زهراء شرف الدين- ليبانون تايمز
بعد هدوء حذر في عداد كورونا في لبنان، عاد الفيروس لينتشر كالدومينو، أعداد كبيرة سجلت مقارنة بالارقام الاولية لظهوره، ما شكل حالة من الخوف لدى اللبنانيين الواعين، وانقسم اغلب المواطنين الى قسمين، القسم الاول لم يصدقوا بعد ان الفيروس حقيقي يقتل، معتبرين انهم اقوى من كل شيء (مناعة القطيع القوية)، اما القسم الثاني يرى ان الفيروس حجة اخترعتها الحكومة لابقاء المنتفضين بعيدا عن الشارع، وكأن دول العالم اجمع وما تعانيه من هذا اللعين متفقة مع الحكومة اللبنانية للسيطرة على الانتفاضة، و في كلتا الحالتين يبدو ان فيروسا يتحكم بالوعي ويضرب العقل مباشرة قد انتشر اكثر من كوفيد19.
في هذا السياق اشار مستشار وزير الصحة الدكتور محمود زلزلي لموقع “ليبانون تايمز” الى انه “هناك مجموعة من العدوى نتابعها منها داخلية جراء مخالفة الوقاية العامة كالتباعد الاجتماعي، وخارجية نتيجة المغتربين”، مضيفا ان”العدوى المناطقية، اضافة الى المغتربين، وكذلك مباني سكنية في بيروت هو ما رفع عدد الاصابات الى هذا الحد”.
اما في ما يختص بتسكير البلد 4 ايام واعادة فتحه بعد ان عارضه العديد واعتبره دون فائدة، افاد زلزلي ان “هذا الاجراء تم بناء على مؤشرات معينة (مغتربين سيدخلون البلد، ومناطق يجب مسحها)، فكان الحل اقفال البلد للسيطرة على مجموعة اماكن خطرة، حيث تم القيام بفحوصات بشكل كبير ولولا القيام بهذا الاجراء كنا دخلنا بموجة لا حدود لها”.
واكد زلزلي ان “عمل وزارة الصحة اختلف عن الايام الماضية، فهي تقوم بجهد اكبر من خلال اتباع توجه جديد يقوم على المسح الكلي وليس الدائرة الاولى او المخالطين معه فقط”، موضحا انه “في الوقت الماضي عند وجود اصابة، يذهب فريق ويقوم برصد المصابين واقامة فحوصات لهم، الان توسعت الرقعة فمثلا عندما نشهد اصابة في ضيعة نقوم بعمل فحوصات كثيرة داخلها ليس فقط المخالطين (حوالي 580_600 فحص) واكثر”.
اما فيما يختص بالاجراءات التي تتبعها وزارة الصحة في هذا الوقت والارقام العالية افاد زلزلي ان “الوزارة اتجهت الى عملية عزل المناطق مثل مجدل عنجر وعكار وغيرها، بدلا من عزل اشخاص مصابين، وذلك للحد من انتشار الفيروس وتوسع رقعة المخالطين”.
الوزارة اذا تقوم بدورها وتحاول الحد من الفيروس ولكن هل يلتزم الناس بالاجراءات المتبعة؟! اوضح زلزلي في هذا الاطار أن “الالتزام من قبل الناس ليس كما يجب، الا ان وزارة الداخلية تقوم بجهد مكثف وتعاون كبير، اضافة الى شعور الناس بالخطر بعد عدد الاصابات الكبير، في حين كان البعض يعتبر ان لا كورونا ولا خطر في البلد”.
واكد انه “لا يمكن القول ان الوضع العام جيد، فنحن الان في مرحلة انتشار والمؤشرات خطرة جدا”.
لوم الدولة في هذا الوقت لا يحد من انتشار الفيروس، والحكم على الحكومة لا زال باكرا خاصة انها اتت في ظروف صعبة وتحارب وباء عالمي، وبغض النظر عن الاجراءات التي يراها البعض بـ”طعمة” وبلا “طعمة”، الا انها تحاول قدر الامكان الحد من الانتشار، مع افساح المجال امام محتاجي لقمة العيش لتيسير امورهم، وهنا يبقى الاتكال على وعي الناس المعدوم في هذه القضية، فالفقير مضطر الى مزاولة عمله والا مات من الجوع، اما الميسور المزعوج من عودة المضطرين الى العمل فالمطلوب منه الاحترام اكثر، والنظر بعين المساكين، فلا يملك الجميع المال المكدس لازماته، ولا المسابح وغيرها للترفيه، وبدل ذلك يفضل المساعدة من خلال تخفيف ارتياد المحال التجارية والاختلاط الكبير.