غسان همداني – ليبانون تايمز
كثرت التحليلات في الآونة الأخيرة حول تحركات معارضة للحكومة، وضعها البعض في خانة المؤامرة، وانبرى البعض الآخر للدفاع عنها على أساس قصر المدة الزمنية لاستلامها السلطة، ومداهمة فيروس الكورونا لها.
بغض النظر عن خلفيات المعارضة، خصوصا ما كان يعرف بـ 14 آذار، او ما يسمى بالحراك، لكن المعارضة للسلطة، أي سلطة، أمر متوقع وطبيعي، ويجب على السلطة ان تعمل على قطع الطريق على المعارضة، من خلال القيام بواجبها تجاه الناس، والعمل بشفافية ومناقبية، وسحب الذرائع التي يمكن لأي جهة ان تستعملها ضد الحكومة.
لا تتحمل الحكومة وزر السياسات المالية والاقتصادية للحكومات السابقة، لكنها فشلت في أول تجربة لها، حيث تلهت بالقشور، ولم تلتفت الى معاناة الناس ووجعهم.
وحتى لا نبخس الحكومة حقها، نرفع لها القبعة في معالجة موضوع الكورونا، مع ضعف الإمكانات المادية والصحية، وطبعا مع رفد بعض الأحزاب والجمعيات لها على المستوى الصحي، لكنه ليس بمكافحة الكورونا وحدها تنجح الحكومة.
اين الحكومة من الموضوع المالي، اينها من تفلت سعر الدولار، لماذا لا تقدم الحكومة على الضرب بيد من حديد ضد المتلاعبين بقيمة العملة الوطنية، لماذا لا تعتقل من يساهم في تدهور سعر الليرة اللبنانية، كيف تستطيع القوى الأمنية مشكورة، القاء القبض على سارق، او قاتل، في غضون ساعات، بينما تقف الدولة عاجزة عن القاء القبض على مجرمين يدمرون اقتصاد البلاد.
اين الحكومة من الوضع الاقتصادي، ومن تفلت أسعار المواد الغذائية، اين وزير الاقتصاد، الذي يضع نصب عينييه أصحاب مولدات الكهرباء، ويغض الطرف عن التجار والمحتكرين، وهل الحل لدى معاليه بالامتناع عن أكل البيض واللحمة بعد غلاء اسعارهما، الا يعلم ان كثير من المواطنين لا يملكون المال للشراء، وهم مقاطعون غصبا عنهم لكثير من البضائع.
لا يجب على الدولة ان تكتفي بإلقاء اللوم على السياسات السابقة، لكنها يجب ان تبادر وبسرعة الى خطوات لمنع الانهيار، واتخاذ إجراءات رادعة بحق مصاصي دماء الناس، بدل الإلتهاء بتعيينات من هنا، أو تشكيلات من هناك.
في مقابلة له على قناة LBC، وردا على سؤال عن إمكانية نجاح حكومة الرئيس دياب ، يقول الصحافي سالم زهران، ان هذه الحكومة تبدأ من تحت الصفر، واي عمل لها سيعتبر إنجازا كبيرا، لكن يبدو ان هذه الحكومة قد خيبت آمال ليس الأستاذ زهران فحسب، بل آمال اللبنانيين أيضا.