ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية يوم الأحد، أن مستوطني “غلاف غزة” فقدوا الشعور بالأمن بعد مرور خمس سنوات على الحرب الأخيرة التي وقعت صيف عام 2014.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إنه لم يتبق شيء من الشعور بالأمن في صفوف مستوطني الغلاف، إذ تمتعوا بالهدوء على طول ثلاث سنوات ونصف بعد الحرب لتنقلب الأمور بعدها بعد بدء مسيرات العودة على الحدود، وما رافقها من وسائل حارقة وجولات تصعيد خطيرة.
وذكرت أن “الشعور الدارج في الغلاف حاليًا هو ليس مسألة وقوع الحرب أم لا، بل مسالة توقيت اندلاعها فقط”، في حين تركت تلك الحرب جروح لا تندمل بين مستوطني الغلاف بعد أن تحولوا إلى لاجئين لفترة قاربت الشهرين.
ولفت التقرير الى أن أحد العبر المستخلصة من الحرب كانت التركيز على خطورة الأنفاق، وبالتالي بدء الجيش بتشييد السور الأرضي الضخم حول القطاع.
وأوضح أن جيش الاحتلال استكمل بناء 30 كم من السور من أصل نحو 70 كم، عبر عدة أمتار من الاسمنت المسلح تحت الأرض ووسائل تكنولوجية متطورة، بالإضافة لسياج “فائق التطور” فوق الأرض.
ورأى كاتب التقرير الصحفي “متان تسور” أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي قامتا بتسريع عمليات حفر الأنفاق في محاولة لتجاوز السور.
ونقل تسور عن مستوطنة تسكن الغلاف قولها إن بناء السور يتم بوتيرة جنونية، وأنه لا يوجد لديها شك أن وزارة الجيش أخذت تهديدات الأنفاق على محمل الجد وأن هكذا سور سيزيد من الشعور بالأمن”.
وجاء في التقرير أن السنة الأخيرة أفقدت سكان الغلاف ما بقي لديهم من الشعور بالأمن، إذ شهدت المنطقة 12 جولة تصعيد وأطلقت خلالها مئات الصواريخ باتجاه الغلاف.
فيما نقلت الصحيفة عن أحد سكان مستوطنة “سديروت” ويدعى “رامي اليراز” قوله إن جولات التصعيد الأخيرة التي استمرت 24 ساعة بالمتوسط كانت أقسى من حرب العام 2014، وشهدت إطلاق مئات الصواريخ، بينها صواريخ موجهة، وأن الأمر قد ينقلب في لحظة من الهدوء إلى مواجهة شاملة.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه مراكز الدعم النفسي في الغلاف إقبالاً كبيرًا، وانهار بعضها تحت الضغط، وفق الصحيفة.
واختتمت الصحيفة التقرير بالإشارة إلى توجيه مستوطني الغلاف جام غضبهم على الحكومة التي لم تفعل شيئًا لتغيير الوضع بعد الحرب، ويطالبون بتسوية بعيدة الأمد مع القطاع.
ونقلت الصحيفة عن رئيس تجمع “شاعر هنيغيف” الأسبق، ألون شوستر قوله إن فرصة مواتية للتسوية كانت بعد الحرب، ولكن الحكومة الإسرائيلية لم تستغل الظروف ولم تسعَ لتغيير شيء.
وأكد شوستر أن ذلك يشكل فشلًا واضحًا ومباشرًا لسياسية رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.