قالت صحيفة “الغارديان” في تقرير لمراسلتها ستيفاني كيرتشغاسنر إن الصين متهمة بالتجسس على الأميركيين من خلال شبكات هاتفية في الكاريبي.
وقالت إن الخبراء الذي حللوا بيانات حساسة إن نتائج التحليل تعطي صورة مثيرة للقلق عن الكيفية التي استغلت فيها الصين مكامن الضعف في شبكات الإتصالات الدولية لتسيير هجمات الرقابة “الفاعلة” من خلال خدمات الإتصالات. وسمحت هذه للصين باستهداف ومتابعة والتنصت على الإتصالات الهاتفية للمشتركين الأمريكيين في الهواتف المحمولة، حسبما يقول غاري ميلر المدير التنفيذي السابق في شركة أمن شبكات الهواتف.
وفي قلب الاتهامات مزاعم عن استخدام الصين شبكة هواتف مملوكة من الدولة في توجيه إشارات الرسائل للمشتركين الأميركيين خاصة عندما يكونوا في رحلات بالخارج.
وإشارات الرسائل هذه عبارة عن أوامر ترسلها خدمة اتصالات إلى الشبكات العالمية وغير معروفة لمستخدم الهاتف المحمول. وتسمح هذه الإشارات لشركات خدمة الهواتف لتحديد مكان هذه الهواتف وربط مستخدميها بمستخدمين آخرين وتقييم رسوم التجوال. إلا أن بعض الإشارات يمكن تحويلها واستخدامها لأهداف غير شرعية مثل المتابعة والمراقبة والتنصت على الاتصالات.
ويمكن لخدمات الهواتف النقالة وقف ومنع هذه المحاولات، إلا أن ميلر يعتقد أن الولايات المتحدة لم تذهب بعيدا في حماية مستخدمي الهواتف الذين لا يعرفون أن اتصالاتهم غير مؤمنة، كما يعتقد. وركز ميلر بحثه على الرسائل التي تبدو غير قانونية، إما لأنها ليست مصرحة حسب النظام العالمي لاتصالات الهاتف المحمول المعروفة باختصار “جي أس أم إي” وهي الهيئة التي تحدد المعايير لصناعة الإتصالات أو لأن الرسائل أرسلت لموقع لا يتوافق مع المكان الذي يسافر إليه المستخدم.
وترك ميلر عمله في شركة أمن هواتف محمولة “موبليوم” والتي تتخصص بمتابعة ونقل التهديدات إلى خدمات الهواتف المحمولة. وأنشأ شركة “إكسيجنت ميديا” للبحث في مجال السايبر والإعلام. وقال إنه قرر إشراك صحيفة “الغارديان” بما توصل إليه من نتائج على أمل فضح “خطورة هذا النشاط” والتشجيع على تطبيق معايير فاعلة وإجراءات مضادة وسياسات أمن.
وقال “تعرف مؤسسات الحكومة والكونغرس عن مكامن ضعف شبكات الهواتف ومنذ سنوات”، مضيفا أن “التوصيات الأمنية التي اصدرتها حكومتنا لم تسمح ولم تكن كافية لوقف المهاجمين”. وقال “لا أحد في الصناعة يريد الرأي العام أن يعرف خطورة الرقابة والهجمات، وأريد من الرأي العام معرفة هذا”.
وفي شركة “موبليوم” كان ميلر نائبا لمدير الحلول للشبكات الأمنية ومخاطر الإنتاج، وهو دور منحه فرصة للإطلاع على المعلومات المتعلقة بالتهديدات على شبكات الهواتف المحمولة حول العالم. وقال إن الصين قامت في 2018 بشن أعلى مستوى من الهجمات على مستخدمي الهواتف المحمولة الأميركيين عبر شبكات 3 جي و 4 جي. وأضاف أن معظم هذه الهجمات تم تمريرها عبر شركة مملوكة من الدولة وهي تشاينا يونيكوم. وبشكل عام فقد تأثرت ألاف الهواتف الأميركية بالهجمات المزعومة والقادمة من الصين في الفترة ما بين 2018- 2020.
وقال “عندما تصل إلى عشرات الآلاف من الهجمات فعندها يمكن أن تصنف بهجمات رقابة جماعية والتي تهدف لجمع المعلومات الاستخباراتية وليس أهدافا مهمة، وربما كان الهدف منها هو تحديد المواقع ويحدث معظمها أثناء ما يكون المستخدم في الخارج”.
ووجد ميلر أن بعض الهواتف التي استهدفت بالرقابة من تشاينا يونيكوم استهدفت مرة أخرى من شركتي خدمات هواتف في الكاريبي وهما “كيبل أند وايرليس” للإتصالات في بربادوس و شركة اتصالات بهاماس. وأضاف أن الهجمات التي حصلت على مدى 4- 8 أسابيع تعطي إشارة “قوية وواضحة” أنها منسقة.
وقال إن معظم الهجمات التي استهدفت مستخدمي الهواتف المحمولة الأميركيين في 2019 بدأت من بربادوس فيما قللت الصين رسائلها للهواتف الأميركية “خفضت الصين من حجم الهجمات في 2019 وفضلت تجسسا مستهدفا عبر استخدام شبكات وكيلة عنها في الكاريبي للقيام بالهجمات ولها علاقة مع التجارة والإستثمار التكنولوجي”.
ونفت تشاينا يوينكوم الاتهامات وأنها استهدفت مستخدمي الهواتف المحمولة الأميركيين. ولا يستبعد ميلر وجود مؤسسة استأجرت خدمات محلية في الكاريبي لكي تقوم بالهجمات ضد مستخدمي الهواتف المحمولة في أميركا. ولم تعلق لا الشركة في بربادوس او البهاماس. وأكد متحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن أن موقف الحكومة الصينية واضح من الهجمات الإلكترونية التي تعارضها وتحاربها.