هدد إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الجمعة 1 يناير/كانون الثاني 2021، الولايات المتحدة بالانتقام لاغتيال قاسم سليماني في عقر دارها، وفق ما صرح به قآاني خلال مراسم نُظِّمت في جامعة طهران، لإحياء الذكرى الأولى لاستشهاد القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني.
في 3 يناير/كانون الثاني الماضي اغتالت واشنطن، قاسم سليماني، بضربة جوية قرب مطار بغداد، وردت إيران بعدها بأيام قليلة باستهداف قاعدتين عسكريتين في العراق تضمان جنوداً أميركيين.
قال قآاني مستهدفاً الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أعلن أنه أمر بالاغتيال: “الشهيد سليماني اُغتِيل على يد أكثر رجال العالم وحشية”.
كما أضاف قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني: “أقولها بصراحة إن مسار فيلق القدس وقوات المقاومة لن يتغير بسبب الشرور التي ارتكبتها الولايات المتحدة، حتى في داركم (في الولايات المتحدة) من الممكن أن يكون هناك أشخاص سيدفعون ثمن هذه الجريمة”.
كما لفت إلى أن الجنرال الراحل في آخر لقاء له مع الإمام خامنئي، حصل على 3 أوسمة، معلقاً: “كان بطلاً للشعب الإيراني وكذلك بطلاً للأمة الإسلامية وبطلاً في هزيمة الاستكبار”.
بينما أشار إلى أن سليماني “كان رجل ساحة المقاومة الشاملة”، مستدركاً: “لكنه بدأ المقاومة من داخله، فأي شخص يريد أن يدخل هذا الميدان فعليه أن ينتبه إلى أنه لا يمكن أن يكون من أهل المقاومة في الخارج إلا بعد أن يتمرن جيداً على المقاومة في داخله”.
قبل ذلك، اتّهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الخميس 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب بالسعي إلى اختلاق “ذريعة” لشن “حرب”، في توقيت يشهد تصاعداً جديداً للتوتر بين البلدين، وذلك وفق ما ذكره تقرير لوكالة “فرانس برس”.
إذ نشرت الولايات المتحدة حاملة الطائرات نيميتس أواخر نوفمبر/تشرين الثاني في الخليج، كما حلّقت قاذفتان أمريكيتان من طراز بي-52 في أجواء المنطقة في العاشر من ديسمبر/كانون الأول في استعراض قوة موجّه خصوصاً ضد إيران، مع اقتراب الذكرى الأولى لاغتيال قاسم سليماني.
جاء في تغريدة ظريف: “بدلاً من مكافحة فيروس كورونا في الولايات المتحدة، ينفق دونالد ترامب المليارات لإطلاق قاذفات بي-52 ونشر أسطول في منطقتنا”.
كما تابع وزير الخارجية الإيراني أن “معلومات عراقية أفادت بوجود مؤامرة لاختلاق ذريعة بغية (شن) حرب”.
كان ترامب قد أشار الأسبوع الماضي إلى أنه سيحمّل إيران “المسؤولية” في حال “قتل أميركي واحد” في هجوم في العراق، بعدما اتّهم طهران بالوقوف وراء إطلاق صواريخ على السفارة الأمريكية في بغداد في 20 ديسمبر/كانون الأول.
فيما أكد ظريف أن “إيران لا تريد الحرب لكنّها ستردّ بشكل صريح ومباشر دفاعاً عن شعبها، وأمنها ومصالحها الحيوية”.
في وقت سابق أيضاً، رد ظريف حينها على التهديد الأميركي، محذّراً ترامب من عواقب الإقدام على “أي مغامرة” قبل خروجه من البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني بعد ولاية شن خلالها حملة “ضغوط قصوى” على طهران، طبعها انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 بين إيران والدول الكبرى وإعادة فرض عقوبات أمريكية قاسية على الجمهورية الإسلامية.
اتهم المدعي العام في طهران، علي القاصي مهر، الأربعاء 30 ديسمبر/كانون الأول 2020، شركة G4S البريطانية، المسؤولة عن أمن الطيران في مطار بغداد بالتورط في عملية اغتيال قاسم سليماني.
المدعي العام الإيراني أوضح أن الشركة البريطانية زودت الجيش الأميركي في العراق بموعد وصول الطائرة، التي كانت تقل قاسم سليماني.
كما أفاد المدعي العام أن التحقيقات تشير إلى تورط ألمانيا في عملية اغتيال قاسم سليماني، وأوضح أن قاعدة القوات الجوية الأميركية في ألمانيا مسؤولة عن توجيه الطائرة، التي استهدفت موكب سليماني وتقديم معلومات وبيانات الطيران للقوات الأميركية.
كما نقلت وكالة “تسنيم” افيرانية عن الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق في العراق، الشيخ قيس الخزعلي، قوله “إن هناك شركة بريطانية مسؤولة عن أمن مطار بغداد الدولي، متورطة في عملية اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس”.
كما أضاف الخزعلي في مقابلة تلفزيونية بثتها قناة العهد الفضائية التابعة لعصائب أهل الحق أن “شركة G4S البريطانية المسؤولة عن أمن مطار بغداد شاركت في جزء من مهمة تنفيذ عملية اغتيال قاسم سليماني والمهندس، بتزويد الولايات المتحدة بمعلومات”.