خلود شحادة – ليبانون تايمز
في القارة السوداء، تُرِك اللبنانيون لمصيرهم. يصارعون مخاطر فيروس كورونا بأجسادهم الحيّة. وكأنّ المواطن الذي دعاه تقصير الدولة وإهمالها إلى ترك بلاده وأهله، لا تكفيه مرارة الغربة ومآسيها، بل أيضاً بات في عداد المنسيين بذاكرة الوطن!
وفي نيجيريا محطّ رحالنا، حيث يبلغ عديد الجالية اللبنانية فيها حوالي ٣٥ الف شخص، يتوزعون ما بين شمالها وجنوبها والوسط.
في ولاية كانو، عملت الجالية اللبنانية تحت رعاية القنصل الفخري خليل مسلماني بعملية إسناد للولاية من خلال تأمين مئات الأطنان من الطعام، وإنشاء مستوصف ميداني في المدرسة اللبنانية.
أما في لاغوس، فأنشأت الجالية مركز تجمع للمساعدات والتبرعات، وتجهّز حالياً عشرة شاحنات من مواد غذائية. كما قدّمت عدة سيارات اسعاف، وساعدت بإنشاء مستشفى في لاغوس متطور بالتعاون مع أغنياء نيجيريا وتجهيز ١٢٠ سرير.
وفي حديث خاص لموقع ليبانون تايمز، أشار أحد أفراد الجالية اللبنانية في أفريقيا، أن الدولة النيجيرية أثبتت قدرتها على التحرك بسرعة ملحوظة لمواجهة تداعيات فيروس كورونا، لافتاً الى أنه قد تبرّع أغنياؤها ومصارفها بملايين الدولارات لدعم الحكومة في مكافحة الفيروس.
وأوضح أن الحكومة أنشأت مستشفيات ميدانية، وتجري فحص pcr لمن لديه عوارض. كما أنها عملت على توزيع مواد الإغاثة والتغذية على الشعب نتيجة الإقفال الملزم.
أما عن الوضع الأمني، فأكّد في حديثه، أنّ الأمن مستتب نوعا ما، مشدداً على أن الدولة تقوم بواجباتها، مع بعض الخروق الأمنية في الأحياء الشعبية. لكنه لفت الى أن الخوف من التفلّت الأمني موجود، اضافة الى أن الاكتظاظ السكاني في لاغوس، وضعف القطاع الاستشفائي، يولّد مخاوف من الحوادث التي قد تطرأ نتيجة التفلّت الأمني والصحي.
ولفت م. حمود، الى أن الجالية اللبنانية في لاغوس، تناشد الدولة اللبنانية بإرسال عدد من الطائرات لنقل الأطفال والنساء، والذين يعانون من امراض مزمنة.
وأوضح أن المطلوب هو خمس طائرات فقط لإجلاء ٢٠٠٠ شخص، ستدفع الجالية التكاليف جميعها، مؤكداً أن ابناء الجالية الباقين، سيصمدون قي نيجيريا لمكافحة الفيروس بالتعاون مع الحكومة هناك.
وفي هذا السياق، أشار حمود الى أن الدولة أرسلت طائرة واحدة فقط تتسع لـ ١١٥ شخصاً فقط، مؤكداً أن ٢٥٪ من الأسماء وضعت بتدخل سياسي.
وأضاف: “الدولة لا تسمح للجالية باستئجار الطائرات، فالمسموح هو الطائرات الخاصة فقط والتي تصل تكلفتها الى ١٤٠٠٠٠ دولار، وهي تتسع لـ ٧ او ٨ اشخاص فقط، وليس الجميع لديه القدرة على دفع هذه التكاليف”.
“لا يهمّنا ما يصيبنا نحن، كل ما نريده حماية نسائنا وأطفالنا ومرضانا”. جملة يرددها أبناء الجالية اللبنانية في القارة الأفريقية، يناشدون بها دولة نسيت أبناءها. هم لا يريدون العودة ليس لأنهم لا يرغبون بذلك، بل لأنّهم لا يريدون خذلان البلد الذي لجؤوا إليه هرباً من وطنٍ لم ينصفهم. فهم لم يعتادوا نكران الجميل!