بدأت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان للنطق بالحكم بقضية استشهاد الرئيس رفيق الحريري و21 شخص اَخرين وطلب قاضي غرفة الدرجة الأولى دايفيد راي الوقوف دقيقة صمت احتراماً لضحايا انفجار بيروت الذي وقع في 4 آب، وقد انصرف قضاة غرفة الدرجة الأولى لاستعراض الأدلة الموجودة أمامهن في قضية عياش وآخرين والتداول في مسألة ما إذا كان الادعاء قد أثبت قضيته من دون أي شك معقول.
وقد شرح راي تفاصيل تخطيط وتنفيذ التفجير، وقال أن “اغتيال الحريري عملية إرهابية تم تنفيذها لأهداف سياسية، تمت باستخدام أكثر من 2.5 طن من المتفجرات بعد مراقبته بشدة”، موضحا أن “المتهمون ينتمون لحزب الله وهم سليم عياش وحسن مرعي ومصطفى بدر الدين، وقد استخدموا شبكات اتصالات للتنسيق لاغتيال الحريري، حيث رصد بدر الدين مع عياش التنفيذ الفعلي للإعتداء وإعداد إعلان المسوؤلية زورا ونسق عياش مع بدر الدين عمليات مراقبة الحريري والإغتيال كما نسق عنيسي وصبرا لإعلان المسؤولية زورا عن اغتيال الحريري، ونحن اعتمدنا على داتا الاتصالات للوصول إلى المتهمين باغتيال الحريري وقدم الادعاء أدلة كافية عن شبكات الاتصالات التي استخدمت في عملية اغتيال الحريري”، مشيرا إلى أن الحكم في قضية اغتيال الحريري يتكون من نحو 3 آلاف صفحة.
ولفت راي إلى أنه أجرى مستخدمو الهواتف التابعة للشبكة الحمراء إتصالات قبل اغتيال الحريري بدقائق ولم تُستخدم الهواتف بعدها، والغرض من فيديو أبو عدس كان صرف النظر عن الفاعلين الحقيقيين وبث الخوف في نفوس اللبنانيين “.
وأكدت المحكمة الدولية أنه ربما كانت لسوريا و”حزب الله” دوافع لتصفية الشهيد رفيق الحريري ولكن لا دليل على ضلوع “حزب الله” وسوريا في عملية الاغتيال، متابعةً أن السيد حسن نصرالله ورفيق الحريري كانا على علاقة طيبة في الاشهر التي سبقت الاعتداء.
وقالت المحكمة أن التحقيق الذي قادته السلطات اللبنانية كان فوضويا ولم تتم حماية مسرح الجريمة وتم العبث بالموقع والامن اللبناني أزال أدلة مهمة من موقع التفجير، وأضافت أن الحريري كان يقود سيارته بنفسه ساعة وقوع الانفجار وقد أثبت التحقيق أن أجهزة التشويش في موكب الحريري كانت تعمل، والمتفجرات تم تحميلها في مقصورة شاحنة ميتسوبيشي سُرقت من اليابان وبيعت في طرابلس لرجلين مجهولي الهوية، ولكن أبو عدس ليس الانتحاري الذي نفذ العملية بل أن غرفة الدرجة الأولى لم تتعرف على هوية الجثة المجهولة.
وأشارت إلى أن أعضاء الشبكة الحمراء وعددهم 8 نفذوا الاعتداء، الشبكات الخضراء والحمراء والصفراء كانت مترابطة وسرية، والهواتف استخدمت قبل ارتكاب الجريمة وتوقفت بعدها، وعملية نسب الهواتف للمتهمين ومصطفى بدر الدين معقدة. وكشفت أن “عياش بقي في لبنان ولم يغادر إلى السعودية لأداء فريضة الحج كما زع ، و أثبتت أدلة من هاتفين خليوين دور المتهم حسن مرعي بالاغتيال، وقدّم الادعاء أدلة على تورط سليم عياش باغتيال الحريري عبر نشاطه الخليوي وغرفة الدرجة الأولى مقتنعة بأن المتهم عياش كان مستخدم الهاتف الأحمر وكان له ارتباطات بحزب الله بحسب الأدلة”.
وبينت أن “مصطفى بدر الدين شارك في مؤامرة مع المتهمين الـ 4 لاغتيال الحريري، واستخدم 5 خطوط هاتفية وقد تعرف 10 شهود على أرقام تعود لبدر الدين أي سامي عيسى، كما أن سامي عيسى كان يسافر مع حراس مسلحين وسط احتياطات أمنية كبير”.
ورفعت “المحكمة الدولية الخاصة بلبنان”، جلسة النطق بالحكم باغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري، للاستراحة.