اشار العلامة الشيخ قاسم قبيسي الى ان “شهر صفر شهر الانتصارات وتظهير الظفر وتبلور الأهداف التي إستشهد من أجلها الامام الحسين عليه السلام، حيث دخل جيش السبايا الى الكوفة والشام معلنا الانتصار والفوز على كل الأهداف التي كان يُمنّي نفسه بها يزيد ومَن يمثل، دخل الامام زين العابدين وزينب عليهما السلام ومَن معهما الى مجلس يزيد فاتحين بأغلالهم أبواب الشام المغلقة، داكين حصون الأمويين المحكمة، شارحين للعالم ما توصل إليه الركب الحسيني بأهدافه ومشروعه، مظهرين للجميع الخط البياني الذي يجب أن تسير به الأمور بعد هذه الفاجعة الأليمة: أن الحق منتصر على كل حال “فكد كيدك واسع سعيك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا” وحي كربلاء هو وحي السماء وحي النبي الأعظم صلى الله عليه واله لا ينتهي ولا يخبو وسيزداد قوة وإشعاعا منذ تأمر أبو سفيان ومن معه في مكة وحصار النبي وقتله وكل الحروب التي خاضوها، ولم تنتج إلا قوة وانتشارا وتجذرا بالنفوس وقوة بالعقول وثباتا بالمواقف وصلابة بالمواجهة”.
اضاف الشيخ قبيسي في كلمة له، “نعم هذا هو شهر صفر كان الشهر الذي بدأ الأعداء فيه يجمعون ضحاياهم وخيبة أمالهم وفقدان ما أوجعوا به قلوب أهل البيت عليهم السلام في كربلاء وقلب كل مؤمن صادق، ومازلنا الى يومنا هذا نعيش آثار تلك المواقف بكل يقين وثبات”.
ولفت العلامة قبيسي الى إن “ما حققته كربلاء لا يرقى إليه شئ مهما تعددت العناوين ومهما أراد الأخر أن يتشبه به أو الذين يريدون لهذا النور أن يخمد، فكربلاء تشق طرقها بين “فوالله لا تمحو ذكرنا” وبين قول الامام الحسن عليه السلام حين قال وقوله الفصل “لا يوم كيومك يا أباعبدالله” وتبقى كربلاء بكل ما تحمل وبكل ما حل بها وعليها مفردة لا تقبل الاستنساخ والتكرار كما أنها لاتقبل أن تنأ بوجودها وأثارها عن مسرح الأحداث فهي الضمان لإستمرار الحق المتمثل بكل مفاهيم كربلاء وواحدة منها “هيهات منّا الذلة”، فالركون والخضوع والذل لا يمكن أن يتسربوا الى قلب المؤمن وأمام كل الخطوط المتواجهة مع ذلك المشروع مهما إشتدت المحن والألام”. اضاف “السلام عليك يا أباعبد الله الحسين وعلى السبايا الذين نستضيئ بنور هديهم وقوة مواقفهم”.
