أتمت الملكة إليزابيث؛ ملكة بريطانيا، 94 عاماً امس الثلاثاء؛ لكن إجراءات العزل العام بسبب تفشي فيروس كورونا حالت دون إقامة احتفالات صاخبة لهذه المناسبة.
وعادةً ما تقضي الملكة إليزابيث؛ أكبر ملوك العالم سناً وأطولهم بقاءً على العرش، عيد ميلادها في خصوصية دون كثير من الاحتفالات العامة، لكن المناسبة مرت دون صخب على نحو أكبر هذا العام بسبب تفشي الفيروس، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز للأنباء.
ومن الأمور التي ربما لا يعرفها كثيرون أن الملكة البريطانية تحتفل سنوياً خلال يومين مختلفين بعيد ميلادها، على غرار من سبقوها من ملوك المملكة المتحدة.
ويعود ذلك إلى تقليد رسمي قديم، حيث تحتفل الملكة بعيدها الأول يوم ميلادها المسجَّل في وثائقها الشخصية؛ أي يوم 21 نيسان، والثاني في عيد ميلاد رسمي يصادف في ثاني أسبوع من شهر حزيران عادة.
وأول من بدأ هذا التقليد هو الملك البريطاني جورج الثاني عام 1748، وذلك بسبب الطقس الممطر والبارد الذي كان يصادف يوم عيد ميلاده الحقيقي، حسبما ذكرت مجلة تايم الأميركية.
فالملك جورج من مواليد شهر تشرين الثاني، ويكون عادة الطقس في هذا الوقت من السنة بارداً جداً في بريطانيا، مما يحول دون الاحتفال بهذه الذكرى رسمياً عبر تسيير مواكب في الشوارع.
لذلك؛ لجأ الملك لخطة ثانية تقضي بتوحيد الاحتفال بعيد ميلاده مع العرض العسكري السنوي في كل صيف. ولا يزال هذا التقليد مستمراً حتى يومنا هذا؛ إذ يحتفل جميع الملوك بعيد ميلاد ثانٍ رسمي يصادف بدايات فصل الصيف.
وجرت العادة أن تشهد بريطانيا مراسم تحية السلاح لمناسبة أعياد الميلاد الملكية والذكرى السنوية؛ حيث تُطلق طلقات فارغة من مواقع عدة في لندن، إلا إن الملكة استشعرت أن هذه المراسم لن تكون لائقة هذا العام في ظل الظروف الحالية.
ووُلدت الملكة إليزابيث عام 1926، واعتلت العرش في عام 1952 في سنّ الخامسة والعشرين. وفي عام 2015، تفوقت على جدتها الملكة فيكتوريا التي جلست على العرش لستة عقود في الفترة ما بين عامي 1837 و1901.
وتشير أحدث أرقام رسمية إلى أن نحو 16 ألف بريطاني مصاب بفيروس «كورونا» المستجدّ توفوا في المستشفيات، وهي خامسة أعلى حصيلة وفيات بالمرض على مستوى العالم. ودخلت البلاد الأسبوع الرابع من العزل العام، وهناك أوامر لمعظم الشركات بغلق أبوابها، وللمواطنين بالبقاء في منازلهم.
وتُرفع الأعلام فوق المباني الحكومية في العادة لمناسبة عيد ميلاد الملكة، لكن المسؤولين تلقوا تعليمات تفيد بأنه ليس مطلوباً من الجميع الترتيب لهذا الأمر العام الحالي.
وتقيم الملكة نفسها حالياً في قصر «ويندسور» غرب لندن برفقة زوجها الأمير فيليب البالغ من العمر 98 عاماً.
وقال قصر بكنغهام الشهر الماضي إن عرضاً عادة ما يقام في حزيران للاحتفال بعيد الميلاد الرسمي للملكة، لن يتم بشكله التقليدي في ضوء القيود على التجمعات.