كشفت صحيفة “يديعوت احرونوت” العبرية، اليوم الجمعة، عن زيارة إلى الكيان الإسرائيلي قام بها القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، ورئيس الاستخبارات الإماراتية طحنون بن زايد.
وأوضحت الصحيفة في تقرير مطول، أن الطائرة الإماراتية التي هبطت في مطار اللد قبل أشهر وتحمل مساعدات طبية إلى الضفة الغربية، لم تكن محملة بالمساعدات فقط بل اختبأ فيها شخصان هما محمد دحلان وطحنون بن زايد حيث اجريا محادثات مطوله جدا ولم يغادرا الطائرة.
وذكرت الكاتبة سمدار بيري، أن تلك الطائرة أحدثت توتراً كبيراً بين السلطة وبين الامارات حيث رفضت السلطة استلام الطائرة، احتجاجا على الطريقة التي وصلت فيها الطائرة بدون تنسيق مع السلطة.
وأشارت الكاتبة الإسرائيلية إلى أن محمد دحلان كان له دور واضح وملموس في هندسة الاتفاق الاماراتي الاسرائيلي المُسمى “اتفاق إبراهيم”، منوهة إلى أنه لم يكف عن منافسته وانتظاره خلافة الرئيس محمود عباس.
من جانبه قال المعارض الإماراتي البارز عبدالله الطويل، إن طحنون بن زايد رفقة محمد دحلان قد زارا اسرائيل سرا لوضع اللمسات الأخيرة على بنود الاتفاق الثلاثي.
وأوضح المعارض الإماراتي أن هذه الزيارة تمت بغطاء المساعدات الإنسانية التي بعثتها الإمارات عبر تل أبيب بسبب جائحة كورونا ورفضت السلطة الفلسطينية استلامها.
ووصفت الصحف العبرية محمد دحلان، القيادي المفصول من حركة فتح والمستشار الخاص لولي عهد أبوظبي، بـ”مستشار بن زايد السري” عشية إعلان اتفاق التطبيع، معتبرة أن “الصفقة تمت بتعاون من دحلان، لرجل الذي يهمس في أذن حاكم الإمارات، والذي قد يتوج كخليفة لمحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية”.
ويبدو أن كلاً من الإسرائيليين والأمريكيين يودون مكافأة دحلان على جهوده هذه، بتحضيره لزعامة السلطة الفلسطينية بعد عباس، إذ تنقل الصحافة العبرية عن مصادر أمريكية مطلعة أن الاتفاقية الثلاثية بين الولايات المتحدة وكيان الاحتلال والإمارات تتضمن عودة محمد دحلان للسلطة الفلسطينية، وأن اتفاق أبوظبي-تل أبيب يحسن فرص محمد دحلان في “معركة الميراث”، كما أنه يحظى بدعم من مصر والأردن والإمارات والسعودية.
ويتحدث موقع i24 الإسرائيلي عن أن عودة دحلان “ستزيد الصراع في قيادة حركة فتح على قيادة السلطة الفلسطينية”، إذ كان دحلان منافساً لحليفه السابق في حركة فتح محمود عباس قبل أن يفر إلى المنفى.
وكانت تقارير سابقة قد تحدثت عن تنظيم دحلان للقاءات سرية عديدة خلال السنوات الأخيرة، بين مسؤولين إماراتيين وإسرائيليين، ساهمت في تطوير العلاقة بين الطرفين بشكل كبير.
ويتهم دحلان بلعب أدوار في دول عدة صالح الإمارات، كما تتهم تركيا دحلان بالتورط في الانقلاب الفاشل لعام 2016، ولعب دور في اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول العام الماضي.
ويتهم القضاء التركي دحلان بالضلوع في محاولة الانقلاب الفاشلة، ومحاولة تغيير النظام الدستوري بالقوة، و”الكشف عن معلومات سرية حول أمن الدولة لغرض التجسس”، و”قيامه بالتجسس الدولي”.
كما رصدت أنقرة مكافأة قدرها 4 ملايين ليرة تركية، لمن يدلي بمعلومات تقود إلى إلقاء القبض عليه.
وأضاف العالول أن “الخطوة ليست أول تخل عن القضية الفلسطينية”، مؤكدا أن “العبث الإماراتي في الشأن الداخلي الفلسطيني مستمر منذ عدة سنوات”.