عباس عيسى- ليبانون تايمز
لا تتسع الصفحات ولا تنضب الكلمات في الحديث عن ايمان الإمام الصدر بفلسطين وبالقضية الفلسطينية، التي اعطاها من جهده وتعبه وعمره وهو القائل: لقد” دفعت ثمن إخلاصي لهذه المقاومة ، لكنني أمام المهام الكبرى لا أشعر بالخسارة”..
فلسطين التي زيّنت ميثاق حركة أمل الذي وضعه الإمام ببند مستقل والتي قال فيها:”سأحمي ثورتها بجبتي وعمامتي”..
نعم حمى الإمام الصدر هذه القضية وهذه الثورة من كل المتربصين بها وحتى من نفسها، عندما حاور قياداتها بحكمته ونصائحه مبيّنا حدود مصلحة هذه الثورة التي في أولوياتها التفرغ للتحرير ، وهو الباحث عن حدود الإطمئنان للدور الفلسطيني في لبنان والوسيط مع سوريا حين التبست العلاقة بينها وبين المقاومة الفلسطينية، فهو بذلك شكّل ضمانتها وثق بها ووثقت به، ونشأت حركة أمل كأفواج مقاومة في ظلال هذه الثورة ومعسكراتها وضباطها للإستفادة من تجاربها، كما تخرج الكثير من القيادات العسكرية الفلسطينية برعاية الإمام الذي سلمهم شهادات دوراتهم وقد تحدثوا أمامنا بفخر عن هذه المحطات.
نعم إنه الإمام الذي طرق أبواب المرجعيات الدينية بحثا عن ا لدعم لهذه الثورة من الأموال الشرعية..
هذه المقاربة للإمام الصدر تجاه القضية الفلسطنية جعلته رغم كل الانتكاسات العابرة في مسار هذه العلاقة موضع احترام لدى القيادات الفلسطينية بكل أطيافهم وتوجهاتهم وهم لم يغادروا أبدا ظل عمامته وهذا الحب للإمام الصدر الذي تلمسه في المخيمات الفلسطينية حيث كان الإمام حاضرا بين أبنائها خلال تعرضها للإعتداءات الاسرائيلية وفي كل المناسبات السياسية والاجتماعية، وهي رؤية ومقاربة تتمسك بها حركة امل.
وقيادتها وعلى رأسها دولة الرئيس نبيه بري رئيس الحركة الذي حمل همّ هذه القضية الى كل المحافل التي تعرف مواقفه، وهو الذي احتضن الحوار بين الفصائل التي توصلت الى تفاهمات برعايته ودعم ومتابعة حثيثة من قيادة الحركة..
مناسبة هذا الكلام والمقدمة -على إطالتها -للحديث عن هذا الصوت النشاز والكلام الشبيه بصاحبه الذي صدر عن أحمد جبريل بحق الإمام وقضيته، وهو موقف شخصي لايعبّر أبدا عن المزاج الفلسطيني وقيادته ، ولا يمكن أبدا أن يجد طريقا أو مسربا للفتنة كما هدف جبريل في سرده الذي بانت أكاذيبه من إرباكه ولغته المتعثرة كذاكرته، ومن فلتات لسانه، ليطبق مقولة ؛ كاد المتهم أن يقول خذوني..
بالمناسبة أحمد جبريل بتبرئة القذافي أو محاولة ذلك جسد دور المفسد في الأرض لا يشبه البطل الفلسطيني خالد أكر بطل الفضاء الذي انقض بطائرته الشراعية على معسكرات العدو الصهيوني..وشتان بين ممالىء ومبيّض سِجل المجرمين على الأرض ،وبطل فلسطيني كما أبطال كثيرين تشهد لهم السماء..
سماحة الإمام كم أنصفتهم وكم ظلموك!
ليس فقط أبو نضال بندقية للإيجار كما قلت، بل أنت لسان للإيجار يريد أن يدافع عن الطغاة،على حساب أهم شخصية إنسانية كونية عرفها القرن الماضي وتركت بصماتها في كل العصور وهي قامة الامام القائد السيد موسى الصدر
كم رأيناك تسقط وانت الساقط أصلا أيها المأجور وأنت تحاول تسطيح وتجويف هذه القضية، تارة بخلاف فقهي للقذافي مع الإمام ! أو ودة فعل مرافقيه، أو عمليات صبري البنا، أو من خلال وظائف الفتنة ورمي هذه القضية الكبرى باتجاه الراحل أبو عمار، وهو اتهام مردود على صاحبه، لأن علاقة حركة أمل مع فتح ، علاقة كفاحية صادقة، تترجم بأبهى هذه المعاني تجسيدا لمعادلة الإمام وأبو عمار في هذا التلاحم المصيري بين المحرومين من أرضهم وفي أرضهم، وبالمناسبة ردت فتح على مزاعم جبريل كما كان ردا موضوعيا من سفير المنظمة السابق في ليبيا ابو طارق الشرفا..مثلما ردت بشكل مفصل لجنة المتابعة اللبنانية الرسمية لمتابعة قضية الإمام..
المهم أن النضال الفلسطيني الشريف سيلفظ هؤولاء المأجورين، مشوّهي النضال اللبناني الفلسطيني..
وليعلم جبريل أن قضية الإمام الصدر ليست قضية تتم مقاربتها بهذه الخفة وتشويه الحقائق، لتقديم أوراق اعتماد للطغاة وورثتهم حتى ولو كانوا في مزابل التاريخ..
ستبقى فلسطين معراج رسالتنا وعنوان مسيرتنا، نتقرّب الى الله بالوفاء لتضحيات أهلها، هذا إيمان وهذا فعل ممارسة يومي تشهد له ساحات التلاقي مع الأخوة الفلسطينيين على مساحة حضورهم..
وسيبقى الإمام الصدر كما فلسطين عنوانا لهذه العدالة المفقودة بسيف الظالمين.. حتى تشرق شمس الحرية على أعزّ وأطهر سجينين في هذا العصر؛ القدس والإمام الصدر.