوقائع الصارخة الدامغة.
اذا سقط منطق الحوار فأين البديل، وأين فرحة الأعياد. وأين استثمار ملايين الدولارات القادمة مع المستثمرين والسياح. اي رفض للحوار هو تآمر على شعبكم وناخبيكم وهو بالتأكيد هتك حرمة هذا البلد الذي حان الوقت ان ينتفض بكل مكوناته على الجنون والهلوسة ؛ إن من أطلق الدعوة للحوار لا يبتغي الربح والشكر وتسجيل انتصارات ؛ لان الأمن والسلام والهدوء، سيحفرون اسمه المتعفف على علم بلادي.
والشكر موصول هنا لكل من لاقى هذه الدعوة حتى نهاية الطريق؛ والرهان على من يتقدم من منتصف المسافة. ويبقى مجموعة من جهلة فرضتها الأقدار. ألا انكم لن تلاموا ولن تناموا الا ممن منحكم الثقة يوما. فعل الندامة لم يعد له مكان في نهاية ٢٠٢٢؛ حوار عاقل راجح مقابل جدل التسويف والمماطلة والرهان على متغيرات تشبه الأمس القريب؛ اطمئنوا لا استحقاق قادم على حصان من طروادة ؛ يتوجب عليكم سداد سلف سياسية متكدسة علما ان الشيكات على بياض لا كفيل لها.