غسان همداني – ليبانون تايمز
في السابع عشر من تشرين الأول من العام المنصرم، وعلى إثر زيادة رسم على الواتس آب، تحرك الشارع عفويا ضد الزيادة، قبل مصادرة هذا الحراك من بعض الوصوليين، ومن بعض من شاركوا بالسلطة، ومن بعض الأحزاب المندثرة التي رفضتها جماهيرها، ومن بعض الفئات والجمعيات والجامعات التي تأتمر بأوامر صادرة عن سفير من هنا، وسفير من هناك.
من تداعيات هذا الحراك، تعطيل قسري للمدارس، وإقفال مشبوه للمصارف، وكابيتال كونترول لأموال المودعين، وقطع للطرقات والأرزاق، ما ادى الى شلل اجتماعي، وتربوي، واقتصادي، مع ارتفاع في الأسعار نتيجة الاحتكار، والجشع، ونقص فتح الاعتمادات لشراء المواد الغذائية والاستهلاكية.
شهدت الساحات، ساحات الاعتصامات، اضافة الى حفلات الطرب، موائد عامرة، وتوزيع وجبات غذائية، وخيم ومراحيض جاهزة، يقال ان موردها تبرعات المعتصمين، كما شهدت عروضا في ذكرى الاستقلال، للفوج الطبي، والفوج الهندسي، وفوج الدفاع المدني، وغيرها من الأفواج.
مع وصول وباء كورونا الى لبنان، وتصدي حكومة الرئيس حسان دياب (المرفوضة من قبل الحراك) بحرفية عالية له، ومبادرة بعض احزاب السلطة، على الصعيد الطبي، والاجتماعي، والخدماتي وغيرها، يُطرح السؤال: اين الحراك؟ اين المبادرات تجاه الناس؟.
من يجمع التبرعات لموائد السوشي، والتبرعات للموائد العامة في ساحتي رياض الصلح والشهداء، وإقامة الحفلات العامرة، ونقل الناس بالباصات الى الساحات، الا يستطيع ان يجمع المال لمواد غذائية للمحتاجين والفقراء، الذين يحاول الحراك التسلق بإسمهم سلم السلطة.
اين الفوج الطبي، أين هو من المساهمة في مكافحة الوباء، ام انه للاستعراض زمن الرخاء، والهرب في زمن الوباء.
سقط الحراك قبل الكورونا، وسقطت مقولته بشيطنة بعض الأحزاب، هذه الأحزاب التي وقفت مع ناسها وجماهيرها إبان الأزمة، كما قبلها، على عكس الحراك ومن وراءه.
سقط الحراك وسقطت طروحاته، وظهرت زيف ادعاءاته، وخابت أمانيه، وأضحى حاله كحال الجندي الفار من الزحف، والمتقاعس عن القيام بالواجب، والخائن والمتعامل مع العدو، ولا يظنن أنه بمأمن من غضب الناس، فالشعب يمهل ولا يهمل، وإن غذا لناظره قريب.