أشار رئيس الهيئة التنفيذية في حركة أمل مصطفى فوعاني، في ذكرى الشهيد محمد باقر الصدر، إلى أنه “كان للشهيد محمد باقر الصدر بيت في غاية التواضع تحتل الكتب مساحات واسعة منه، لم يكن يمتلك أموالاً ولا قصوراً ،وعندما عرضت عليه الدنيا رفضها “.
وفي مداخلة عبر تطبيق zoom، أوضح فوعاني أنه”غيّب الإمام موسى الصدر وهو لايملك متراً من أرض ولا رصيداً بنكياً، بل على العكس كان مديوناً كما صرح في إحدى المقالات”، مؤكداً أنه “لم يهادن الشهيد محمد باقر الصدر ظالماً، بل نازله بالفكر وصولاً إلى أرقى أنواع الشهادة شهادة الدم، قدّم حياته قرباناً للفكر الذي سعى إلى حفظ الإنسان وكرامته. بذلك يلتقى الشهيد محمد باقر الصدر مع الإمام موسى الصدر برؤية: إجتمعنا من أجل الإنسان”.
ورأى الفوعاني ان “الشهيد باقر الصدر هو مؤسس مدرسة اسلاميه اصيلة تتسم بالشمول من حيث المشكلات ،عنيت مؤلفاته بالتصور الواعي لمشكلات العصر الحديث”.
وتساءل الفوعاني “كيف إلتقى هذا الفهم مع ما كان الإمام الصدر قد طرحه من ستينيات القرن الماضي، ضمن مفهوم الإسلام القرآني ؟.
تلتقي رؤيه الشهيد الصدر والامام الصدر الى اسلام يقود الحياة في ظل ما نشهده اليوم من تشويه متعمد لصورة الاسلام على يد ارهاب تكفيري همجي في القتل والسبي والنهب يقابله وللاسف تلهٍ متعمد ونبش لقراءات الاختلاف واستحضارها لتأجيج صراع لن يستفيد منه أحد إلا عدو واحد هو العدو الإسرائيلي”.
وقال فوعاني “الشهيد الصدراعتبر أن الهدف الوحيد الذي يضمن التحرك الحضاري ان يواصل سيره نحو الهدف، فالتركيبة الحضارية لا تنفصل ابدا عن الواقع وقد رأى الشهيد الصدر ان النظريه ما لم تقترن بالتطبيق لا قيمة لها ولا يمكن ان تصل .والامام موسى الصدر تبنى بناء مجتمع داخلي وحارب مفاهيم الجهل والمحدوديه والولاءات الضيقه وفي لبنان انشأ الامام موسى الصدر حركة امل لتكون المؤسسة التنظيمية للفرد والمجتمع اخذت على عاتقها تحرير الانسان والارض وليس على مستوى طائفه او مذهب وانما انطلاقا من الفكرة الاساسيه الهادفة نحو الله عز وجل”.
ولفت الفوعاني إلى أنه “الإمام الصدر حرص كما الشهيد باقر الصدر على توعية الجماهير، ولذلك لم يكتفيا بما أصدروه من مؤلفات فكرية عميقة، بل أنهم مارسوا الحياة العملية من خلال السعي الحثيث بتثقيف الناس: زيارات ،محاضرات ندوات مصالحات، وذكرى ١٧ آذار ١٩٧٤ في بعلبك، و ٥ أيار في صور ،هي محطات شكلت أفق التحرك الواعي البعيد عن المناطقية والمذهبية”.
وفي الشأن السياسي، دعا الفوعاني إلى ضرورة التوافق الداخلي والإسراع بتشكيل حكومة والتخفيف من حدة الخطابات المتوترة، وحرف الانظار، إلى شعبويات لا طائل منها”.
وطلب الفوعاني أن “يخفف البعض من فكرة الانا وليهتموا بوطن يئن، وشعب يجوع، وليبدأوا بمحاربة فساد النفوس، وفساد الجيوب، وفساد الذمم،وفساد الطائفية، ونحافظ على نعمة الطوائف، والوطن النهائي، الذي حررته سواعد مقاومة، وفكر الامام الصدر وتحرير اقترن مع التنمية”.
وأضاف الفوعاني: “ليتهم ينشّطون ذاكرتهم القريبة والبعيدة يوم وقف الرئيس نبيه بري، مشرّعًا ومقرًّا التدقيق الجنائي الشامل بدءًا من المصرف وصولاً إلى الكهرباء وكل مرافق الدولة، وليتهم لم يوقِفوا تشكيلات قضائية، ولم يعطلوا البلد لأكثر من سنتين، وليتهم يقتنعون أن الوطن لا يحتمل مراهقاتهم، ولا مغامراتهم، ولا تعطيلهم ولا مناكفاتهم، كفى بالجوع الذي يجتاح الفقراء شاهدًا على ما وصلت إليه الأمور، وكفى بجشع التجار والمصارف فسادًا”.