قالت صحيفة الديار نقلا عن مصادر معنية بالاتصالات، فإن حصار بعبدا لن ينجح في دفع الرئيس الى تقديم تنازلات بات يعتبرها مصيرية لمستقبل حزبه السياسي، وكذلك مستقبل النائب جبران باسيل، ومجرد الرهان على اضعاف موقفه هو مضيعة للوقت، والمطلوب من الحريري مقاربة جديدة قبل فوات الاوان.
وبحسب تلك الوساط، لدى رئيس الجمهورية ميشال عون خطة عمل جديدة سيبلغها للمبعوث الفرنسي باتريك دوريل الذي يصل نهاية الاسبوع، اذا لم تنجح باريس في تحريك الملف الحكومي، ان باريس ليست بحاجة لانتظار حكومة جديدة كي تباشر تحفيز المجتمع الدولي على مساعدة لبنان، فالتحقيق مع حاكم المصرف المركزي رياض سلامة قد بدأ، وهو أحد الشروط التي وضعها الرئيس الفرنسي إيمانوئيل ماكرون من أجل تجنيد الدعم المالي للبنان بعد الانفجار الذي وقع في ميناء بيروت في آب الماضي. ولهذا يمكن أن يقدم الدعم لحكومة تصريف الاعمال بعد “تعويمها”. وبدلاً من أن ينتظر إلى حين تشكيل حكومة جديدة، يمكن تطبيق إصلاحات فورية لإقناع الدول المانحة بتحرير جزء من المبالغ التي تعهدت بها.
وفي سياق متصل، يتجه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى مزيد من الواقعية في مقاربته للملف الحكومي، وثمة اتجاه تبلور في باريس لتذليل العقبات من امام تشكيل الحكومة، بسقوف أدنى من السقوف السابقة الموضوعة لشروط تأليفها. وتربط اوساط مطلعة بين تبلور هذه الافكار بشكلها النهائي وبين استقبال ماكرون الحريري في باريس، فاذا ما توصلت الادارة الفرنسية الى صيغة نهائية يجري العمل عليها لكسر الجمود القائم، سيمنح الرئيس المكلف موعدا لنقاشها، يعود بعدها الى بيروت حيث يفترض ان يلتقي رئيس الجمهورية ميشال عون الذي سبق وابلغ الفرنسيين انه لن يقف حجر عثرة امام تأليف الحريري للحكومة على الرغم من عدم رغبته الشخصية بوجوده على رأس السلطة التنفيذية، لكن ذلك ليس على حساب الغاء الذات والتفريط بصلاحيات الرئاسة الاولى.