مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”
بنفس المستوى للحماوة المرتفعة في الخليج، بحرا وجوا وبرا، في سلم قياس حرارة المناخ، ومنازعة في سلم المشادة الايرانية- الأميركية، وخبثا في مندرجات ما يسمى “صفقة القرن”، بدءا من انعقاد مؤتمر البحرين كمرحلة أولى من صفقة تصفية القضية الفلسطينية: على هذه الدرجة من هذه المستويات الساخنة، صدر اليوم رد واضح وسديد من رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، بأن لبنان لن يكون شريكا ببيع فلسطين، لا بثلاثين من الفضة ولا بأي ثمن.
في الغضون، اشتعلت لا بل التهبت المواقف التويترية المتوترة والمتواترة والمتساجلة، بين الرئيس الحريري و”الحزب التقدمي الاشتراكي”، وفي كل الاتجاهات وبمختلف عيارات العبارات، وإن كان أساسها ربما موضوع التعيينات، في وقت كان ينتظر أن تنشط الحركة السياسية المحلية مطلع الأسبوع في أكثر من اتجاه: فرئيس الحكومة سعد الحريري يعود إلى بيروت في خلال ساعات، ومجلس الوزراء سيعقد جلسة، فيما انعقاد الجلسة الثانية التي قد تدرج فيها التعيينات المتعلقة بالمجلس الدستوري، بات رهن تداعيات السجالات أو نتائج المعالجات ذات الصلة.
توازيا، تكثف لجنة المال اجتماعاتها لمتابعة وإكمال مناقشة الموازنة، ويتخللها جلسة تشريعية يوم الأربعاء المقبل.
وفي الأجندة الدولية هذا الأسبوع ثلاث محطات بارزة هي:
– لقاء الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، على هامش اجتماع مجموعة العشرين في اليابان. ولقد لفت ما كشفه ترامب عصر اليوم لل “إن. بي. سي” مفرملا الاندفاعة الحربية، بالقول: إنه لم يبعث برسالة إلى طهران لتحذيرها من هجوم، ومؤكدا عدم سعيه للحرب معها. وبعد المقابلة غرد بأنه لم يتراجع عن ضربة عسكرية بل أوقف تنفيذها في الوقت الحالي.
– الاجتماع الأمني الثنائي في القدس الغربية المحتلة بين رئيس مكتب الأمن القومي الأميركي جون بولتن، ومسؤول الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف، قبل أن يتحول ثلاثيا بانضمام مدير المكتب القومي الإسرائيلي.
– أما ثالث المحطات، وكما ذكرنا، فهي في البحرين حيث تعقد القمة الاقتصادية التي تعتبر بداية لترتيبات سياسية آتية في المنطقة، تتصل ب”صفقة القرن” وما يختص بالقضية المحورية العربية الفلسطينية، واستطرادا من أجل تصفيتها عبر منطوق “المال مقابل السلام”، والذي يطيح حتى المبدأ المرن السابق الذي قبل به العرب: الأرض في مقابل السلام.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”
هي الطلقة الأولى من سلاح الموقف، وجهها رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى قلب ما يسمى ب”صفقة القرن”، بإنتظار موقف لبناني رسمي جامع وموحد.
هي الصفعة الأولى للصفقة التي يروج جاريد كوشنير لها كفرصة خلال هذا القرن. هي صرخة برية في برية العالم، بأن قضية العرب والمسلمين الأولى “مش للبيع”، وهي أقوى من محاولة اغتيالها بسلاح المال.
هي “لا” مدوية في وجه كل المستثمرين على حساب قضية فلسطين، وحقوق شعبها بالعودة إلى أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
هي كلمة حق في وجه سمسار جائر، لكي لا يفسر الصمت الرسمي اللبناني قبولا بالعرض المسموم.
شرف القدس لا يباع، وكرامة لبنان من كرامة فلسطين، وكل براميل النفط والمال وتريليونات ترامب، لن تغير قيد أنملة من الثوابت اللبنانية وفي مقدمتها رفض التوطين.
واهم من يظن أنه قد يغري لبنان، الذي يئن تحت وطأة الأزمة الاقتصادية، بملياراته. فكل أموال الأرض لا تشتري ميلمترا واحدا من فلسطين التي باركها الله ورسله، وأرض الجنوب تشهد.
موقف الرئيس بري لقي ترحيبا كبيرا لدى أبناء الشعب الفلسطيني، والـ NBN رصدت ذلك خلال جولة في المخيمات. السفير أشرف دبور نوه خلال اتصال مع الـ NBN بما صدر عن رئيس المجلس، فيما دعت حركة “حماس” الزعماء العرب إلى إطلاق مواقف مشابهة، مشيدة بالموقف المشرف للرئيس بري.
وفي السرب نفسه، غرد رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، مستعينا بقول الشاعر: “بسيفك أم بسيف الإنكليزي دخلت بلاد الشام Easy”.
على المسار الأميركي- الإيراني، لا حرب لكن لا مفاوضات حتى إشعار آخر. دونالد ترامب الذي بدا مكبل اليدين أمام واقعة اسقاط الطائرة الأميركية، يحاول قدر الإمكان رد الاعتبار إلى مكانته، يبرر تراجعه فيقع في تناقضات واضحة، فمن جهة يقول إنه لم يلغ الضربة العسكرية بل أوقف تنفيذها حاليا. ومن جهة يكيل المديح لإيران لعدم اسقاطها الطائرة الثانية، واصفا تصرفها بأنه حكيم وهو يثمنه.
محاولات نزول ترامب عن الشجرة، كانت بريطانيا أول من تناغم معها، فأرسلت وزيرها المتخصص بشؤون الشرق الأوسط إلى طهران، حيث باشر لقاءاته هناك وسيطا.
محليا، لا مستجدات لافتة اليوم، بانتظار أسبوع حافل يفترض أن يشهد جلسة تشريعية لمجلس النواب، واجتماعا أو اثنين لمجلس الوزراء. وتستكمل خلاله لجنة المال درس مشروع الموازنة. كما توصد فيه كليات الجامعة اللبنانية أبوابها أمام الثمانين ألف طالب، بعد قرار مجلس المندوبين.
واليوم عاد السجال بين “الحزب التقدمي الاشتراكي” ورئيس الحكومة سعد الحريري. وزير الصناعة وائل أبو فاعور فتح “الردة” فرد عليه الحريري: “مش عارفين شو بدكم… لما تعرفوا خبروني”، لتتوالى التغريدات المتبادلة بين الطرفين، والتي استعملت فيها مختلف المصطلحات من بدنا رئيس حكومة إلى نكتة اليوم وإنفقست بيضة القبان، بمشاركة نواب وحزبيين من “الاشتراكي” و”المستقبل”.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المستقبل”
ماذا يريد رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط من رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري؟، وما هي مطالب جنبلاط إن وجدت؟، وهل هذه المطالب عند الرئيس الحريري، وهل بات جنبلاط اكثر حرصا من سعد الحريري على اتفاق الطائف الذي حماه برموش عيونه؟.
سعد الحريري قالها بوضوح: عندما يعرف الأخوة في “التقدمي الاشتراكي” ماذا يريدون خبروني. ومرد كلام الحريري جاء بعد حملات ليلية ونهارية ثم سحبها والاعتذار ثم استئنافها.
لكن ما بات على جنبلاط أن يدركه أن ما قبل المؤتمر الصحافي للرئيس الحريري غير ما بعده، وهذا كلام موجه للجميع.
وما هو الداعي لكل تلك التغريدات التي يطلقها يوميا، ويوجه من خلالها السهام للرئيس الحريري وتيار “المستقبل”؟، وهل يصح أن يتم القفز فوق العلاقات التاريخية، وفوق المصير المشترك الذي يجمع بين الحزبين والقيادتين، بدعوى الاعتراض على تسوية كانوا جزءا منها، وروجوا لها وقدموا من خلالها الهدايا السياسية بكل الاتجاهات؟.
أما إقليميا، فان واشنطن تستعد غدا الإثنين لفرض عقوبات جديدة على طهران، بالتزامن مع انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي بناء على طلب الولايات المتحدة الأميركية، لبحث التصعيد الايراني في منطقة الخليج.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
على شفا يومين تقف فلسطين عند منعطف خطر، شعبها كما مقاومتها أعدوا العدة للمواجهة، بالموقف الصارخ ابتداء ولا استبعاد لخيار المقاومة.
في لبنان، بيروت تلازم القدس في وجدانها، وهي المتسلحة بتاريخ انتصارات عظيمة، وخبرة كبيرة في اسقاط صفقات العار.
أما في البحرين، فلن تنام عيون الشرفاء عما يجري على أرض منامتها، ولن يغفر الأحرار هناك لكل من يرتكب أخطر جرائم العصر حيث تباع فلسطين بحفنة مليارات ورزمة أوهام.
وحتى لا يفسر البعض تأخر موقف لبنان الرسمي قبولا للعرض الأميركي المسموم، خاطب رئيس مجلس النواب نبيه كوشنير بالمباشر: لبنان واللبنانيون لن يكونوا شهود زور أو شركاء ببيع فلسطين ومسجدها الأقصى وكنيسة المهد بثلاثين من الفضة، ويخطئ الظن من يعتقد أن التلويح بالمليارات يمكن ان يغري اللبنانيين لفرض التوطين.
أمام هذه التطورات والتحديات المتسارعة، على اللبنانيين التحلي بالكثير من الوعي منعا لإمرار صفقات العار بالضغط والنار. وبدرجة أكبر يصبح الحذر الوطني مطلوبا، وكذلك عدم الانغماس بالأزمات الداخلية ولا بالسجالات ال”تويترية” أمام التطورات الاقليمية، ومحاولات الاغراء بالمليارات التي لن تسمح الشعوب المقاومة أن يقدم الشعب الفلسطيني على أنه شعب فقير يحتاج إلى التنمية، وفق رئيس المجلس السياسي في “حزب الله” السيد ابراهيم أمين السيد.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”
حتى لحظة إعداد هذه النشرة، وقبل أن يتوجه النائب السابق وليد جنبلاط إلى الرفاق والمناصرين مطالبا إياهم “بعدم الوقوع في فخ السجالات والردود العلنية”، كانت بورصة السجال ال”تويتري” بين تيار “المستقبل” و”الحزب التقدمي الاشتراكي” قد رست على حوالى عشرين تغريدة متداخلة، بينها وصف رئيس الحكومة حديث “الاشتراكي” عن الوفاء بالنكتة. عدا الردود والتعليقات، إضافة إلى أكثر من like، أبرزها من أحمد الحريري لوئام وهاب الذي دخل بقوة على الخط، ووابل من الemoticons، اكثرها تعبيرا “مقلاية بيض” أرفقها الأمين العام لتيار “المستقبل” بعبارة “بيضة القبان انفقست”.
السبب المعلن للخلاف، موضوع الطائف وصلاحيات رئيس الحكومة، أما في الخفاء فالمسألة “زاروبين وحي” كما ألمح أحمد الحريري في إحدى تغريداته، ليختصر وهاب المشهد من وجهة نظره قائلا: “يا شيخ سعد، الوحيد اللي كان يعرف شو بدو وليد بك كان أبوك الله يرحمو… كان عندو الدوا… هلق المشكلة الدوا مقطوع من السوق والكل طفران فبدك تتحمل”.
لكن، إذا كان “تويتر” مسليا في يوم العطلة ويستوجب صدرا واسعا، كما قال وهاب، فأزمات البلد وهموم الناس ليست كذلك، وهي أكثر من أن تعد أو تحصى. وهي تتطلب جدية وحزما ورؤية، وهي ثلاثية تفتقدها الطبقة السياسية في أكثر مكوناتها، علما أن السجال المستجد حجب الأنظار عن محاولة جديدة لضرب الصورة الوطنية ل”التيار الوطني الحر”، حطت رحالها هذه المرة في بعلبك- الهرمل بعد البقاع الغربي، لكن الوزير جبران باسيل سارع إلى قطع الطريق على المحرضين خلال لقاء في اطار جولته أمس، قائلا بالحرف: “رح هينلكن ياها… يللي مش قادر يتحمل إنو هالبلد بدو يضل متنوع وبدنا نحافظ عالمسيحيين فيه… ما يتحمل.. متل ما أنا بدي واجه كل العالم كرمال شريكي يبقى بهيدا الوطن، شريكي كمان بدو يوقف معي حتى ابقى أنا كمان بهيدا الوطن… وخلصت”.
قبل خمسة وثلاثين عاما في مثل هذا اليوم، في 23 حزيران 1984، تولى العماد ميشال عون قيادة سفينة الجيش اللبناني، الذي لا يمكن أن يفصل بينه وبين “التيار الوطني الحر” أي مزايد، كما قال رئيس “التيار” أمس. ومنذ أيام، شبه الرئيس ميشال عون الوضع في لبنان سابقا بوضع “سفينة تايتانيك التي كانت تغرق ببطء، فيما ركابها يرقصون في صالوناتها غير مدركين للخطر الملم بها، إلى أن كانت الكارثة”.
اليوم، قائد سفينة الجيش منذ عام 1984 هو قائد سفينة الوطن، لذلك، مهما رقص الراقصون، أو غرد المغردون، السفينة إلى بر الامان، ولن تكون “تايتانيك” لبنانية بعد اليوم… وخلصت!.
****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”
أخيرا عرف المبلغ المرصود للبنان في حال سار ب”صفقة القرن”. مهندس الصفقة جاريد كوشنير خصص 6 مليارات دولار أميركي لتطوير البنية التحتية اللبنانية، في حال سلم الفلسطينيون الموجودون على أرضه بالبقاء في لبنان، وفي حال رضخ المسؤولون اللبنانيون لذلك.
إذن “صفقة القرن” التي كانت قبل أشهر مجرد شعار ومجرد مخطط نظري، تتحول شيئا فشيئا واقعا ملموسا. ففي الأسبوع الطالع ينعقد في البحرين مؤتمر يضم عددا من الدول العربية، إضافة إلى الولايات المتحدة الأميركية، وذلك للبحث في الشق الاقتصادي لصفقة العصر، والذي يشمل الضفة الغربية وبعض دول الجوار.
طبعا لبنان لن يشارك في المؤتمر المذكور، لكن الموقف السلبي لا يكفي، ففي مواجهة توطين يتحول شيئا فشيئا واقعا، ماذا تفعل الحكومة اللبنانية؟، أين الديبلوماسية اللبنانية مما جرى ويجري؟، أين الاستنهاض اللبناني للمجتمعين العربي والدولي؟، والأهم هل بإطلاق رصاصة الرحمة على مشروع الدولة في لبنان، وبأيدي المسؤولين اللبنانيين بالذات يمكن محاربة التوطين؟.
واغتيال الدولة على يد المسؤولين اللبنانيين يتجلى اليوم بعدة أوجه، فالسجال ال”تويتري” بين الرئيس سعد الحريري وعدد من المسؤولين في “الحزب التقدمي الإشتراكي”، يدل كم أننا كلبنانيين مشغولون بالتفاصيل والقشور والمناكفات، فيما المطلوب منا كثير ومهم وخطير.
كما أن الفضائح تتوالى بلا حسيب ورقيب، وأكثرها وضوحا وسماجة، استمرار مسلسل الهدر والأموال الضائعة، من خلال اللجنة المؤقتة لمرفأ بيروت. ويكتمل المسلسل اللبناني الأسود مع تكشفه ال”أم تي في” اليوم عن وجود نازحين سوريين في لبنان لا يحملون من النزوح إلا الاسم، فهم يستثمرون ويتاجرون، وفي الوقت عينه يتنعمون بمساعدات الجمعيات التي تعنى بالنزوح.
إنه العجز على الطريقة اللبنانية، وإنه الاهتراء على الطريقة اللبنانية، بل إنه الفساد على الطريقة اللبنانية، فهل بالعجز والاهتراء والفساد يمكن للحكومة اللبنانية أن تحارب المخطط الأميركي، العربي والأممي لتوطين الفلسطينين.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”
شكرا “تويتر”، فلولاه كيف كان الرأي العام سيكتشف ببساطة وبسرعة قياسية “القلوب الملآنة” بين الحريري وجنبلاط وبين “المستقبل” و”الإشتراكي”؟. وصل التغريد عند الحريري بأن يقول لجنبلاط: “نكتة اليوم إنو الإشتراكي عم يحكي بالوفا”. هكذا بلغ الدرك برئيس الحكومة أن “ينكت” على وضع مأسوي لا يحتمل التنكيت.
ووصل التغريد بأحمد الحريري أن يقول لجنبلاط: “بيضة القبان إنفقست”، في تذكير بما كان جنبلاط يوصف به بأنه بيضة القبان.
ووصل التغريد بالقيادي في “الإشتراكي” رامي الريس أن يقول للرئيس الحريري: “بدنا رئيس حكومة”، في رد على تغريدة للحريري بأن “الإشتراكي” لم يعد يعرف ماذا يريد”.
ووصل التغريد بأحمد الحريري بأن وضع “ريتويت” لتغريدة لوئام وهاب قال فيها: “يا شيخ سعد الوحيد إللي كان يعرف شو بدو وليد بك كان أبوك الله يرحمو كان عندو الدوا هلق المشكلة الدوا مقطوع من السوق والكل طفران بدك تتحمل”. في إشارة إلى أن جنبلاط يريد مالا، والمال غير متوافر. لكن قمة المأساة- الملهاة أن يقول وهاب للحريري: “يا شيخ سعد ما حدا عبيرمي الزيت عالنار بس يوم عطلة وعمنتسلى خلي صدرك واسع”.
روحية كل ما تقدم أن المختارة تتهم “بيت الوسط” بأن الحريري لا يمارس دوره كرئيس حكومة، وهي النغمة التي سبق أن صدرت من “رصيف بيت الوسط” ثم توسعت. وفي المقابل يتهم “بيت الوسط” المختارة بقلة الوفاء، وبأنها لم تعد بيضة القبان.
لكن أبعد من “التغريد يوم الأحد”، فإن العلاقة بين الحريري وجنبلاط وصلت إلى مرحلة من السلبية، لم تعد تنفع معها زيارة أبو فاعور إلى “بيت الوسط” أو غطاس خوري إلى كليمنصو. إنها مسألة خيارات تبدأ بقانون الانتخابات وتنتهي بالتعيينات وتمر بالمشاريع في الجبل وبالخدمات. وكأن جنبلاط بدأ يشعر بأن موقعه في “بيت الوسط” لم يعد وفق ما كان في السابق، وبأنه بات شبه معزول أو شبه مطوق، فكيف سيفك العزلة؟، وما هي الخيارات المتاحة؟.
في انتظار الجواب، فإن كرة نار أضيفت إلى السجالات، فبعد خطوة المدير العام للجمارك بإرسال لائحة الناجحين إلى المجلس الأعلى للجمارك، على رغم اعتراض الرئيس الحريري وإبلاغه موقفا قاسيا إلى من يعنيه الأمر حيال هذه الخطوة، جاء موقف البطريرك الراعي اليوم ليصب في خانة تحقيق التوازن، فقال في عظته: “على السلطة الدستورية إجراء التعيينات على أنواعها بروح الميثاق الوطني وقاعدة المشاركة بالمناصفة والتوازن بين المسيحيين والمسلمين، على قاعدة الكفاءة والنظافة وفقا للأصول المتبعة أساسا”.
تحدث كل هذه التطورات، في وقت بدأ لبنان يستكشف بنود “صفقة القرن”، ولاسيما في الشق المتعلق بلبنان وتبعات الملف الفلسطيني.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”
إنتظرناها حربا من ترامب على إيران، فجاءت على محور جنبلاط- الحريري. لكن لا ترامب كان صادقا في حربه، ولا الثنائي “مستقبل”- “اشتراكي” لديه سلاح قتال، ما خلا “قوس ونشاب التويتر”.
في المعطى الأميركي- الإيراني، فإن كل ما هدد به ترامب لم يتعد الضربة الإلكترونية للحاسوب الفارسي، قبل أن يعد الجمهورية الإسلامية “بالمن والسلوى” إذا تخلت عن برنامجها النووي.
وفي المعطيات اللبنانية، فإن مقالا في جريدة “الشرق الأوسط” السعودية كان وقودا استعرت تحته نار العالم الافتراضي، وفيها يتحدث مصدر نيابي “اشتراكي” عن صفقات لإقصاء جنبلاط عن التعيينات. ولأن لكل مقال مقاما سياسيا، فقد أسهم وزير الصناعة وائل أبو فاعور بصناعة الخبر الأول عن الخلاف، معلنا أن العلاقة بين “الاشتراكي” و”المستقبل” ليست على ما يرام. وفي لحظة تخل تحول رئيس الحكومة سعد الحريري إلى قناص على “تويتر”، متوجها إلى “الاشتراكيين” بالقول: “مش عارفين شو بدكن، لما تعرفوا خبروني”، وهو رمى بنكتة الموسم و”قال شو الاشتراكي عم يحكي بالوفا”.
وبعد تسجيل حالات إسهال وسيلان افتراضية من الطرفين، قرر وليد جنبلاط تجميد مفعول رخص التصاريح، طالبا إلى الرفاق والمناصرين عدم الوقوع في فخ الردود العلنية. وتبيانا لحقيقة الخلاف بين “المستقبل” و”الاشتراكي”، وحتى لا يضيع الجمهور في بحر الأسباب، فإن كل المسألة وما فيها تكمن في نزول وليد جنبلاط عن القبان السياسي، فهو فقد دور “البيضة” وتعطل القبان.
وجد زعيم “التقدمي” أن الأمور السياسية تجري من تحت ميزانه. وأن الحريري- باسيل يسويان القرارات من دونه، وبتهميش لدوره، ولم يعد جنبلاط جزءا منها ولم يسعفه الرئيس نبيه بري شريك العمر، الذي حيد نفسه مرحليا، وانهمك بتطويق “حزب الله” دوليا، وأهمل مطالب الرفيق التاريخي.
هذه هي حدود الاشتباك، والتي انتهت بتغريدة وقف إطلاق النار، وبتوصيف شبه دقيق للأمين العام لتيار “المستقبل” أحمد الحريري الذي اكتفى بالقول “بيضة القبان إنفقست”.
وبتفقيس للبيض الإداري، سجلت وزيرة التنمية الإدارية الدكتورة مي شدياق، سابقة هي الأولى بين الوزارات والإدارات، عندما امتثلت إلى قرارات وقف التكليف والتعيين في الوزارة بعد تاريخ الواحد والعشرين من آب 2017، لتكون شدياق امرأة بثلاثين وزيرا لم يقرروا بعد مصير الزبائنية السياسية التي دخلت إداراتهم كتنفعيات سياسية لزوم الانتخابات. لكن يبقى أن تستكمل شدياق خطوتها بطلب محاسبة الوزيرة السابقة التي خالفت القانون.
وفي سابقة عربية خليجية، نزلت السيوف من أغمادها، واحتكمت المواقف إلى الديبلوماسية والهدوء، بعد أن قرر ترامب التراجع عن ضربة لم تكن في باله من أصلها. وفي تغريدة لافتة أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أن التوتر القائم في المنطقة لا يمكن معالجته إلا بالوسائل السياسية. وهذه الوسائل سيبت بها ترامب، بعد ان ينتهي من لعبة “الغولف” في منتجع كمب ديفيد.