خلود شحادة – ليبانون تايمز
لم يعد يخفى على أحد صعوبة تلك المهمة الانسانية الملقاة على عاتق الطاقم الطبي، الذي يعمل في المستشفيات لمعالجة المصابين بفيروس كورونا، ان كان في لبنان او العالم.
“أشعر وكأني بالخط الأول على الجبهة” جملة وصّف فيها المختص بالأمراض الجرثومية في ايطاليا الدكتور محمد زراقط، عمله بمعالجة المصابين بكورونا بأحد مستشفيات ايطاليا، لكنه يؤكد أنه “عندما تكون بالمعركة لا تفكر بالخوف والخطر، فلا يكون أمامك الا هدف واحد وهو تحقيق النصر، ولذلك نجد الكثير من الأطباء والممرضين في ايطاليا قد باغتهم الموت بعد اصابتهم بالفيروس”.
وفي حديث خاص لموقع ليبانون تايمز، كشف الدكتور زراقط أن “هناك انخفاضا بعدد المصابين وانحسارا لانتشار الفيروس في ايطاليا، بسبب الالتزام بالقرارات الرسمية المتعلقة بالحجر المنزلي وحظر التجول”، لافتاً الى أن 3 نيسان هو تاريخ انتهاء المرحلة الأولى في ايطاليا من الحجر المنزلي، حيث يتم تقييم انتشار الفيروس وانحساره بعد الالتزام بالاجراءات.
وعن ما يشاع عن “معالجة الأصغر سناً بدلاً عن المسنين”، أوضح أنه ليس مؤكداً ما يقال، شارحاً أنه في بعض الأحيان قد تكون الحالة صعبة ومعقدة لأحد المسنين، وبظل النقص في الماكينات والمراوح التي تساعد على التنفس الاصطناعي الذي يعاني منه القطاع الاسشتفائي في ايطاليا، يتم استخدام هذه الماكينات لمعالجة الحالات التي يمكن ان تشفى.
وعن عداد الاصابات في ايطاليا أوضح أنه حتى امس، بلغ عدد الاصابات بالفيروس حوالي 69000، ويقبع في الانعاش ما يقارب 3369 حالة، اضافة الى 28000 في العزل المنزلي، لافتاً الى أن عدد المرضى بالمستشفيات هو 21000، اما عدد الوفيات فقد وصل الى 6800، وهناك أكثر من 8000 حالة تعافت.
أما في لبنان، يتوقع الدكتور زراقط ان يتوسع انتشار الفيروس، بسبب ضعف تطبيق الاجراءات المتبعة من قبل المواطنين.
ودعا اللبنانيين الى ضرورة الالتزام بالحجر المنزلي، وترك مسافة مع الآخر بحال اضطر الفرد لمغادرة منزله لشراء حاجياته، والمسافة يجب أن تكون من متر الى متر ونصف، كما يجب لبس الكمامات والقفازات، وتطهير الايادي والاماكن العامة بشكل دوري.
أما فيما خص الدور الذي يقع على عاتق الحكومة، شدد على ضرورة تجهيز غرف الانعاش، وتأمين ماكينات التنفس الاصطناعي، ومتابعة العلاج بالأدوية المستعملة بالصين وايطاليا، مؤكداً ان الادوية المستعملة تساعد على تخفيف الآلام الناتجة عن الفيروس والمساعدة على التنفس وليس هنالك من دواء يقتل الفيروس مباشرة.
كما أكد الدكتور زراقط، ضرورة متابعة الاشخاص الذين لا تظهر عليهم الاصابات واجراء فحص الكورونا لهم، لأنهم يشكلون الخطر الاكبر لانتشار الفيروس، موضحاً أن منظمة الصحة العالمية أفادت أن كل شخص مصاب بالكورونا وتظهر عليه العوارض يقابله 10 اشخاص مصابين بدون عوارض، ما يعني ضرورة ضرب عدد المصابين بعشرة، ما يعني أن عدد المرضى سيزداد وسيوسّع الفيروس دائرة انتشاره.
ودعا الدكتور محمد زراقط الى اعتماد لبنان اجراءات كوريا الجنوبية كنموذج، حيث اعتمدت الأخيرة على نظام التتبع عن بعد المعروف بالـ “gps” عبر الهاتف الخليوي لمتابعة المرضى وتحركاتهم، ومتابعة عامة الناس اذا كانت تلتزم بالاجراءات ام لا، اضافة الى اعتمادها تطبيقاً عبر الهواتف الذكية لمتابعة المرضى المصابين مع الطبيب، واعطائهم النصائح.
مهمة الحفاظ على حياة الناس وانقاذها، لم تعد مسؤولية الأطباء والممرضين فقط، بل إنها أيضاً مسؤولية الأفراد، الذين يفرض عليهم واجبهم الانساني والاجتماعي، الالتزام بالاجراءات المفروضة، فالمعركة صعبة بوجه هذا العدو الخفي، الذي لن ننتصر عليه الا اذا كنّا على قدر من المسؤولية والوعي!