يتناول الكثيرون عصير خل التفاح بسبب الأخبار المتداولة والشائعات الكثيرة التي تدور حول فوائده المتنوعة، خصوصا المتعلقة منها بخسارة الوزن.
وتشير بعض المراجع والدراسات البسيطة إلى أن تناول عصير خل التفاح كمكمل غذائي قد يدعم صحة الإنسان، لكن ما تزال هذه الأدلة على فوائد عصير التفاح محدودة جدا ولا يزال الباحثون يعملون على فهم هذه النتائج.
ونظرًا لأن العديد من فوائد عصير خل التفاح قد تم تضخيمها بشكل مبالغ فيه، فقد يتناول البعض هذا المشروب الحمضي بنسب تتجاوز الحد المسموح به أو الحد الطبيعي، لذلك يجب على الإنسان معرفة آثاره الجانبية الجيدة والخطيرة.
وسلطت مجدلة “Eat This, Not That” الأميركية المتخصصة بالصحة والغذاء الضوء على عصير خل التفاح بمقال حمل عنوان “الآثار الجانبية السرية لعصير التفاع كما يقول العلم”.
أثران جانبيان مخيفان لخل التفاح، لذلك يجب الحذر عند تناول هذا المشروب خصوصا لمن لديهم مشاكل في المعدة.
فقدان الشهية… لكن مع مشاكل هضمية
بحسب المقال، قد يتسبب استهلاك كميات صغيرة من خل التفاح (أقل من أونصة واحدة) بحدوث بعض مشاكل هضمية مثل عسر الهضم.
ونشرت إحدى الدراسات تجربة نُشرت في المجلة الدولية للسمنة في أميركا، تناول المشاركون فيها مشروبًا يحتوي على 0.88 أوقية من خل التفاح أو مشروبًا خاليًا من الخل إلى جانب وجبة إفطار متنوعة.
الجانب الإيجابي هو أن أولئك الذين تناولوا مشروب خل التفاح أفادوا بانخفاض الشهية لديهم، ولكن الجانب السلبي هو أنه كان لديهم شعورا بالغثيان وعسر الهضم أكبر بكثير من أولئك الذين لم يتناولوا خل التفاح.
مينا الأسنان بخطر
يؤكد العلماء أن المشروبات الحمضية بشكل عام يمكن أن تؤدي إلى تدهور مينا الأسنان. وهذا ينطبق على المشروبات غير الصحية مثل الصودا (المشروبات الغازية) وكذلك المشروبات الصحية مثل المياه الفوارة.
ووجدت بعض الدراسات أن حمض “الأسيتيك”، وهو الحمض السائد في خل التفاح، قد يكون له نفس التأثير أيضًا. وجدت دراسة معملية معملية إكلينيكية أنه عندما يتم غمر مينا أسنان بأنواع مختلفة من الخل، تفقد الأسنان ما بين 1% و 20% من المعادن بعد 4 ساعات فقط.
بقعة ضوء في الظلام… خل التفاح قد يحتوي على مواد مفيدة في بعض الحالات:
ضبط مستويات السكر في الدم من خلال “تسطيح” الغلوكوز
الكثير من الأشخاص المصابون بداء السكري قد سمعوا أن تناول خل التفاح قد يساعد في التحكم وضبط مستويات السكر في الدم ونتائج الأبحاث الحديثة التي تدعي ذلك.
نظر تحليل قائم على الأدلة في 12 دراسة مستقلة نشرت نتائجه عام 2018 في مجلة “الطب التكاملي” بهدف تحديد الآثار الجانبية لتناول خل التفاح. ولاحظ الباحثون أن خل التفاح لعب دورا في إبطاء إفراغ المعدة، وبالتالي إبطاء هضم الكربوهيدرات المعقدة وبالتالي تسطيح (الحفاظ على مستويات معتدلة ومستقرة) ذروة الغلوكوز في الدم بعد الوجبة.
لكن الباحثون أكدوا أن الأدلة الحالية لا تزال غير كافية لتقديم دليل قاطع على فعالية استخدام الخل للتحكم بمستويات مرض السكري، لذلك من الأفضل دائمًا العمل مع الطبيب للتوصل إلى خطة علاجية.
خفض مستويات الكولسترول ومحاربة السموم… حقائق في طور التأكيد
يتناول الكثيرون خل التفاح كمكمل غذائي لاعتقادهم بأنه يزيل السموم من الجسم، لكن العلم لم يؤكد هذه الناحية بشكل دقيق وثابت.
لكن وجدت بعض الدراسات التي نظرت في كيفية تأثير تناول خل التفاح على صحة الإنسان أن المكون قد يحسن مستويات الكوليسترول في الدم.
وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على الحيوانات أنه عندما استهلكت الحيوانات في المختبر الخل لمدة أربعة أسابيع، أظهرت انخفاضًا في مستويات الدهون الثلاثية لديها. وأشار الباحثون إلى أن هذا قد يكون أحد الآثار الجانبية لفقدان الوزن الذي تعرضت له الحيوانات أثناء التجربة، وأن خل التفاح قد لا يؤثر بشكل مباشر على مستويات الكوليسترول في الدم.