أشار نائب أمين عام “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، في حديث تلفزيوني، إلى أنه في 11 نيسان 1996 أرادت إسرائيل أن تحدث خلافات بين المقاومة والأهالي من خلال المجازر التي ارتكبتها، لافتاً إلى أن العالم كان متواطئ بعد قمة شرم الشيخ من أجل إنهاء المقاومة.
وأوضح الشيخ قاسم أن صمود المقاومة وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة والتعاون الكبير من الأهالي أدى إلى أن يخرج الإسرائيلي ذليلا ويعترف بتفاهم خطي بحق المقاومة في إطلاق الصواريخ إذا ما اعتدى على المدنيين، معتبراً أن مرحلة عدوان نيسان كانت بداية تبلور منظومة الردع التي خضعت لها إسرائيل، مشدداً على أن المقاومة جاهزة لأي عدوان وكأن الحرب واقعة غداً وإن كانت غير واردة الآن.
من جهة ثانية، شدد قاسم على أن فيروس كورونا عدو للعالم وليس لفئة دون أخرى، لافتاً إلى أنه كشف المنظومة العالمية وكيف تتصرف دول عديدة مع عدو مشترك للعالم، معتبراً أن الإدارة الأميركية عامل مساعد على انتشار الفيروس، نظراً إلى أنها تتصرف بطريقة لا إنسانية على المستوى الداخلي والعالمي، سواء من خلال العقوبات التي تحرم الدول من أخذ إجراءات لاحتواء كورونا أو من خلال السعي إلى أن تشتري بعض العقول والمؤسسات لكي تكون أي نتيجة لها أو عندما تسرق مواد طبية مخصصة لدولة أوروبية.
ورأى قاسم أنه “بعد كورونا سنكون أمام مجتمع دولي مختلف، منهك اقتصاديا وسياسياً، بالإضافة إلى نشوء خلافات ومحاور جديدة، وبالتالي بعد كورونا سنكون أمام مشهد مختلف”، معتبراً أن “الفكرة التي تقول إن أميركا تقود العالم سقطت”.
ورداً على سؤال حول أداء الحكومة اللبنانية، أكد نائب أمين عام “حزب الله” ضرورة تقديم الشكر لها وإلى وزير الصحة العامة حمد حسن وكل الجهات التي تعاونت معها في مواجهة فيروس كورونا، مشيراً إلى أن حسن يتعامل مع الفيروس وفق بروتكول منظمة الصحة العالمية، كاشفاً أن بعض التجار حاولوا إدخال بعض الفحوصات السريعة، لافتاً إلى أن وزير الصحة تواصل مع الحزب من أجل السؤال حول كيفية التعامل مع الموضوع، حيث تم التأكيد له أن الحزب لا يتدخل في عملها وعليه أن يعمل كوزير لجميع اللبنانيين حتى ولو كانوا مقربين منه بطريقة أو بأخرى.
وفي حين لفت قاسم إلى أن حسن رفض إدخال أي طريقة للفحص مخالفة للبرتوكول الذي يعتمده، رأى أن الحكومة تقوم بأداء محترف باللحم الحي ووزير الصحة إستطاع أن يثبت نفسه بشهادة العالم، مشيراً إلى أن عمل الحزب جزء من دوره ووظيفته، لافتاً إلى أن الجميع يعلم أن الحزب لديه هيئة صحية ومستوصفات وجمعية إمداد التي تساعد حوالي 16000 عائلة فقرية و3000 يتيم وفي موضوع المساعدات الإجتماعية لديه حقوق شرعية، موضحاً أن كورونا يتطلب قدرات إستثنائية والحزب لديه الهيكل وكان عليه زيادة القدرات ليتلائم مع الحالة الجديدة.
ورداً على سؤال، أوضح نائب أمين عام الحزب أن الإعلان عن إجراءات الحزب كان من أجل طمأنة المواطنين، مؤكداً أن الحزب يلتزم بقرارات الحكومة وما ينجزه في مواجهة كورونا رديف لعمل الحكومة.
ولفت قاسم إلى أن الدولة وحدها غير قادرة على القيام بالمهمة، بدليل وجود قوى أخرى أعلنت عن جمع تبرعات وتقديم مساعدات، موضحاً أن المساعدة التي قدمها الحزب ساهمت في الحد من إنتشار الفيروس، ومشدداً على أنه حاضر لمساعدة أي منطقة حسب إمكاناته وهو ليس بديلاً عن الدولة التي هي معنية بالمساعدة الإجتماعية والعلاج الصحي.
وفيما يتعلق بعودة اللبنانيين من الخارج، أشار قاسم إلى أن “من اليوم الأول الحزب أعلن أننا مع عودة الراغبين بشرط أن تكون آمنة وأن يلتزموا بالشروط التي وضعتها وزارة الصحة”، لكنه لفت إلى أن إمكانات الدولة لا تسمح بعودة الجميع بشكل سريع، موضحاً أن نسبة المصابين بالكورونا بينهم غير مرتفعة، وعلى ضوء هذه التجربة من الممكن تأمين عودة آخرين.