لفت المفتي الجعفري، الشيخ أحمد قبلان، إلى أن “البلد يُنتقل به من كارثة إلى كارثة، والخوف من التجار وليس من جيوش الغزاة، والوضع المعيشي أشبه بمجزرة، ورغيف الخبز والتعليم والمستشفيات وباقي الحاجات الضرورية كادت أن تصبح للأغنياء فقط، والراتب ليس أكثر من جرّة غاز”، لافتاً إلى أنه “رغم ذلك لا وجود للحكومة المطمورة بالشعارات الفارغة، فيما المصارف تتعامل مع البلد كأنه مزرعة”.
وأسف قبلان إلى أن “البلد ليس فيه أي وجود للسلطة سوى في قطاع الضرائب والسجون والنيابات العامة، بحيث تكاد تقول بأن الحاكم الفعلي للبلد هو المركزي ومافيا المصارف بالتعاون مع كارتيلات الدواء والنفط والمواد الغذائية”.
وأوضح أن “موقفنا السياسي يتمثل بأننا ضد أي خطاب فارغ، ولن نقبل بشعارات ورقية، وابن الذئب يبقى ذئباً، والمطلوب وطن لا مزرعة”، موجهاً خطابه للسياسيين قائلا: “أيها السياسيون، الصريخ لا يوقف تسونامي الفقر والبؤس والجوع، فعليكم بسياسات على الأرض وليس وعوداً من وراء المكاتب، فالدولة مشلولة جداً، وحمايتها من أوجب الواجبات. ومن غير المسموح أن نفرّط بمشروع الدولة، المطلوب منكم إصلاح سياسي، لأن كل الفساد الذي طال البلد سببه الفساد السياسي”.
وأكّد قبلان أن “قصة الزيادة الدورية على ربطة الخبز كارثة، والدولة التي تحترم نفسها تضرب بيد من حديد، لكن للأسف أكثر من في السلطة غارق بالتجارة السوداء، أو أعمى عن كوارث الناس”.
وأشار قبلان إلى أن موقفهم من الإنتخابات النيابية، صريح وواضح جداً، مضيفاً: “نحن مع الثنائي الشيعي الوطني، مع المقاومة والتنمية، وسنؤكّد على موقفنا هذا في الأيام المقبلة وعلى مساحة الوطن، وسنفوّت على مشروع الخارج وسفاراته لعبة الفساد والأرقام وخرائط التمزيق، ونحن أكثر من يفرّق بين الحق والباطل، بل أكثر من يفهم لعبة “كلمة حق يراد بها الباطل”، وسنحمي لبنان عبر حماية الثنائي الوطني، وبكل ثقة أمام الله والناس أقول: حماية هوية لبنان من حماية الثنائي الوطني، والأيام شواهد، وللكلام تتمة”.
واعتبر أن “الحرب الأوكرانية معقّدة، لأنها مصيدة أميركية أوروبية على أرض أوكرانيا، وواشنطن تعمل على تحويلها إلى مستنقع دولي طويل الأمد في وجه موسكو، لذلك مسؤولية الحكومة اللبنانية اعتماد خطة طوارئ لحماية لبنان من جحيم الكارثة العالمية”، متابعاً: “كفانا كذباً حول مأساة الدولة، لأن الجحيم السياسي سبب مأساة البلد والناس، ولن ننتظر نتائج الانتخابات النيابية، لأن أكثر الوعود الانتخابية ككذبة الأول من نيسان، والنظام المالي اللبناني ظالم، ومصالح لبنان يحتكرها أقل من 1%، والبطل الخارق من ينقذ لبنان، وليس من يخطب بالأوهام”.