اعرب مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى لـ”الديار” عن اسفه لكيفية تعاطي المسؤولين في الدولة مع الازمة المستفحلة ذلك انه حتى في هذه المرحلة القاتمة والمظلمة والسوداء يعتمد الافرقاء اللبنانيون سياسة التعطيل والكيديات. فمن جهة تريد المعارضة وتحديدا القوات اللبنانية والكتائب رئيسا للجمهورية يتحدى حزب الله رغم ان هذا المطلب غير واقعي وسيؤدي الى حالة جمود في ملف الاستحقاق الرئاسي . ومن جهة اخرى، لن يقف حزب الله مع حلفائه مكتوفي الايدي تاركين مرشح المعارضة لرئاسة الجمهورية يفوز . وقصارى القول انه بطبيعة الحال سيقطع حزب الله الطريق على مرشح المعارضة وبالتالي يظهر ان الاستحقاق الرئاسي سيمر بمطبات كثيرة وعراقيل عدة الى ان تتدخل دولة قادرة على تصغير الهوة بين الافرقاء اللبنانيين.
وانطلاقا من هذه المعلومات، تشير المعطيات الى أنه “لا رئيس للجمهورية في لبنان ضمن المهلة الدستورية الامر الذي سيحث على عودة فرنسا للتدخل الايجابي في الحياة السياسية اللبنانية وفقا للمصدر نفسه. وعليه ستعمل باريس على تقريب وجهات النظر بين المعارضة وبين حزب الله وحلفائه قدر الامكان لتأتي برئيس تسوية يحمل مشروعا اقتصاديا اكثر من سياسي بما ان هذا ما تحتاجه البلاد في ظل انهيار اقتصادي ومالي خطير يقترب بخطوات متسارعة نحو زوال لبنان الامر الذي حذرت منه فرنسا منذ اكثر من سنتين”.