زياد الزين_ ليبانون تايمز
خلال حرب تموز ٢٠٠٦ كان لبنان مخنوقا بحرا وجوا وبرا وكان توازن ردع السلاح متكافئا بين المقاومة والجيش الأسطوري الأقوى على رغم التفوق الكبير في سلاح الجو لدى العدو الإسرائيلي مقابل تفوق في قدرات التفاوض والدبلوماسية المقاومة التي انتهجها دولة الرئيس نبيه بري مع دول عربية أبدت ظاهريا الحرص على التوصل الى اتفاق هدنة وهو عمليا بمثابة اعادة ولادة القرار ١٥٥٩ الذي يعشقه كثير من القوى السياسية اللبنانية ويتم تبنيه بديلا عن النشيد الوطني اللبناني؛ في التصنيف الأعلى كانت بعض الدول العربية متفرجة تنتظر سقوط منظومة الثلاثية الماسية؛ ناهيك عن معظم الغرب الذي كان يخوض المعركة بالأصالة عن الدولة الإرهابية وليس بالوكالة.
وقد كتب لهذه التقنيات العالية في التفاوض التي نؤكد ولا نزعم انه لا يمتلكها اي سياسي في لبنان سواء من الذين وقفوا مع او ضد أو سواء المنتظرين على “كوع المشنقة” للشماتة التاريخية المتجذرة في آدائهم الايديولوجي والسياسي القائم على شد العصب الطائفي وصولا الى التقسيم .
اليوم في العام ٢٠٢٢ نحن على حافة حرب أخطر واعمق في الأهداف لان من يستثمر في الثروة النفطية يسيطر انسيابيا على عناصر الطاقة التي هي مفتاح الرخاء والازدهار في التحكم والسيطرة على ادارة الشعوب او الفشل فترتد بابا للانهيار والتدهور السريعين كما هو حاصل لدينا؛ وفي كل المراحل ربطا بمن يدير هذا الملف بزندقة التفلت من اي ضوابط قانونية. ان من يراقب من الخبراء المحليين والدوليين يدرك تماما ان اي تفاوض غير مباشر في نجاحه المفترض القادم حول ترسيم الحدود البحرية لم يكن له إلا مفتاح “كود واحد” ينفذ الى تحصيل الحقوق في الاستثمار والحفر والمسح والإنتاج، وهو اتفاق الاطار الذي عمل عليه دولة الرئيس نبيه بري وفريق من الاستشاريين لا يغامرون بأي هامش خطأ كي لا يقع لبنان فريسة تطبيع في الشكل او المضمون وكي يسجل التاريخ ان انتصار دبلوماسية المقاومة في حرب تموز انسحبت مزيدا من التميز في الآداء في دبلوماسية التفاوض والترسيم؛ حربان شرستان في كل المعايير ربحهما لبنان في منطق الدولة والمؤسسات، الذي لم تغادره حركة أمل في حين هجره كثيرون منعا للطلاق الذي جعلهم “أرامل” في السياستين الداخلية والخارجية؛ ولم نزايد على اي طرف محلي حرصا على الوحدة المبتغاة لأننا في لعبة كرة قدم دولية وان أي تسجيل لأي هدف في مرمى لبنان الدولة يعني تلقائيا الهبوط الى الدرجة الثانية. اما وأن يتنطح البعض للقطاف، فنحن اليوم في موسم الزيتون، احصدوا زيتا في معصرة العهد الذي لطالما رشح زيتا ولم يشف مريضا؛ وسنحصد كرجال دولة وقانون وكمقاومين زيتا للنفط والغاز في كل المواسم، بدءا من بلوكات الجنوب فقد اعترفتم وأقريتم ان لبنان جنوبي الهوى.
سلام اليك يا أمامي موسى الصدر “اذا سقط الجنوب سقط لبنان” ، النبيه ليس في يومياته فبركة موظف او وزير زيادة او نقصانا. النبيه هو ثروة لبنان وهو مقاومته الصلبة الخشنة في عدم تقديم اي تنازل ، لسنا بوارد الانجرار لمن يقف امام المرآة فقد وقفنا في ٣١ آب امام جماهير مدهشة وكان هتافهم قلبا وعقلا وثقة مطلقة.