عبير شمص – ليبانون تايمز
كان من الصعب جداً على من اعتاد الخروج إلى مركز عمله كل يوم أن يقضي كل أوقاته في المنزل، ومع ضرورات الالتزام بالحجر المنزلي وحظر التجول، فكان الحل الوحيد الذي أوجده البقاعي لنفسه أن يخرج إلى أحضان الطبيعة للتخفيف من الضغوط النفسية التي ولّدها الجلوس طويلاً في المنزل.
والحديث عن الخروج إلى الطبيعة يشمل ظاهرتين الأولى عودة الناس الى أراضيها وزراعتها والاهتمام بها، والثانية ارتياد الطبيعة بقصد الترفيه، وهنا لا بد أن يكون هذا الخروج محكوما بضوابط كي لا يكون سببا في مزيد من الانتشار للفيروس.
ولعل الانصراف إلى زراعة الحدائق وتنسيق الزهور فيها او زراعة الخضار والاهتمام بحقول القمح وبساتين الفواكه بالقرب من المنزل أمر في غاية الأهمية فإنه لا يعرض الشخص للاحتكاك بغيره، وهو خطوة مهمة في ظل دعوة وزارة الزراعة الناس والمزارعين وتشجيعهم على الزراعة.
أما بالنسبة للتنزه في الجرود والسهول والجبال فالأمر مختلف، له حسناته وسيئاته في الوقت نفسه، وهنا أكدت مسؤولة السلامة ومكافحة العدوى في مستشفى دار الأمل الجامعي السيدة ايمان بيان أن الخروج الى احضان الطبيعة من العوامل الاساسية في الحفاظ على صحة الانسان وتطوير القدرات والمكتسبات الاجتماعية، مؤكدة أننا اليوم وفي ظل الظروف الراهنة وازدياد خطر انتقال فيروس الكورونا المستجد ننصح بعدم الخروج الا للضرورة حتى إلى الطبيعة، تفاديا لاحتمالات الاختلاط ما يزيد من خطر العدوى اثناء التنقل.
رغم حسنات الخروج الى الطبيعة، صحيا ونفسيا، فإن الخروج هنا يجب أن يكون محكوماً بدواعي السلامة العامة من خلال مجموعة من الاحتياطات لضمان عدم التعرض لمخاطر العدوى اثناء الخروج وابرزها حسب بيان:
أولاً: الخروج من قبل افراد الاسرة الواحدة، اي الذين يقطنون عادة في نفس المنزل والذين يلتزمون سوياً بالحجر المنزلي.
ثانياً: التقيد بنظافة اليدين اثناء النزهة وفور العودة الى المنزل من خلال تعقيم اليدين الدائم في حال عدم القدرة على غسلها.
ثالثاً: التقيد بعدم استخدام وسائل النقل المشترك للوصول إلى الأماكن الطبيعية بل السيارات الخاصة.
رابعاً: التقيد بعدم الالتقاء بعائلات أخرى.
خامساً: الالتزام بوضع الكمامات في حال الاضطرار للاحتكاك بافراد عائلة أخرى.
سادسا: عدم مشاركة اي من افراد الاسرة النرجيلة، وتغيير “نربيش” النرجيلة بين الفرد والآخر.
سابعاً: تحضير الطعام قدر الامكان في المنزل للوقاية من التلوث، ويفضل اعتماد السندويش بدل الصحن والملعقة.
واخيرا، كانت ولا زالت الطبيعة متنفساً للإنسان يهرب إليها من تعبه واشجانه، البعض من الخبراء والاطباء ينصح بالالتزام الكلي بالحجر المنزلي والبعض الأخر يقترح العديد من الاحتياطات والضوابط للخروج، ومع ذلك الأفضل أن يقتصر الخروج إلى الطبيعة على حديقة المنزل والبساتين المجاورة دون الأماكن المكتظة.