أكد البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الرّاعي أنه “في كلّ مرّة كان يصل لبنان إلى شفير الهاوية سياسيًّا وأمنيًّا وماليًّا، كانت يد العذراء الخفيّة تحميه وتجنّبه السّقوط”، قائلا: “وهي بذلك تدعو اليوم المسؤولين السّياسيّين في لبنان خصوصا والشّعب عموما، للتّضامن وبذل الجهود والتّعاون من أجل حماية وطننا وتضعنا جميعًا أمام مسؤولياتنا نحن الذين سمّيناها “سيّدة لبنان”.
وشدد الراعي في عظة عيد العنصرة في بازيليك سيّدة لبنان – حريصا على أن المطلوب عمليًّا أن يُسرع المجلس النيابي في دراسة إقرار مشروع الموازنة بدءًا من غد الإثنين من خلال لجنة المال والموازنة، مع التّركيز على مكامن الهدر والفساد، لا على دخل الطّبقة الكادحة والمؤسّسات الصّغيرة والجيش، وبخاصّة على وضع خطّةٍ للنّهوض الاقتصاديّ والاصلاح البنيوي.
ولفت الى ان “المطلوب ايضا من الجماعة السّياسيّة البحث عن افضل السّبل لتأمين الخير العام بالتّنافس في الخيارات، بدلًا من التّراشق الكلاميّ الجارح الذي يذكي الرّوح الطّائفيّة والمذهبيّة، ويوتّر الأجواء، ويعطّل الثّقة المتبادلة والتّعاون، واحترام القانون والعدل الذي هو أساس المُلك، وعدم التّدخّل في الإدارة والقضاء والمحاكم وشؤون الجيش وقوى الأمن الدّاخليّ وسائر الأجهزة الأمنيّة.
ورأى الراعي أن المطلوب من وسائل الإعلام والتّواصل الاجتماعيّ بكلّ تقنيّاتها الكفّ عن الفلتان، واستباحة المحرّمات والمقدّسات والخصوصيّات الشّخصيّة والكرامات، وعن ابتزاز الأشخاص وتشويه صيتهم، والضّغط على القضاء ونشر تحقيقات ومحاضر سريّة، وانتهاك حرمة الموت والاستشهاد بإظهار صور جارحة، قائلا: “فلا يمكن أن تستمرّ الأمور على هذا المنوال، فندعو الوزارات المعنيّة لتتحمّل مسؤوليّاتها”.