حذر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، اللبنانيين من التفشي الكبير لفيروس كورونا، ما حوله الى جائحة تنذر بكارثة يصعب تداركها، نظراً للأعداد الكبيرة التي يشهدها لبنان يومياً، مشدداً على ضرورة اتخاذ خطوات اكثر فعالية واشد قسوة للحد من تفشي هذا الوباء.
وخلال خطبة الجمعة، طالب الخطيب الرئيس المكلف الدكتور مصطفى اديب بالإسراع في تشكيل حكومة إنقاذية إصلاحية قوية وقادرة تضع في أولويات عملها انقاذ لبنان من الانهيار الاقتصادي والتردي المعيشي وحفظ النقد الوطني وإستعادة الأموال المنهوبة وإعطاء اموال المودعين لأصحابها، ولا سيما ان لبنان على شفير انهيار كبير وهو مهدد من قبل عدو تكفيري وآخر صهيوني، فيما تفرض الادارة الأميركية عقوبات جائرة تضر بكل اللبنانيين ولا يستثني ضررها احدا منهم، ما يزيد من حدة الازمة السياسية.
ودعا الخطيب السياسيين للتوافق وتحمل المسؤولية الانقاذية التي تستدعي تضافر الجميع وتعاونهم دون اقصاء أي مكون سياسي وطائفي، قائلاً “لا وقت للترف والدلع السياسي والتشاطر لنيل حقيبة سيادية وأخرى خدماتية على حساب خرق الميثاق الوطني لمصالح ضيقة باتت مكشوفة ومعروفة، ونحن اذا كنا نطالب باحتفاظ الطائفة الشيعية بوزارة المالية فمن منطلق حرصنا على الشراكة الوطنية في السلطة الإجرائية حتى لا يكون التوقيع الشيعي غائبا عن القرار الحكومي، فما يجري من توافق بين الكتل النيابية ينبغي ان يسري بين المكونات السياسية في تشكيل الحكومة”.
واستنكر الخطيب اتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي كان وما يزال شرا مطلقا يحرم التعامل معه، باعتبار أنها اتفاقيات باطلة شرعاً ولن تنال من عزيمة الشعوب العربية والاسلامية في مقاومة الاحتلال والتعاطي معه كعدو غاصب ومحتل ومرتكب للمجازر فضلا عن كونه كيانا عنصريا ارهابياً.
وقال: “نحن، اذ نجدد مطالبتنا جميع اللبنانيين باتخاذ خطوات جريئة للتحرر من الضغوط والاملاءات الاميركية التي تندرج في اطار فرض تبعات ما يسمى صفقة القرن على لبنان، وفي مقدمها التوطين والرضوخ الى مطالب اسرائيل في ترسيم الحدود والسماح لها بقرصنة الثروات المائية، فاننا نؤكد ان الثمن الذي يستدعيه المواجهة مع العدو الاسرائيلي هو اقل بكثير من الاستسلام لاملاءات العدو والقوى التي تقف خلفه”.