خاص ليبانون تايمز_ كتب د محمد شفيق مرتضى
فتك الإهمال والحرمان مجدداً ولكن هذه المرة بأرواح العرساليين، فليل السبت كان كفيلاً بأن تستيقظ المنطقة على مجزرة عرسال الذي ذهب ضحيتها ثمانية أشخاص ، ستة منهم من عائلة واحدة.
خبر الفاجعة لم يكن عادياً وخاصة في بلدة فتكت بها الظروف المعيشية والإجتماعية والإقتصادية والأمنية، شرّ بلية لسنوات طويلة في ظل غياب كامل لأي دور للدولة وأجهزتها الإنمائية والإنعاشية وحتى الأمنية لسنوات القحّط الأمني قُبيل عملية فجر الجرود للجيش اللبناني.
صبيحة الأحد غابت شمس النهوض عن أهالي البلدة بعد ليل حزنٍ طويل من هول الفاجعة التي ألمّت بأبنائهم الثمانية، اللافت بالتشييع مشاركة شبابهم وشيّبهم وأطفالهم قاطبة وتركهم كافة أعمالهم في يوم حداد أدخل الحزن في كل أزقة عرسال.
اللافت أيضاً غياب من أذرفوا الدمع لسنوات طويلة مع إعلامهم محبة بعرسال في أيام قحطها الأمني والتواجد الأرهابي في جرودها وفي البعض من أزقتها، وخاصة تلك المنابر التي إحتضنت الإرهاب بمسميات الثورة والحرية وسخّرت له الإعلام المحلي والإقليمي والدولي.
المُلّفت أيضاً وأيضاً هي لفتة الرئيس نبيّه بري الإنسانية البحتة وحركة أمل ووقوفه الى جانب أهالي عرسال في هذا اليوم العصيب وتقديمه واجب العزاء عبر إيفاده رئيس الهيئة التنفيذية لحركة أمل مصطفى الفوعاني، والذي أكد أن عرسال هي وجه الحرمان الذي نادى الإمام موسى الصدر برفعه منذ قرابة نصف قرن الى جانب جيرانها من اللبوة وبعلبك والهرمل، اضافة الى مشاركة ممثلي الأحزاب في المنطقة.
نعم مشاركة حركة أمل مصاب فاجعة أهالي عرسال لم تكن على أساس أرقام إنتخابية وقواعد ومن يرجع إليها يعي ما نتحدث عنه، أنما على أسس أرساها الإمام المغيّب بأن الحرمان لا دين ولا منطقة ترسم حدوده، وإنّ محاربته أينما وِجد والعمل على رفعه من أولى أهداف حركة المحرومين _ أمل، وقد قالها الإمام الصدر يوماً: “لن نهدأ ما دام في لبنان محروم واحد او منطقة محرومة”.
نتساءل اليوم، ماذا لو أن عرسال لم تتحرر من الأرهاب، كيف كانت ستكون مشاركة أقطاب الحرية المزيفة؟ ومن يدري ربما ستكون إتهامات بتدبير الحادثة وتحويل قضاء الله وقدره الى حادثة تمّ التخطيط لها للنيل من أرواح الآخرين وتجيير إعلامها من كل حدب وصوب لتسويق ذلك.