حذّر الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، من عمل عسكري كبير كانت تعدّ له الجماعات التكفيرية في لبنان، داعيا إلى الحذر والانتباه إلى ما يحضّره الأميركيون للمنطقة من جديد، وأن واشنطن تسعى لتبرير بقاء قواتها في المنطقة تحت عنوان التحالف الدولي لمواجهة “داعش”.
وفي كلمة متلفزة عبر شاشة قناة المنار مساء الثلاثاء، تناول الشأن الحكومي وما جرى من تفاصيل حول المفاوضات لتشكيل حكومة برئاسة الرئيس المكلف مصطفى أديب، كما تحدّى رئيس وزراء العدو الصهيوني ودحض ادعاءاته بوجود صواريخ للمقاومة بين المباني السكنية وقرب منشآت للغاز في الضاحية الجنوبية، داعيا وسائل الإعلام للذهاب فب جولة إلى المناطق التي تحدث عنها نتنياهو مباشرة بعد انتهاء كلمته.
في بداية كلمته، قدّم السيد نصرالله العزاء للكويت بأميرها وشعبها بوفاة أمير الكويت، لافتا إلى أن اللبنانيين لا ينسون دور الراحل الشخصي والكبير في إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية، إضافة لموقفه خلال عدوان تموز ودوره في إعادة إعمار ما دمّره العدو. كما نسجل للكويت في ظل أميرها الراحل موقفها المتماسك مع التزامها العربي والإسلامي تجاه القدس والقضية الفلسطينية وعدم الذهاب باتجاه التطبيع مع الصهاينة.
السيد نصر الله تناول بعض الأحداث الأمنية التي جرت مؤخرا، داعيا اللبنانيين للتوقف أمام حصل في الأسابيع الماضية في بلدة كفتون وصولا إلى المواجهات بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة في منطقة الشمال، وتقدم بالتعزية إلى قيادة الجيش وعوائل شهدائه بالتعزية، مقدرا لهم صبرهم وثباتهم وتضحياتهم دفاعا عن لبنان، كما وجّه التحية للموقف الشعبي في الشمال الذي تبع هذه الأحداث.
الأمين العام لحزب الله لفت إلى أن الجماعات التكفيرية التي ظهرت في شمال لبنان، والمتنوعة التشكيل والتسليح كانت تحضر لعمل عسكري كبير، وما ضبط من أسلحة مع هذه المجموعات هو أمر خطير.
ونوّه إلى أنه بعد “اغتيال العصر” الذي قامت به أمريكا واستهدفت الشهيدين الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، ومطالبة الشعب العراقي بخروج الأميركيين من العراق، بدأت أمريكا من جديد بإحياء “داعش” في العراق وسوريا ولبنان، مشيرا إلى أن واشنطن تسعى لتبرير بقاء قواتها في المنطقة تحت عنوان التحالف الدولي لمواجهة “داعش”.
وأضاف “المجموعات التكفيرية التي كُشفت في الشمال تنتمي إلى “داعش”، وجاءتها تعليمات بالاستقطاب والتنظيم والتجهيز بانتظار ساعة الصفر”، داعيا إلى الحذر والانتباه إلى ما يحضّره الأميركيون للمنطقة من جديد.
كما تحدث عن موضوع العدو الاسرائيلي، لافتا إلى أنه لأول مرة لا يجرؤ الجنود الصهاينة على التحرك على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، وقال “جيش الاحتلال ما زال في اعلى درجة من الاستنفار والاختباء وهذه اطول فترة يعيشها جيش الاحتلال بهذه الطريقة وأن لا يتحرك جنوده، وقرارنا بالرد باق”.
وتعليقا على ادعاءات رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو قبل قليل في كلمته أمام الأمم المتحدة وزعمه وجود صواريخ للمقاومة قرب محطة للعاز في الضاحية الجنوبية لبيروت، دعا السيد نصر الله وسائل الإعلام لزيارة المنشأة التي تحدث عنها نتنياهو وادعى وجود صواريخ فيها، ليشاهد العالم كذب نتنياهو على الهواء مباشرة.
وأشار إلى أن العلاقات الإعلامية في حزب الله ستدعو وسائل الاعلام للدخول إلى المنشأة التي تحدث عنها نتنياهو ، مضيفا “سنسمح لوسائل الاعلام بالدخول عند العاشرة مساء إلى المنشأة التي تحدث عنها نتنياهو ليكتشف العالم كذبه”، مردفا ” إجراؤنا هو من أجل أن يكون اللبنانيون على بينة في معركة الوعي وبأننا لا نضع صواريخنا بين البيوت”.
وحول الملف الحكومي، أشار إلى أن المبادرة الفرنسية نشرت وكلنا أيدنا هذه المبادرة وقلنا أننا ندعمها والخطوة الأولى كانت تسمية رئيس للحكومة، وانطلق العمل وبدأت الكتل النيابية تتشاور لتتفق على تسمية الحريري أو من يسميه وفي هذه الأثناء تشكل نادي رؤساء الحكومة السابقين الأربعة.
وأضاف السيد نصر الله “نحن وافقنا على تسمية السيد مصطفى أديب دون أي تعقيدات على أساس أن هذه الحكومة ستحصل على توافق بين الجميع، وهناك من قال للرئيس المكلف أنه سيقوم بالمفاوضات ولكن لم يتم الاتصال بالكتل النيابية وكذلك مع رئيس الجمهورية”.
وتابع قائلا أن الرئيس المكلق مصطفى أديب لم يتشاور مع رئيس الجمهورية وتم تقديم ملف جاهز له وأهم صلاحية لرئيس الجمهورية هي المشاركة بتشكيل الحكومة كانت ستسقط”.
وتوجه للفرنسيين بأن ينتبهوا لأن أهم صلاحية لرئيس الجمهورية كانت ستصادر.
وأشار إلى أن “من كان يفاوضنا حول الحكومة لم يكن أديب بل الرئيس سعد الحريري، وأن نادي رؤساء الحكومات كان يريد أن يوزع الحقائب ويسمي الوزراء وحده”.
وتابع قائلا “نحن كنا سنأخذ علما فقط بتسمية الوزراء وطريقة التوزيع على الطوائف، ونحن رفضنا طريقة التعامل من خلال تسمية كل الوزراء دون أخذ رأي الكتل النيابية.. رفضنا ما طرح علينا لأنه خطر على البلد وغير قابل للنقاش”.
وأضاف “نحن قلنا أنه يمكن لرئيس الحكومة أن يناقش في أسماء الوزراء وأن يرفض وهذا يزيد من صلاحيات رئيس الحكومة”، مشيرا إلى أنه منذ عام 2005 حتى اليوم العرف القائم هو الاتفاق بين رئيس الحكومة والكتل النيابية على الحقائب والتسمية للوزراء تكون عند الكتل.
ولفت السيد نصرالله إلى أنه في المفاوضات حول الحكومة “وافقنا على النقاش حول عدم حزبية الوزراء وأمور أخرى لتسهيل عملية التشكيل”، مشيرا إلى أنه كان يُراد فرض أعراف جديدة علينا تخالف الدستور لصالح أطراف لا تمثل أكثرية”، وأن “ما تم طرحه علينا في موضوع الحكومة يخالف الأعراف القائمة منذ سنوات في لبنان”.
وأشار إلى أنه “حين سألنا عما إذا كانت المبادرة الفرنسية تتضمن ما طرحه نادي الرؤساء السابقين قيل لنا إنها ليست كذلك”، مضيفا أن “المبادرة الفرنسية لا تتضمن عدد الوزراء والمداورة والجهة التي توزع الحقائب وتسمي الوزراء”.
السيد حسن نصرالله أكد أن ما حصل في مسألة الحكومة اللبنانية كان أشبه بفرض حكومة أمر واقع على رئيس الجمهورية إما أن يقبلها أو يرفضها، وأن ما كان معروضا خلال الشهر الماضي هو إما أن نقبل بحكومة أمر واقع، أو العقوبات والحصار، وأن ما كان معروضا هو حكومة يسميها نادي رؤساء الحكومات السابقين وقرارها السياسي بالمطلق هو عند طرف سياسي واحد هو جزء من الأقلية النيابية.
وشدد السيد نصرالله على أن الطريقة التي حصلت فيها مقاربة الملف الحكومي غير مقبولة في لبنان وهي مضيعة وقت، وأن الطريقة التي جرت فيها الأمور في ما يتعلق بالحكومة غير مقبولة في لبنان أيا كان راعيها أو داعمها.
و ذكّر أنه “لطالما قلنا إن سبب وجودنا في الحكومات هو لحماية ظهر المقاومة”، وجدد موقف حزب الله أنه “نحن يجب أن نكون ممثلين في الحكومة لكي نحمي ظهر المقاومة وحتى لا تكون هناك حكومة شبيهة بحكومة 5 أيار 2008″، مضيفا إلى هذا السبب سببا جديدا هو الخوف على ما تبقى من لبنان اقتصاديا وماليا وعلى مختلف الصعد وخوفا على لبنان وعلى الشعب اللبناني وعلى مستقبله، لافتا إلى أنه في حال تشكلت حكومة قد توقع على بياض لشروط صندوق النقد الدولي، متسائلا أليس من حقنا أن نتساءل حول حكومة تحت عنوان الحصول على المال أن تبيع أملاك الدولة، وتلجأ للخصخصة والضرائب لسد العجز؟
وأضاف أنه في حال تشكلت حكومة كما كان يُخطط لها أن تتشكل أول ما ستقوم به هو زيادة الضريبة على القيمة المضافة، وأضاف ألا يحق لنا التساؤل عن حكومة لا نعرف بماذا ستقوم تجاه أموال المودعين في المصارف؟
وشدد قائلا “لم نعد قادرين على السماح لأي كان بأن يشكل الحكومة نظرا لدقة وحساسية الوضع الاقتصادي في لبنان”.
وذكّر السيد نصرالله أنه “لطالما قلنا إن سبب وجودنا في الحكومات هو لحماية ظهر المقاومة”، وجدد موقف حزب الله أنه “نحن يجب أن نكون ممثلين في الحكومة لكي نحمي ظهر المقاومة وحتى لا تكون هناك حكومة شبيهة بحكومة 5 أيار 2008″، مضيفا إلى هذا السبب سببا جديدا هو الخوف على ما تبقى من لبنان اقتصاديا وماليا وعلى مختلف الصعد وخوفا على لبنان وعلى الشعب اللبناني وعلى مستقبله، لافتا إلى أنه في حال تشكلت حكومة قد توقع على بياض لشروط صندوق النقد الدولي، متسائلا أليس من حقنا أن نتساءل حول حكومة تحت عنوان الحصول على المال أن تبيع أملاك الدولة، وتلجأ للخصخصة والضرائب لسد العجز؟
وأضاف أنه في حال تشكلت حكومة كما كان يُخطط لها أن تتشكل أول ما ستقوم به هو زيادة الضريبة على القيمة المضافة، وأضاف ألا يحق لنا التساؤل عن حكومة لا نعرف بماذا ستقوم تجاه أموال المودعين في المصارف؟
وشدد قائلا “لم نعد قادرين على السماح لأي كان بأن يشكل الحكومة نظرا لدقة وحساسية الوضع الاقتصادي في لبنان”.
السيد نصر الله توجّه للرئيس الفرنسي إيمانويل لماكرون متسائلا، هل كانت المبادرة الفرنسية تقول أن يقوم رؤساء الحكومات السابقين بتشكيل الحكومة وتسمية الوزراء؟، وأضاف “أقول للرئيس الفرنسي أن يذهب ويبحث عمن أفشل المرحلة الأولى من مبادرته”، وتابع موجها القول للرئيس الفرنسي “إبحث عن الطرف الذي كان يريد أن يسيطر على البلد والغاء القوى السياسية بغطاء منكم”.
وتابع “نحن منعنا أن يذهب البلد إلى الأسوأ والأسوأ ونتمنى أن يتعاون اللبنانيون لكي لا يذهب البلد إلى الأسوأ”، مشيرا إلى أن ” الحاج محمد رعد قال لماكرون أننا نوافق على 90% من الورقة الفرنسية وهنا نسأل ما هو الذي اتفقنا عليه ولم نحترمه؟”.
وأضاف “نحن يا فخامة الرئيس الفرنسي نحن معروفون أننا نفي بوعودنا والتزاماتنا، وعندما نعد نلتزم بوعودنا ونضحي لنلتزم بوعودنا”… وما تطلبه يتنافى مع الديمقراطية وبأن تنحني الأغلبية النيابية وتسلم رقابها لجزء من الأقلية”.
وأضاف “لا نقبل أن يتحدث معنا أحد بهذه اللغة”.
وتابع “ما يطلبه منا الرئيس الفرنسي يتنافى مع الديمقراطية، وديمقراطية 2018 أفرزت انتخابات نيابية يريد منها ماكرون أن تنحني وتسلم البلاد لجزء من الأقلية النيابية”، وأردف قائلا “نحن لم نذهب إلى سوريا لقتال المدنيين، ذهبنا بموافقة الحكومة السورية لمواجهة الجماعات التي تقولون عنها أنها إرهابية وتكفيرية وأنتم موجودين في سوريا بهذه الحجة وبشكل غير شرعي”.
وأضاف السيد نصرالله ردا على ماكرون “ليس لدينا أموال وعائدات مالية لنحميها، ولا نقبل أن يخاطبنا أحد بهذه اللغة.. قبلنا بتسمية مصطفى أديب بدون شروط وبحسن نية للتسهيل، لكن الاستسلام وتسليم البلد هو أمر آخر”.
وطلب من الرئيس الفرنسي أن يبحث عمّن أفشل مبادرته وأن يفتش عن الأميركيين والملك سلمان وخطابه الأخير.
ولفت إلى أن “هناك دولا عربية تحميها أنت لا يتجرأ فيها أحد أن يكتب تغريدة ينتقد فيها الملك أو الأمير”، وتابع قائلا “نحن أصحاب القرار في الشأن اللبناني وإيران لا تتدخل ولا تملي بل دائماً ما كانت تحيل الجميع إلينا”.
السيد نصرالله أكمل حديثه الموجه للرئيس الفرنسي قائلا “نحن لا نقبل أن تقول لنا أننا ارتكبنا خيانة، بل نرفض وندين هذا السلوك الاستعلائي”، وأضاف “لا نقبل أن يتهمنا أحد بالفساد، وإن كان لدى الفرنسيين أدلة على هذا الأمر فليحضروا أدلتهم”.
وتابع “رحبنا بزيارة ماكرون ومبادرته، لكن لم نرحب به على أن يكون مدعيا عاما ومحققا وقاضيا ومصدرا للأحكام ووصيا وحاكما على لبنان، وأنه لا يوجد تفويض لا للرئيس الفرنسي ولا لغيره كي يكون وصيا أو وليا أو حاكما على لبنان”، لافتا إلى أن “الطريقة التي تم التعامل بها والاستقواء وتجاوز الحقائق والوقائع لا يمكن الاستمرار به لأنها لن تصل إلى نتيجة”.
ولفت إلى أن “الاحترام وكرامات الناس هو أهم شيء في التفاوض، والمس بالكرامة الوطنية غير مقبول”، مضيفا “نحن منفتحون من أجل مصلحة لبنان، ولا زلنا نرحب بالمبادرة الفرنسية، ولكن يجب إعادة النظر بالخطاب لأن ما مسّ قبل يومين هو الكرامة الوطنية”.
الامين العام لحزب الله تطرّق إلى انضمام النظام البحريني لقطار التطبيع مع الصهاينة، منوها بموقف الشعب البحريني رغم القمع والمخاطر وبرفض العلماء البحرينيين للتطبيع مع العدو الإسرائيلي.
وأشار إلى موقف الشعب البحريني مشرّف، ويمثل البحرين وأهلها، والسلطة في البحرين لا تملك قرارها بل تعمل على أنها ولاية تابعة للسعودية، لافتا إلى أن شعب البحرين رغم جراحه ووجود أعداد كبيرة من قادته ورموزه في السجون قالوا كلمة الحق المدوية في زمن الصمت والخنوع والخضوع.
وأشاد بالموقف التونسي والجزائري رسميا وشعبيا في رفض التطبيع، وناشد الشعب السوداني ألا يسمح بتطويعه تحت عنوان الرفع عن “لائحة الإرهاب” لكي يذهب إلى التطبيع.